عبدالله العبّاسي... لن تُنسى أبداً!
عبدالله العبّاسي... لن تُنسى أبدا. فلقد كنتَ طوال حياتك الابن البار لوطنك، وأثبتَّ وطنيّتك من خلال قلمك الذي دافع بكل شرف وأمانة عن الحقوق، ونطق بصدق وشفافية عن قضايا الفساد والمحسوبية.
لقد كان عبدالله العبّاسي من القلّة الذين آمنوا بمبادئهم، ولم يتنازلوا عنها، وواصلوا في الكتابة على رغم المضايقات والتضييقات، فكيف لنا أن نكتب عن أي موضوع آخر سوى موضوع السيد الفاضل المناضل عبدالله العبّاسي.
المرّة الأولى التي شهدتُ فيها جولات المناضل العبّاسي كانت في مركز الشيخ ابراهيم بن محمّد، فلقد استضاف المركز آنذاك المؤرّخ محيي الدين اللاذقاني، وقد لفتَ انتباهي حدّة ردود ومداخلات المرحوم المثيرة، وقد أُعجبتُ بها كما أُعجِب بها الجمهور.
للأسف نحن لا نضع اعتباراً ولا تمثالاً لأمثال عبدالله العبّاسي إلاّ بعد مرور حقبة من الزمن، إذ إننا نرقيه ونكرّمه ونرفع شأنه، فلماذا لا نعتبر من هذا الأمر ونضع نصب أعيننا الصادقين مع الوطن؟
هناك الكثير من المشكلات التي يعاني منها السقف الصحافي، وعلى رأسها حرّية الكلمة، والانطلاق نحو كشف قضايا الفساد والمفسدين، ولم نجد جمعيّتنا تحاول الوقوف إلى جانب الجسم الصحافي، بل إنّها عقيمة ولا تنفع الصحافيين في شيء، إلا أن تزيد مصائبهم.
يا ليتنا نتّعظ من مقالات وفكر عبدالله العبّاسي وغيره، من أجل تغيير الواقع المرير إلى واقع أفضل، ويا ليتنا نتّعظ من الأحداث التي نمر بها في البحرين من أجل وضع استراتيجيات تخلّصنا من الطأفنة إلى استراتيجيات تطالب بالاصلاح أكثر.
إنّ العمل الصحافي مرهق ولكن لذّته تكمن في إيصال صوت المطالب إلى من لا يريد سماع الأصوات المغايرة، فالبعض يعوّل عليها بأنّها نشاز، ولكنّها كالدواء المر، نشربه لنشفى من ملفّات الفساد والكساد وغيرها.
لقد كتب عبدالله العبّاسي عن كثير من الأصدقاء الذين وافتهم المنيّة، وها هو اليوم يُكتَبُ عنه بعد أن وافته المنيّة، وما نقول إلاّ حسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون، وعسى أن يكون قبره روضة من رياض الجنّة، كما كانت مقالاته في يوم من الأيّام روضة من روضات الدنيا.
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3545 - الثلثاء 22 مايو 2012م الموافق 02 رجب 1433هـ