حركة جعفر الخابوري الاسلاميه
نر حب بجميع الزوار الكرام ونر جو منكم التسجيل
حركة جعفر الخابوري الاسلاميه
نر حب بجميع الزوار الكرام ونر جو منكم التسجيل
حركة جعفر الخابوري الاسلاميه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الاسلاميه

احدر ان يصيبك فيروس الحقيقه فتشقى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ثقافة المشي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
المراقب العام
المراقب العام
جعفر الخابوري


عدد المساهمات : 8081
تاريخ التسجيل : 16/02/2010
العمر : 54

ثقافة المشي Empty
مُساهمةموضوع: ثقافة المشي   ثقافة المشي Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 18, 2013 2:06 am

ثقافة المشي
محمد علي جواد تقي
 ثقافة المشي 230
شبكة النبأ: لمن يرمي ببصره على الأفواج والجحافل الزاحفة نحو كربلاء المقدسة هذه الأيام لزيارة الإمام الحسين، عليه السلام، في أربعينه، يُخيل اليه أن ثمة عفوية وتلقائية مدفوعة بحماس شديد، وحب عميق لصاحب المناسبة، وهو تصور لا يجانب الحقيقة، بل هو جزء منها، بيد أن الحقيقة كاملةً في هذه التظاهرة الجماهيرية المليونية، وجود ثقافة غير مكتوبة، لكنها مثبتة في الوجدان والقلب الذي يحمل الإيمان والولاء، وهذا ما يجعلنا نلاحظ التطور النوعي في مجالات عديدة داخل هذه التظاهرة التي تبدأ ربما قبل اسبوعين من يوم العشرين من صفر، فهناك التطور في نوع الخدمات المقدمة للزائر من حيث الكم والكيف، كما هنالك التطور في تنظيم المواكب السائرة من مناطق ومحافظات عديدة في العراق، وايضاً من خارج العراق.
كل ذلك؛ يجعلنا أمام منظومة ثقافية متكاملة أيام الأربعين، تتضمن السلوك والتقاليد والصفات الاخلاقية الحسنة ترافق الزائرين، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، ومن كل شرائح المجتمع.
فما هي ثقافة المشي؟.
أولاً: العطاء
هنالك فرق بسيط بين "الكرم"، وبين "العطاء".. فالحالة الأولى؛ مبادرة يقوم به الإنسان لضيف له، فيقدم له كل وسائل الراحة من منام وطعام وغيرها، بل حتى احياناً وسيلة نقل لذهابه وإيابه الى موطنه. بينما الحالة الثانية، فهي تحمل نفس المواصفات وبنطاق أوسع، إذ ربما لا يلتقي المعطي بمن يتسلّم العطاء إلا نادراً، وهذا ما نلاحظه في أماكن إقامة الزائرين، وسيارات النقل، وتوزيع المواد الغذائية وغيرها من أنواع العطاء.
نعم؛ هنالك مضايف وسرادق متراصّة على الطرق الرئيسية تستقبل الزائرين، وهنالك من يقدم الخدمات المتنوعة للزائرين، كما هنالك أعداد مضاعفة يقفون في الظل، يصلون الليل بالنهار، ويبذلون جهوداً كبيرة، لتوفير الراحة والأمان للزائرين، فهنالك الماء والكهرباء والدفء والوقود، وتوفير المواد الغذائية بكميات كبيرة، وايضاً وسائل النقل وغيرها، كلها أمور يعد لها وتتوفر من خلال جهود كبيرة لأناس ربما لا يحالفهم الحظ ويكونوا متواجدين داخل الموكب وهو يقدم خدماته للزائرين على الطريق.
هذه الصفة الانسانية السامية، نجدها في تقاليد الناس وآدابهم وأخلاقهم، وهم يسعون للمشاركة في هذه التظاهرة الجماهيرية، وخدمة السائرين على الاقدام باتجاه مرقد الإمام الحسين، عليه السلام. هذا الى جانب العطاء المباشر الذي بات أمراً مألوفاٌ في هذه الزيارة، وايضاً في الزيارات المليونية الاخرى الخاصة بالإمام الحسين، عليه السلام، مثل الزيارة الشعبانية، وزيارة يوم عرفه، هذا اضافة الى أيام عاشوراء. نرى أعداد كبيرة من الناس يسارعون الى العطاء والبذل، فمنهم من يفتح داره للزائرين، ومنهم من يقدم الطعام والشراب. وفي الآونة الاخيرة، نلاحظ مبادرات من نوع جديد لتقديم الخدمات لمن لا يمتلك الامكانية المادية الكبيرة، فانه يقوم بغسل ملابس الزائرين أو صبغ احذيتهم أو تسهيل أمر الاتصال بالهاتف الجوال، وغيرها من مختلف انواع الاعمال والمبادرات التي تصب كلها في خدمة الزائر وتسهيل أمر سيره على الاقدام نحو كربلاء المقدسة.
ولا أجانب الحقيقة إن قلت: ان الزيارة الاربعينية – على وجه التحديد- تشكل فرصة لتكريس ثقافة العطاء والبذل لصاحب الحاجة، وفرصة ايضاً لمكافحة نزعة الأنا وحب الذات والتملّك. هذه المناسبة تعبئ الانسان طيلة أيام السنة، على العطاء والبذل في سبيل القيم والمبادئ، لاسيما اذا رأى مردود هذا العطاء أمامه ويلمسه بحواسه ومشاعره، حيث يتشكّر الزائر مما قدم له من خدمات، كذلك الحال يتجسد بالنسبة لليتيم – مثلاً- عندما يستفيد من خدمات انسانية وثقافية من مؤسسة او جمعية خيرية، أو عندما تشيّد مكتبة عامة يستفاد منها طلبة العلوم الدينية والاكاديمية، ويبدون ارتياحهم من هذه المبادرة الحضارية. بمعنى إننا أمام الزائرين في أيام الأربعين وهم بحاجة الى خدمات متعددة وكثيرة، كما نكون أمام عموم أبناء بلدنا وأمتنا وهم بحاجة الى مختلف أشكال العطاء المادي والمعنوي والثقافي.
ثانياً: الحب لا الكراهية
تبتلى مجتمعاتنا بحالة التنابز والتمايز والتباعد، وكل ما من شأنه التفرقة والنفرة بين أفراد المجتمع، لأسباب اجتماعية، مثل الطبقية، أو أخلاقية وسلوكية تجعل الانسان يدور حول نفسه، ويريد كل شيء له، لا لغيره، ثم يغمره شعورٌ بالتفوق والتعالي على الآخرين لصفة تملّكها أو موقع اجتماعي أو سياسي تسنّمه، أو حتى حيازته لدار وسيعة، أو سيارة فارهة وغير ذلك.. كل ذلك يجعل من حالة الحب والمودة إزاء الآخرين، أمراً بعيداً عن ذهنه وتفكيره، وربما يستغرب هكذا حالة إن طالبه أحد بها، لعدم وجود معنى لها في نفسه.
هذه الحالة أو الظاهرة النفسية، لا وجود لها في "المشي" الى كربلاء المقدسة.. لأن الثقافة هنا، تدعو الى مد يد العون لهذا وذاك، وفي كل الاحوال والظروف، كما تدعو الى التواضع والإيثار والتعاون، وبكلمة؛ حب الخير للآخرين.
والسبب في ذلك الذوبان الكامل في النهضة الحسينية، حيث يشعر الزائر وكل من يسهم في تقديم الخدمات للزائرين، أن لا شيء يحتفظ به لنفسه أمام العطاء والتضحية التي قدمها الإمام الحسين، عليه السلام، من أجل أن تعيش الاجيال من بعده، حرة كريمة، بعيدة عن أغلال الطغاة، وآمنة من المفسدين والمنحرفين. لذا فان مشاعر الحب الجيّاشة والمواكبة للمشي الى كربلاء المقدسة، تعبر عن محاولة الاقتداء بسيد الشهداء، عليه السلام، الذي تميّز ضمن ما تميز به، بحبه للخير للجميع، حتى آخر اللحظات التي سبقت وقوع السيف بينه وبين أهل الكوفة المغرر بهم لقتاله.
وهذا تحديداً من النقاط المضيئة التي التفتت اليها الشعوب المسلمة وغير المسلمة في العالم لدى تعرفها على شخصية الامام الحسين، عليه السلام، وعلى نهضته وقضيته. فلا كراهية، ولا إقصاء، ولا تهميش وتقليل من قدر الطرف المقابل، ما زال يشترك في الأخوة الإيمانية، او التماثل الانساني. وهذا ما لاحظه أعضاء وفد "الفاتيكان" المشاركين هذا العام في "المشي" مع الزائرين، حيث لم يلاحظوا أي حساسية او كراهية من سائر الزائرين، على العكس، هنالك الفخر والاعتزاز بوجودهم في موكب "المشي" لأنهم يريدوا أن تجسيد قيم ومبادئ النهضة الحسينية لهم وللعالم.
ثالثاً: النظافة
ربما يأخذ البعض على الزيارة الأربعينية أنها تسبب تناثر النفايات وبقايا الطعام ومخلفات الخدمات على الطرق الرئيسية، إلا ان هذه الظاهرة التي ربما كان لها وجود في العقود الماضية، بيد أن التطورات الحاصلة انسحبت على هذه الشعيرة الحسينية ايضاً. فالمواكب الحسينية والسرادق الموجودة داخل المدينة المقدسة، وايضاً على الطرق الرئيسية، تحرص على نظافة مكانها ومحيطها، وهناك وسائل التنظيف والحاويات المخصصة للنفايات. وربما يعرف الكثير من الزائرين ومن يخدمون الزائرين، إن النظافة تمثل واجهة الزيارة الأربعينية، نظراً الى أن كثرة الخدمات وكثافتها داخل وخارج كربلاء المقدسة، يؤدي بالضرورة الى إفراز كميات كبيرة من النفايات والاشياء الزائدة عن الحاجة، من بقايا طعام وأجزاء من الذبائح، وحاويات صغيرة وأكياس متناثرة وغيرها، وهذا ما لا نلاحظه بكثرة في هذه الزيارة، لأن معظمنا يحفظ الحديث الشريف: "النظافة من الإيمان". واعتقد جزماً أن هذا الحديث يتأكد جداً في هكذا أيام، لأن قضية الإمام الحسين، عليه السلام، هي قضية إيمانية ودينية، وليست قضية شخصية.
من هنا؛ فان السائر الى كربلاء المقدسة، إنما يثبت إيمانه بالله تعالى، وبولائه العميق للإمام الحسين، عليه السلام، من خلال خصلة النظافة التي ترافقه في مشيه، فهو يقدم صورة جميلة وجذابة، وهو ضمن الملايين الزاحفة التي لا تخلف النفايات وبقايا الطعام هنا وهناك، كما يتوقع البعض، إنما تخلف الذكريات والمواقف الانسانية الكبيرة. وهذا ما يحرص عليه كل زائر عارف بحق الإمام الحسين، عليه السلام.
هذه كانت نبذة من "ثقافة المشي" في أربعين الامام الحسين، عليه السلام، وربما هنالك نقاط أخرى بحاجة الى تسليط الضوء عليها في الجانب الثقافي لهذه الشعيرة الحسينية التي باتت تشكل جزءاً لا يتجزأ من شخصية الانسان الشيعي والموالي، فليس بوسع أحد – في الغالبية العظمى- أن تمر عليه المناسبة دون أن يشارك فيها بأي شكل من الاشكال.
شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 18/كانون الأول/2013 - 14/صفر/1435
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mzmzmz.yoo7.com
 
ثقافة المشي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثقافة الكراهية... ثقافة الانتحار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة جعفر الخابوري الاسلاميه :: مجلة صدي الاسبوع-
انتقل الى: