لو رَجَعت بي الأيّام!
ماذا لو رجعت بي الأيّام 10 سنوات إلى الوراء، هل سأقوم بالأخطاء نفسها التي قمتُ بها؟ وهل سأستفيد من التجارب التي مررتُ بها؟ أم سأقوم بالعمل نفسه وبالأخطاء ذاتها؟
إذاً، ماذا لو رَجَعَت البحرين سنةً واحدةً للوراء؟ هل ستمارس الحكومة والمعارضة الأخطاء نفسها، وهل سيقومان بالأعمال نفسها؟ أم سنجد هناك خططاً استراتيجية تظهر على الساحة من أجل إصلاح الوضع!
حتى لا يمر الوقت من دون فائدة مرجوّة، وحتى لا تتصاعد أعمال العنف والعنف المضاد، إليكم هذه النصيحة في هذه الجمعة المباركة: «لنجري حواراً حقيقياً فيما بيننا، ولنستفد من تجارب الآخرين، ولنصلح فوراً ما حدث من أخطاء متكرّرة، فالمشهد حالياً متصاعد ومتوتّر إلى أبعد الحدود، ولا نريده أن يزيد، فهو ليس في صالح البحرين، ولا في صالح الشعب».
فهل نستطيع القيام بذلك؟!
لا أدريَ!
بعد أن كنا نستطيع القيام بذلك، ولكنّي أعلم بأنّ من يريد الإصلاح ويريد الاستقرار للوطن، سيبذل جهده وجميع أسلحته السلمية من أجل هذا الإصلاح، ولن يتوانى عن التقريب وعن العطاء.
للأسف تسمع من هذه الفئة كلاماً لا يسر، وتسمع من الفئة الأخرى كلاماً مضاداً، وتجد أنّ الجميع مخنوقٌ من الأحداث التي تتوالى حالياً في الساحة، والتنفيس يتم من خلال تضارب الآراء فيما بينهم. ومن خلال الاحتجاج والصراخ، ومن خلال المظاهرات وأعمال العنف من الجهتين وغيرها، ولكننا لم نجد عاقلاً يرى الأمور ويوازنها، فإمّا أن «تمشي مع القوم يا شقرة»، أو أنّك مخالف للأعراف والتقاليد والجماعات!
لنرجع إلى الوراء سنةً واحدة، ولنحاول الاستفادة مما حدث لنا خلال هذه السنة، ولنقم بإجراء الرقابة الذاتية، ومن ثمّ المحلّية، ومن ثمّ الوطنية على أنفسنا وعلى الآخرين. ولنلاحظ ما الأخطاء التي قمنا بها، ولنستفد من هذه الأخطاء، حتى لا تتكرّر مستقبلاً، من أجل إصلاح ما تمّ هدمه وما أثّر على المواطن البحريني من قريب أو بعيد.
وكذلك نعتقد أن الخلاص من الأحداث التي نمر بها لن يكون سهلاً كما يُكتب من قبل الكتّاب، أو على شبكات التواصل الاجتماعي، أو من خلال المحلّلين السياسيين أو الاجتماعيين، بل يحتاج إلى عمل المخلصين من أبناء الوطن، لاجتياز هذه المحنة، وخروج البلد من هذا المأزق. وجمعة مباركة.
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3520 - الجمعة 27 أبريل 2012م الموافق 06 جمادى الآخرة 1433هـ