كتاب الأخبار والمانشيتات!
اهتم بعض الزملاء بجمع أخبار ومقالات قديمة في كتب جديدة، عندما تقرأها تعطيك فكرةً عن أهل ذلك الزمان، وقام أحدهم بجمع مقالات وأخبار ومانشيتات هذا العام ليقرأها الناس في العام 2070!
كان أحد المانشيتات قبل سنوات يتكلم عن العثور على معسكرات تدريب على رمي الحجارة، وقبل يومين اختارت إحدى الصحف مانشيتاً عن العثور على 8 آلاف غرشة مولوتوف، لإعطاء انطباعٍ ممتازٍ عن الاستقرار والأمان للسائح الخليجي والمستثمر الغربي، وكأننا على أبواب حرب نووية. بل إن أحد الكتاب طالب بإعطاء سفراء الدول الأجنبية والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو علماً بذلك، بدل متابعة الملفات النووية المعلقة في منطقة الشرق الأوسط!
إحدى الصحف اهتمت طوال شهرين بتكرار الطلب بسحب جنسية بعض المواطنين البحرينيين وطردهم من بلدهم حتى لو خالف ذلك مواثيق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الانسان والدين الإسلامي وقواعد التسامح بين الأديان! وقال أحدهم «إنني لن يهدأ لي بال ولن أغمد قلمي قبل أن تتحقق هذه الأمنية في حياتي أو ألقى ربي»!
عندما عاد وفدٌ أهلي من اجتماع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وصفته إحدى الكاتبات بالخونة! وعندما لامها الكثيرون حتى من الأهل والأقارب، واستهجنوا هذا الكلام غير اللائق والمعيب، غضبت وركبت رأسها وأصرّت على موقفها كمان وكمان! فكتبت في اليوم التالي مقالاً متشنجاً تفسّر فيه معنى الخيانة التي لا يفهمها غيرها من الناس! الأهل امتنعوا عن نصحها وفضّلوا السكوت، لكيلا تركب رأسها أكثر وتخرج عن طورها كمان وكمان، فربما ترتفع حرارتها أكثر فتصف نصف الشعب البحريني بالمشركين والكفّار!
في المانشيتات والمقالات، كانت هناك تناقضات وتقلبات ستصيب جيل 2070 بالكثير من الحيرة، فبعض الكتّاب كانوا يصفون بعض الدول الكبرى بالعدو والمتآمر ويطالبون بطرد سفرائها، وبعد أسبوعٍ واحدٍ يصفونها بالصديق والرفيق و»حياتي وخلف عمري».
من الأخبار التي ستصيب جيل 2070 بالحيرة أيضاً، وخصوصاً طلبة قسم الإعلام بالجامعة، أنه كانت هناك جمعيةٌ تحمل اسم الصحافيين في 2011، وكان يفترض أن تدافع عن مصالحهم وحريتهم في التعبير، ولكنها لم تنطق بكلمةٍ حين اعتقل عشرات منهم، وفصل أكثر من 120 صحافياً وإعلامياً، ومرّ الأمر وكأن شيئاً لم يكن. وسيُصابون بالصدمة حين يكتشفون أن بعض أعضاء مجلس الإدارة وقّعوا على قرارات الفصل!
من الأخبار التي ستثير استغراب البحرينيين بعد سبعين عاماً، أنه كان هناك نوابٌ رفضوا زيادة صلاحياتهم في البرلمان، وكانوا يتباكون طوال عشر سنوات على عدم منحهم مزيداً من الصلاحيات!
قاسم حسين
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3562 - الجمعة 08 يونيو 2012م الموافق 18 رجب 1433هـ