حركة جعفر الخابوري الاسلاميه
نر حب بجميع الزوار الكرام ونر جو منكم التسجيل
حركة جعفر الخابوري الاسلاميه
نر حب بجميع الزوار الكرام ونر جو منكم التسجيل
حركة جعفر الخابوري الاسلاميه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حركة جعفر الخابوري الاسلاميه

احدر ان يصيبك فيروس الحقيقه فتشقى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
المراقب العام
المراقب العام
جعفر الخابوري


عدد المساهمات : 8258
تاريخ التسجيل : 16/02/2010
العمر : 54

صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Empty
مُساهمةموضوع: صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري    صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Icon_minitimeالجمعة يونيو 09, 2023 7:11 pm

الفصل الجديد يا حبايبي ♥.

رواية " العائلة ".

الفصل السابع والثلاثون.

‏كُل مرة أنظر فيها إلي الماضي أتيقن أنني كُـنت محارباً قوياً ... إنتصرت علي نفسي كثيراً في أمور كُـنت أظن أنّ بنهايتها ينتهي الكون ... وَ هَـا أنا هُنا أبدأ منٌ جديد كُـل يوم وَ بداخلي قوة خلقها اللّٰه داخل قلبي.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في صباح يوم جديد..
يوم حامل للسعادة للجميع ولكنٌ مَـاعدا " غيثٌ " الخوف يمليء قلبه منٌ أجل زوجته ... هَـا هوَ الزفاف انتهي فَـ مُـنذُ الأمس وَهوَ يفكر بحالتها وَ ذلك الورم الخبيث اللعين الذي يتواجد بداخل رأسها !.
صباحاً في جناح " يوسف وَ صَبا " ... إستيقظت وَفتحت عَينيها فَـوجدته ينظُر إليها وَ يداعب خصلات شعرها بيديه فَإبتسمت لهُ وَ إعتدلت وَجلست لتكون أمام وجهه.

صَبا طبعت قُبلة بوجنتيه اليمني :: صباح الخير يا حبيبي.

يوسف :: أنا بعترف دلوقتِ إنٌ دَه أجمل صباح فات عليا منٌ ساعة مَـا انخلقت ... يا صباح الورد الجوري يا وردتي.

صَبا ضحكت بخفوت :: وردتي ! ... أول مرة تقولي الإسم دَه !

يوسف :: أيوة وردتي وِ هتفضلي طول عُـمرك وردتي إللي بتخلي حياتي تنور وِ بتحلي الدنيا منٌ حواليا.

صَبا :: براحة عليا شوية يا باشمُهندس عشان قلبي مش هيتحمل كُـل الحُب وِ الدلع دَه مرة واحدة كدة !

يوسف :: مش ذنبي علفكره ذنبك أنتِ.

صَبا :: طب يلا قوم عشان تاخُد شاور وِ ننزل سوا نفطر لحسن أنا جعانة أوي أوي أوي.

يوسف :: طب قبل مَـا ننزل تحبي نروح نتفسح فين ؟! ... أي مكان هتختاريه هنروحه فوراً.

صَبا :: أي مكان أي مكان !

يوسف :: جربي وِ شوفي.

صَبا :: هوَ مكان في مصر عادي ... نفسي منٌ زمان أروح دهب ... مروحتهاش قبل كدة ... حتيَ ماما قالتلي أبقي روحيها لمّـا تتجوزي وِ أهو أنا اتجوزت ... فَـ ياتري يا هل تري جوزي حبيبي هيوديني دهب وَلا إيه ؟!

يوسف :: جوزك حبيبك عيونه ليكِ طبعاً ... بُـكره بالكتير إن شاء اللّٰه هنبقي في دهب وِ هروق عليكي متقلقيش.

إحتضنته صَبا بِسعادة :: بحبك أوي أوي.

يوسف ضحك عالياً علي سعادتها الظاهرة فَـ ضمها إليه :: وِأنا بموت فيكِ يا روحي ... أنا فرحتي الأكبر إني شايف ضحكتك وِ فرحتك.

صَبا إبتسمت لهُ :: هقوم أنا بقيَ أخد شاور عشان نلحق الفطار معاهم تحت.

يوسف :: ماشي يا حبيبتي رُوحي وَأنا هروح الحمام التاني خُدي راحتك أنتِ.

دخلت إلي غُـرفة الملابس وَ أعطت لهُ ملابس نظيفة ثُم أخذت ملابس لها وَ توجهت نحو المرحاض المرفق بغُـرفة النوم وَ ذهبَ هوَ إلي المرحاض الآخر الموجود بِـالصالة.

~~~~~~~~~~~~~

في الجناح المقابل لهم الخاص بِـ " آسر وَ وَعد " إستيقظت قبل أنّ يستيقظ " آسر " ... دخلت إلي المرحاض وَ بدلّت ملابسها بِـ جلباب يصل إلي قبل رُكبتيها وَ يضيق منٌ فُوق جسدها بحملات رفيعة ثُم جلست أمام المرآه تجفف شعرها المبلل.
فوق الفراش ... تململ " آسر " في نومه ... وَضعَ ذراعه إلي جواره يتفحصها لكنٌ وَجدَ المكان فارغ فَـ فَتحَ عَينيه سريعاً يبحث عَنها فَوجدها تجلس أمام المرآه تجفف شعرها بالهواء الساخن فَإبتسمَ ... هبط منٌ فُوق الفراش وَ توجه يقف خلفها محتضن كتفيها بيديه وَ طبعَ قُبلة فُوق رأسها.

آسر :: صباح الفُل يا نور عيوني.

نظرت إليه " وَعد " بإنعكاس صورته بالمرآة وَهيَ تبتسم إليه بِـ حُب :: صباح الورد يا حبيبي.

آسر :: صحيتي إمته ؟!

وَعد :: منٌ يجي ربع ساعة كدة.

آسر :: طب مصحتنيش ليه يا حبيبي ؟!

وَعد إبتسمت لهُ :: لقيتك غرقان في النوم فَـ قولت أسيبك نايم شوية كمان.

آسر :: طب هدخُل أخد شاور عشان ننزل نفطر معاهم تحت ... أكيد أنتِ كمان جعانة زي حالاتي صح ؟!

وَعد :: جعانة جداً جداً.

آسر :: هاخُد شاور وِ ننزل جري.

وَعد :: وِأنا هغير هدومي علي مَـا تخلص عشان ننزل علطول.

آسر :: طب معلش يا حبيبي مُمكن تجبيلي هدومي علي مَـا أخد شاور !

وَعد :: هدومك جوه في الحمام يا حبيبي مجهزاها ليك ... قولت عشان لمّـا تقوم تلاقي كُـل حاجة جاهزة.

آسر قرص وجنتيها برفق :: دَا أنا مكُنتش عايش قبلك يا شيخه واللّٰه ... هدخل وِ أجيلك بسرعة بقيَ.

وَعد :: ماشي يا حبيبي براحتك.

دَخلَ " آسر " إلي المرحاض وَ توجهت هيَ نحو غُـرفة الملابس وَ اختارت جلباب خليجي بِـاللون الأبيض مطرز بأكمله بفصوص بِـاللون الفضي وَ إرتدته ثُم وقفت أمام المرآه ترتدي الحجاب الخاص بالجلباب وَ كانٌ بِـاللون الأبيض أيضاً ثُم خرجت منٌ غُـرفة النوم تجلس أمام التلفاز بِـالصالة تنتظر خروج زوجها منٌ المرحاض لـ يهبطوا سوياً إلي الأسفل.
دقائق وَ خَرجَ " آسر " وَهوَ يرتدي سروال بِـاللون الأسود وَ تيشرت بنصف كُم بِـاللون الأبيض أظهر عضلات جسده وَ قوامه الرياضي وَ وَقفَ أمام المرآة يمشط خصلات شعره بإنتظام ثُم خَرجَ منٌ غُـرفة النوم فوجدها تجلس علي الأريكة تشاهد التلفاز وَ رأي ذلك الجلبات التي ترتديه فَـهَـذه المرة الأولي التي يرآها ترتدي شيء كهَـذا !.
لكنها حقاً جميلة بهِ بمّـا تحمله الكلمة ! ... فَـ كيف لم ترتدي مثل هَـذه الأشياء منٌ قبل ؟!.
وقفت أمامه وَهيَ تبتسم لهُ ببشاشة كعادتها دوماً.

وَعد :: خلصت يا حبيبي ، صح ؟!

آسر :: هوَ أنتِ ناوية تعملي فيا إيه تاني !

وَعد تعجبت منٌ حديثه :: أنا ! ... ليه أنا عملت إيه ؟!

آسر إقترب حتيَ صار أمامها لا يفصل بينهما شيء :: ناوية تقتليني صح ؟!

وَعد :: بعيد الشر عَنك يا حبيبي متقولش كدة ... بس بتقول كدة ليه ؟! ... معملتش حاجة دَا أنتَ لِسه صاحي حتيَ !

آسر :: جمالك دَه هيقتلني في مرة يا وَعد ... مش نافع كدة علفكره ... بسببك هتخليني مش عارف أركز في أي حاجة في حياتي غيرك.

وَعد تعالت ضحكاتها فَـلم تتوقع أبداً بأنُـه يقصد ذلك بِـحديثه :: أنتَ خضتني علفكره ... وِ بعدين تعالي هِنا ... أنتَ أصلاً عايز تركز مع مين غيري هَـا ؟! ... طب جرب كدة تعملها يا آسر وِ هخليك وقتها تشوف وَعد بنت عزيز المالكي علي حق ... هطلع عليك شر عيلة المالكي بجد بقيَ.

آسر :: يا باشا أنا عيني مش بتشوف غيرك وِمش عايز أساساً أشوف غيرك ... حَـد يبقي معاه القمر بحاله وِ يبص لحاجة تانية برضو ؟!

وَعد :: أيوة كدة شاطر.

آسر إحتضنَّ خصرها بيديه وَ جذبها نحوه :: هوَ إللي بيتجوز بيحلو كدة ؟! ... وَ لا كُـل إللي بيصحي منٌ النوم بيبقي زي السُكر كدة ؟!

وَعد توردت وجنتيها بِـاللون الوردي فَإبتسمت بِخجل :: سبني يا آسر عشان نلحق الفطار تحت.

آسر :: أسيبك ! ... عُـمري مَـا أعملها.

وَعد :: آسر.

آسر :: عيونه.

وَعد :: سبني بقيَ.

فَتحَ فمه ليتحدث لكنٌ الطرقات علي الباب أوقفته لكنُّه تفاجأ بِـ " وَعد " تدفعه بعيداً عَـنها بقوة وَ كأنهم ليسوا متزوجين !
تخطي ذلك سريعاً وَ فَتحَ الباب فوجدها العاملة الجديدة بالقصر الذي جلبها " هارون " لتساعد زوجات أبنائه في عمل القصر وَ تدعي " يسرا ".

يسرا :: هارون بيه بيقول لحضرتك يا آسر بيه الفطار جاهز ... تحب نجيبه هِنا وَلا حضرتك هتفطر تحت مع المدام وَعد ؟!

آسر :: لأ هننزل تحت ... قوليله جايين.

يسرا :: تمام ... عنٌ إذنك.

آسر :: إتفضلي ... أغلقَ الباب ثُم إلتفت نحو زوجته المجنونة ينظُر إليها بذهول وَ عدم تصديق مـمّا فعلته مُـنذُ دقيقة ! " ... أنتِ إيه إللي علمتيه فيا دلوقتِ ؟!

وَعد نظرت إليه وَهيَ تكتم ضحكتها :: أنا ! ... قصدك يعني إني زقيتك ؟!

آسر :: أيوة.

وَعد :: مش عارفة ... بس اتخضيت لمّـا الباب خبط فَـ معرفش بقيَ عملت إيه !

آسر :: أنتِ مراتي يا عبيطة ! ...تحبي أجبلك القسيمة منٌ درج المكتب جوه عشان تتأكدي حضرتك ؟!

وَعد :: أيوة يا حبيبي مَـا أنا عارفة.

آسر :: كويس واللّٰه إنك عارفة حاجة زي دي ... يلا يا عبيطة يلا قّدامي بدل وِربنا هعلقك هِنا.

وَعد :: إتفضل يا باشا يلا.

~~~~~~~~~~~~~~

بالغرفة الثالثة الموجودة بالطابق فَـهَـذا الجناح خصص لـ " فهد وَ غالية ".
مازالت نائمة بينٌ أحضانه لم تصحو ... أمّـا هوَ إستيقظ مُـنذُ قليل لكنُّه ظلّ جالساً إلي جوارها ينظُر إليها وَ إلي تفاصيل وجهها المحببة إليه وَ يراقبها بدون ملل ثُم نظرَ إلي الجروح الموجودة علي كتفيها وَ ظهرها بِـ حُزن فَـهيَ قدٌ أخبرته سابقاً بأنٌ عمها كانٌ يضربها بالحديد وَ الحزام الجلدي في أنحاء جسدها و تلك الجروح وَ العلامات أثر الضرب العنيف التي تعرضت لهُ.
سيحاول قدر مَـا يستطيع تعوضيها عنٌ تلك الأيام التي عاشته وَلم يكُن معها في ذلك الوقت فَـهيَ عانت وَ تألمت كثيراً وَ حان الوقت لتسعد فقط.
تململت في نومها وَ فتحت عَينيها فَوجدته قدٌ إستيقظ وَ جالساً إلي جوارها فَإبتسمت لهُ.

غالية :: صباح الخير يا حبيبي.

فهد طبعَ قُبلة بوجنتيها :: صباح الجمال يا روح قلبي ... صحي النوم يا كسلانة.

غالية :: أول مرة أحس إني نمت كويس ... حاسه إني نمت كتير أوي وِمكُنتش حاسه بنفسي خالص.

فهد :: مَـا أنا لمّـا صحيت لقيتك رايحة في النوم خالص فَـ مرضتش أصحيكي وِ سيبتك نايمة لحَـد مَـا تصحي لوحدك.

غالية :: أقولك علي حاجة.

فهد :: قولي يا حبيبتي.

غالية :: أنا لحَـد اللحظة دي مش مصدقة إننا مع بعض وِكمان في مكان واحد !

فهد داعب شعرها بحنان :: لأ يا روحي صدقي ... الحمد للّٰه ربنا وفقنا وِجمعنا في مكان واحد وِمش هسيبك أبداً أبداً.

غالية :: ربنا مَـا يحرمني مِنك يا ونسي.

فهد :: وَلا يحرمني مِنك يا غاليتي ... يلا قومي يا ست البنات خُدي شاور حلو كدة زيك عشان ننزل تحت نفطر معاهم.

غالية :: حاضر يا حبيبي ... طب ادخُل أنتَ الأول.

فهد :: هدخُل الحمام إللي بره عادي يا حبيبي.

غالية إرتدت الروب ثُم توجهت نحو غُـرفة الملابس :: هجبلك هدومك إستني ... " جلبت لهُ ملابس نظيفة وَ أعطتها لهُ " ... إتفضل يا حبيبي.

فهد طبعَ قُبلة فُوق يديها :: منحرمش مِنك.

إبتسمت لهُ بـ حُب ثُم أخذت ملابس لها وَ توجهت نحو ال المرحاض المرفق بغُـرفة النوم وَ خَرجَ هوَ توجه نحو المرحاض الخارجي.
بعٌد عشرون دقيقة انتهت " غالية " وخرجت منٌ غرفة النوم وَكانت ترتدي جلباب بِـاللون الأزرق بأكمام واسعة وَ حجاب منٌ نفس اللون وَكانٌ أيضاً قدٌ انتهي " فهد " وَ جالساً في إنتظارها.

فهد وَقفَ عندما رآها يبتسم لها :: إيه القمر دَه بس ؟! ... مينفعش كدة علفكره ... كُـل شوية تزيدي حلاوة وِ جمال وَأنا مش هقدر علي كدة !

غالية إبتسمت لهُ بِخجل :: عشان بس عيونك حلوين فَـ عشان كدة بتشوفني حلوة يا حبيبي.

فهد :: طب يلا يا ولااا يا حلو ننزل.

غالية إبتسمت لهُ :: يلا.

بالأسفل ... في ساحة القصر الجميع يجلس ... هبط " يوسف وَ آسر برفقة زوجاتهم " إلي الأسفل فَـ رحب الجميع بهم وَ باركوا لهم ثُم توجهت الفتيات إلي المطبخ لينضموا إلي بقية الفتيات وَ عِندما جاءت " غالية " إكتملوا وَ وقفوا يتحدثون سوياً وَ هم يحضرون طعام الفطار.
جاء " غيثٌ " إلي المطبخ فَـ نظروا إليه لكنُّه طلبَ منٌ " غَزل " بأن تأتي إلي الحديقة فَـهوَ يريد التحدث إليها في شيء عاجل فَـ استأذنت مِنهم وَ ذهبت خلفه نحو حديقة القصر.

غَزل وقفت أمامه بإستغراب :: في إيه يا غيثٌ ؟! ... أنتَ كويس ؟!

غيثٌ :: لأ يا غَزل مش كويس.

غَزل :: ليه يا حبيبي مالك ؟!

غيثٌ :: مش كويس عشانك يا غَزل ... المفروض نروح بقيَ للدكتور عشان نحدد ميعاد العملية بتاعتك ... بس أنا ليه حاسس إنك مش هتروحي وَلا عايزة تعملي العملية دي ؟!

غَزل صمتت لـبرهة ثُم نظرَت بعيداً لتبتعد عنٌ نظرات عَينيه :: عشان فعلاً أنا مش هعمل العملية دي يا غيثٌ ... مش عايزة أعملها.

غيثٌ :: نعم ! ... إزاي يعني ؟! ... دَا مش قرارك لوحدك يا غَزل ... قرار زي دَه يبقي ليا أنا وِ أنتِ يعني مينفعش تاخدي قرار زي دَه لوحدك ... قرارك المرادي غلط يا غَزل غلط.

غَزل :: أيوة عارفة إنُـه غلط.

غيثٌ :: طب .. طب قوليلي إيه السبب ؟! ... فهميني سببك في إنك مش عايزة تعملي العملية عشان لو السبب فعلاً يستاهل قرارك دَه أنا هوافق علي قرارك.

غَزل :: عشان مش عايزة أخاطر يا غيثٌ ... أنا عارفة إني لو دخلت العمليات وِ عملت العملية دي هموت ... أنا بالطريقة دي بخاطر بحياتي ... أنا عارفة إني بموت نفسي بالطريقة دي بس علي الأقل هعيش شوية مع أخواتي وِ بابا وِ معاك وِ وقت ما يجي الساعة بتاعتي بقيَ مش فارقة بس مش هدخُل العمليات دي.

غيثٌ كانٌ يشعُر بالصدمة منٌ حديثها فَـ كيف يصل بها تفكيرها لهَـذا الوضع ؟! ... قَبضَ علي ذراعها برفق يرجوها بنظرات عَينيه بأن تتراجع عنٌ قرارها :: غَزل أرجوكي أرجوكي متقوليش كدة ... أنا لو وافقتك علي إللي أنتِ بتقوليه دَه يبقي بقتلك بإيدي وِ بضيعك مِني بالبطيء ... أنا مش هضيعك منٌ إيدي يا غَزل فاهمة ؟ ... قرارك دَه أنانية لأنك هتظلميني وِ هتظلمي كُـل واحد بيحبك في البيت دَه ... قرارك دَه غلط يا غَزل فووقي.

غَزل هبطت دموعها علي وجنتيها :: أنا حاسه إنٌ الموت بيقرب مِني يا غيثٌ ... أنا لأول مرة أبقي خايفة كدة يا غيثٌ ... مش خوف منٌ الموت بس موجوعة عشان بابا وِ أخواتي وِ عشانك ... هخلي بابا يعيش نفس الوجع تاني إللي عاشه أيام وفاة ماما ... هحسس وَعد إنها وحيدة تاني ... وِ يوسف هيتكسر ... يوسف دايماً يقولي أنتِ أمي يا غَزل ... وِ أنتَ يا غيثٌ ! ... مش هقدر لأ مش هقدر.

غيثٌ :: أنا بترجاكي لأول مرة يا غَزل ... أنتِ كدة بتقتليني ! ... متعمليش كدة يا غَزل أرجوكي يا حبيبتي ... لو عايزة بجد تحافظي علي الناس إللي بيحبوكي اسمعي كلامي وِ خلينا نروح للدكتور عشان نحدد ميعاد العملية.

غَزل :: طب ... طب خليني آخد وقتي ... أنا بجد خوفي مخليني مش عارفة أفكر وِ دماغي واقفة عنٌ التفكير ... سبني أهدي الأول علشان خاطري ... ماشي ؟!

غيثٌ صمت قليلاً ثُم تنهدَ :: ماشي يا غَزل ماشي ... بس يوم أو يومين بالكتير وَ لو زودتي عنٌ كدة هضطر أعمل أي خطوة غصب عَنك عشان مش هسمح ليكِ تدمري نفسك بالطريقة دي !

غَزل :: لأ مش هزود عنٌ اليومين متقلقش.

غيثٌ إحتضنَّ وجهها بينٌ يديه :: أنا بحبك وِمش عايز أشوفك بتتوجعي أو فيكِ حاجة وحشه وِمش هعرف أكمل حياتي دي وِ أنتِ مش جانبي يا غَزلي ... متحرمنيش من نعمة وجودك جانبي يا حبيبتي.

إبتسمت لهُ ثُم إحتضنته بقوة فَـ ضمها إليه وَهوَ ينظُر أمامه وَ عَينيه مليئة بالخوف منٌ أجلها !.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

مرّت الأيام وَ قدٌ مرَّت شهور عديدة علي آخر الأحداث.
مَـازالت " غَزل " ترفض الخضوع إلي العملية حتيَ تزيل ذلك الورم منٌ رأسها وَ " غيثٌ " يحاول إقناعها بِـ شتي الطرق لكنها ترفض لأنٌ شقيقتها الصغيرة حامل وَهيَ لا تريد إحزانها في ذلك الحال !.
" نغم " أصبحت في شهرها التاسع وَالأخير لكنها تجلس هَـذا الشهر في المشفي تحت مراقبة شقيقها وَ ينقل لها الدماء كَـمّا أخبرها حتيَ لا تتدهور حالتها.
" وَعد " إكتشفت بعٌد الشهر الأول منٌ زواجها بأنها حامل وَ هَـاهيَ الآن في شهرها السادس فَـهيَ عندما علمت بأنها حامل كانت في شهرها الأول وَ " نغم " في شهرها الرابع َ لكنٌ الآن هيَ في شهرها السادس وَ " نغم " في شهرها التاسع وَ تقترب منٌ ولادة طفلها الأول.
" صَبا " أيضاً علمت بأنها حامل في نفس الوقت التي عملت فيه " وَعد " وَهيَ في شهرها السادس مثل إبنه عمها وَ " يوسف " يهتم بها كثيراً وَ أوفي بكُـل وعوده التي وعدها لها في يوم زواجهم.
" غالية " أيضاً تحمل بينٌ أحشائها قطعة مِنها وَ منٌ " فهد " وَ سيرزقون بِـ فتاة وَهيَ في بداية شهرها السابع فَـقدٌ علمت بِـ حملها قبل " صَبا وَ وَعد ".
" ميرال " جعلت " حمزة " يتحدث إلي والدتها وَ وعدتها " نانسي " بأنها ستأتي إلي مصر قريباً جداً منٌ أجل خطبتها.

في يوم جديد ... في تمام الساعة الخامسة وَ النصف مساءً ... عادت الفتيات منٌ عملهم مَـاعدا " صَبا " لم تعود حتيَ الآن !.
وَ أيضاً عاد الرجال وَ الشباب إلي القصر فَـ خرجت " نعمة " إلي " يوسف " لتسأله علي إبنتها عِندما رأته يدخل إلي القصر بمفرده فَـ هم ظنوا بأنها برفقته !.

نعمة :: يوسف.

يوسف نظرَ إليها بإبتسامة :: نعم يا عمتي.

نعمة :: أومال صَبا فين ؟!

يوسف :: هيَ مجتش لحَـد دلوقتِ ؟!

نعمة :: لأ وِ كُـنت بحسبها معاك !

يوسف وَقفَ ينظُر إليها بصدمة :: نعم ! ... لأ إزاي معايا ؟! ... أنا آه وصلتها الشُغل الصبح بس جيت مع الشباب لأنها قالتلي هتخرج منٌ الشركة بدري وِ إحتمال تروح لـ فهد المُستشفي كمان تطمن علي البيبي !

غيثٌ :: إستني هرن عليها ... " أخرج هاتفه يتصل بِـشقيقته وَ إنتظر حتيَ يأتي الرد لكنها لم تجيب " ... مش بترد يا يوسف ! ... بيرن بس مش بترد !

يوسف :: أكيد حصل حاجة أكييييد.

عُدي :: إهدي يا يوسف..

يوسف :: أهدددي إيييييه أهدي إيه يا عُدي ! ... أنا منٌ الصبح بقولكم قلبي مقبوض وِمش مطمن ! ... طب .. طب أروح فين ؟! ... أدور عليها فين دلوقتِ ؟!

غَزل :: يوسف أنا معايا رقم صاحبتها إللي معاها في الشُغل ... إستني هتصل بيها يمكن يكونوا سوا.

يوسف :: طب بسرعة ونبي يا غَزل إتصلي.

غَزل :: حاضر.

تحدثت " غَزل " مع صديقة " صَبا " بالعمل لتسألها إلي أين ذهبت لكنٌ صديقتها أخبرت " غَزل " بأنها ودعتها عِندَ خروجهم منٌ مقر الشركة وَ لم ترآها بعٌد ذلك !.
أنهت " غَزل " المكالمة وَ توجهت لهم فَـ توجه " يوسف " نحوها بلهفة ينظُر إليها وَ عَينيه يملأها القلق.

يوسف :: هَـا يا غَزل قالتلك إيه ؟!

غَزل :: نزلوا مع بعض منٌ الشركة بس كُـل واحدة راحت علي بيتها وِ مشافتهاش تاني.

يوسف :: يبقي صَبا حصلها حاجة و..

قطع حديثه صوت رنين هاتفه فَـ نظرَ إلي شاشة الهاتف فوجده رقم مجهول ! ... تعجب لكنُّه أجاب سريعاً فَـمنّ المُمكن أنّ تكون زوجته وَلكنٌ قابله صوت رجل !.

يوسف :: ألو ... مين معايا ؟!

الرجل :: إزيك يا باشمهندس يوسف.

يوسف :: كويس ... مين معايا ؟!

الرجل :: أكيد دلوقتِ قاعد هتتجنن عشان خاطر مراتك صَبا .. صح ؟!

يوسف :: صَبا ! ... هيَ فين صَبا ؟! ... أنتَ مين بقووولك ؟!

الرجل :: أنا إللي ماسك روحك بينٌ إيدي ... أنا إللي هخليك تندم وِ أندم عيلة المالكي كُـلها إنها لعبت معايا في يوم ... أنا إللي هاخُد روحك بإيدي يا يوسف بيه.

يوسف كانٌ يحاول أنّ يبقي هادئاً حتيَ يصل إلي المعلومات التي يريدها منٌ ذلك الشخص :: قولي أنتَ مين وِ كُـل إللي أنتَ عايزه هيتنفذ بس خرج صَبا بره أي حاجة.

الرجل تعالت ضحكاته :: أخرجها ! ... لأ هيَ دخلت جوه اللعبة خلاص يا باشمهندس وِ للأسف مش هتخرج غير بموتها أو بموتك لِسه مش عارف أحدد الصراحة.

يوسف :: أنتَ عايز إيييه ؟!

الرجل :: عايزك.

يوسف :: هجيلك بس قولي مكانك.

الرجل :: لأ لأ مش علطول كدة ... في طلبين صغيرين كدة هتنفذهم قبل مَـا تشرف عَندي ... هَـا موافق ؟!

يوسف :: موافق ... قول عايز إيه ؟!

الرجل :: المناقصة إللي أنتم هتدخلوها جديد قُدام شركة الدالي تخرجوا مِنها وِ تجبلي الورق بتاعها وِأنتَ جايلي.

يوسف :: وِ إيه كمان ؟!

الرجل :: هتروح شقة هبعتلك عنوانها في رسالة هتجبلي مِنها ورق محطوط جوه ... هبقي أقولك التفاصيل كُـلها في رسالة ... بس المبدأ موافق عليه وَلا تحب نبعتلك جثة مراتك ؟!

يوسف :: لأ لأ موافق ... هعمل كُـل إللي أنتَ عايزه بس إياك إياك تأذيها أو تمس شعرة مِنها.

الرجل :: سلام يا چو.

يوسف :: طب مش هعرف مين بيكلمني !

الرجل :: باسل العزيزي ... يمكن متعرفنيش بس هارون المالكي يعرفني كويس أوي أوي حتيَ أسأله هيقولك أنا مين ... سلام.

أغلقَ " يوسف " الهاتف ... إلتفت نحو " هارون " ينظُر إليه بِـإستغراب منٌ حديث ذلك الرجل.
تقدمت نحوه الفتيات يسألونه علي " صَبا " فَـ الجميع قلق منٌ أجلها ؟!.

وَعد :: صَبا فين يا يوسف ؟!

يوسف وَهوَ يركز عَينيه علي جده :: صَبا مخطوفة يا وَعد.

صرخت " نعمة " بإسم إبنتها فَـ أسندها " عُدي وَ غيثٌ " سريعاً قبل أنّ يختل توازنها وَ تفقد وعيها لكنٌ حالهم لا يختلف عنٌ حال والدتهم فَـ قلوبهم تتمزق منٌ أجل شقيقتهم الصغيرة لأنهم عاجزون عنٌ فعل شيء لها !.

يوسف :: مين باسل العزيزي يا جدي ؟!

هارون شَعرَ بالصدمة عِندما إستمع إسم ذلك الشخص مُجدداً لكنُّه ظلّ هادئاً وَ ملامحه ساكنة لم يبدي أي ردة فعل.

رفعت :: باسل العزيزي ! ... تاني يا بابا ! ... هوَ البني آدم دَه مش بيتعب أبداً منٌ الأفعال إللي بيعملها دي !

آسر :: مين دَه يا عمي ؟!

فريد :: دَه الوحيد إللي قدر يفرقنا زمان يا آسر ... دَه شيطان في هيئة بني آدم مش إنسان عادي زينا ... كانٌ السبب في إنٌ عمتك تطفش وِ تهرب منٌ البيت زمان.

آسر :: عمتي ! ... عمتي مين يا بابا ؟!

عزيز :: أيوة يا آسر ... كانٌ لينا أخت إسمها آيات بس هربت منٌ زمان أوي أوي بسبب الشيطان دَه.

عُدي :: إحنا مش فاهمين حاجة ! ... مين عمتي آيات دي ؟! ... وِ إيه علاقتها باللي إسمه باسل العزيزي دَه ؟! ... وِ هيَ فين أصلاً حالياً ؟!

عزيز سَكنَ الحزن ملامح وجهه :: ماتت منٌ عشر سنين يا عُدي.

هارون :: اقعدوا يا ولاد هفهمكم.

جلسوا في ساحة القصر ينظُرون إلي " هارون " يترقبون وَ ينتظرونه أنّ يحكي لكي يفهموا كُـل شيء.
طلب " هارون " منٌ " عزيز " أنّ يأتي معه إلي غُـرفة مكتبه فَـ توجهوا نحو غُـرفة مكتبه وَ غابوا قليلاً ثُم خَرجَ " هارون " وَمنٌ خلفه " عزيز " لكنُّه يحمل بينٌ يديه صورة كبيرة لم يحددوا تفاصيلها حتيَ إقترب منهم وَ وضعها أمامهم فَـ كانت صورة كبيرة لإمرأه جميلة الملامح تشبة " عزيز " لحَـد كبير !.

هارون :: دي آيات ... توأم عزيز ... كانت روحي ... حتة مِني ... إتخرجت منٌ كلية الهندسة زيكم ... كانت بتحب كليتها وَ كانت دايماً تقولي متشوقة أشتغل معاك يا بابا بعٌد مَـا أتخرج ... وِ فعلاً إتخرجت بس بعدها جاتلي وِ قالتلي إنها بتحب واحد وِ عايزة تاخُد مِني ميعاد عشان يجي يتقدملها رسمي وِأنا معارضتش الموضوع بالعكس وافقت وِ رحبت جداً ... المهم الشاب إللي حكت ليا عليه دَه جه هِنا القصر وِ قابلته وِ الشاب دَه كانٌ باسل العزيزي ... منٌ أول مَـا قعدت معاه وَ أنا فهمت نيته وِ عرفت إنُـه طمعان في بنتي مش بيحبها زي مَـا هوَ وهمها ... وِ للأسف لمّـا سألت عليه عرفت إنٌ خاله بيكون الراجل إللي قتل جدكم يا رفعت ... خاله قتل أبويا أنا وِ وقتها إتحكم عليه بالإعدام وِهوَ بيعمل مع بنتي كدة عشان يكسرني وِينتقم فيا مِنها ... حاولت أقنع آيات وقتها إنُـه مش بيحبها وِ قولتها علي الحقيقة كُـلها عشان تفتح عينيها وِ متبقاش غبية بس هيَ مسمعتش كلامي وِ هربت معاه ... هربت وِ إتجوزته وِ عاشوا في أمريكا ... كُـنت دايماً مراقبها عشان أعرف أخبارها وِ حاولت أقنعها ترجع وِ فعلاً الوقت إللي أقنعتها فيه وِ قالتلي هرجع يا بابا عشان تعبت منٌ بُعدك عرفت بعدها بيوم علطول إنها ماتت..

رفعت نظرَ إليهم وَالحُزن يخيم ملامح وجهه :: أكيد هوَ إللي قتلها وِ للأسف مش عارفين نثبت دَه عليه ... حاول كذا مرة يوقع شركتنا عشان نفلس وِبيتنا يتخرب لأنٌ أكيد طالمّـا آيات وقتها قالت هترجع فَـ أكيد كشفت حقيقته وِ عرفت هوَ مين وِ عمل إيه مع عيلتنا !

فريد :: حسبي اللّٰه وَ نعم الوكيل فيه.

عزيز :: صَبا هترجع يا يوسف متقلقش ... الحيوان دَه لازم ياخُد جزاءه وِِ إن شاء اللّٰه ربنا هيرجعها لينا سالمة وِ بخير بإذن اللّٰه.

هارون :: هوَ قالك إيه يا يوسف ؟!

يوسف :: قالي إنُـه عايز ورق المناقصة إللي هندخل فيها وكمان فيه ورق هجيبه لهُ منٌ شقة كدة بس أنا لِسه مش فاهم حاجة لأنه هيبعت ليا تفاصيل كُـل حاجة لِسه.

هارون :: إديله ورق المناقصة يا يوسف.

آسر :: هنديهاله عادي كدة يا جدي !

هارون :: مش مهم أي حاجة يا آسر ... أهم حاجة دلوقتِ إنٌ حفيدتي ترجع بخير وِ البني آدم دَه ميأذيهاش في أي حاجة ... أنا مش هسمحله ياخُد مني حَـد بحبه تاني.

عُدي :: طب يا جدي هقوم أنا أروح المُستشفي عشان نغم لوحدها هِناك وِمش عايز أسيبها لوحدها في الظروف إللي إحنا فيها دي وِ كمان دَه ميعاد نقل الدم بتاعها فَـ لازم أكون جانبها.

هارون :: أكيد يا حبيبي روحلها وِ إبقي طمني عليها ... وِ هبعتلك حراسة عشان تحطها علي أوضتها.

عُدي :: تمام ماشي.

غادرَ " عُدي " متوجه إلي المشفي ليكون جوار زوجته فَـهوَ يتركها وقت العمل فقط وَ يعود إليها مجدداً فَـ مُـنذُ أنّ حجزها " فهد " بالمشفي يمكث معها وَ وعدها بأنُـه لن يعود إلي القصر بدونها.
صَعدَ الجميع إلي غُـرفته وَقدٌ خيم الحزن قصر " المالكي".
في الجناح الخاص بِـ " يوسف وَ صَبا " ... فَتحَ الباب الرئيسي للجناح وَ دَخلَ ... توجه نحو غُـرفة نومهم ... وَقفَ ينظُر إلي أرجائها وَ سَمحَ لدموعه بأنٌ تنهمر علي وجنتيه ... وقعت عينيه علي صورتها الموضوعة فُزق الكوميدينو المجاور للفراش فَـ أخذها يضم الصورة إلي صدره ... نظرَ إلي صورتها وَ إلي ضحكتها التي إشتاق لها ... هيَ الآن بعيدة ... لا يعلم هل هيَ بخير أم تتألم ؟! ... هل آذآها أحد أم لا ؟! ... سقطت دمعة فُوق زجاج الصورة فَـ أجهش في البكاء وَ كأنُـه طفل أضاع أمه ! ... لم يستطيع حمايتها كَـمّا وعدها ! ... وَمنٌ المؤكد بأنها الآن خائفة !.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في المشفي ... وَصلَ " عُدي " الطابق الموجود بهِ الغُـرفة التي تمكث بها زوجته ... طرقَ طرقة بسيطة علي باب الغُـرفة تحسباً بأنها تكون نائمة ثُم أدار مقبض الباب وَ دَخلَ فَـوجدها مغمضة العَينين فَـ أغلقَه منٌ خلفه ... خَلعَ سترته وَ وضعها علي طرف الأريكة وَ توجه نحو المرحاض وَ توضأ وَ خَرجَ وَ بسط سجادة الصلاة علي الأرض وَ بدأ صلاته في خشوع.
فتحت " نغم " عَينيها فقد وَصلَ إلي أنفها رائحة عطره التي تعرفها عنٌ ظهر قلب فَـ إرتسمت إبتسامة عاشقة فُوق شفتيها عِندما رأته يصلي وَ ظلّت تراقبه حتيَ إنتهي منٌ صلاته.
إلتفت إليها فَـ وجدها قدٌ إستيقظت فَإبتسمَ لها وَ ذهب يجلس إلي جوارها بعٌد أنّ طبعَ قُبلة حانية فُوق جبينها.

عُدي :: عاملة إيه يا حبيبتي ؟!

نغم :: بخير طول مَـا أنتَ بخير يا حبيبي ... أنتَ عامل إيه ، طمني عَنك ؟!

عُدي إبتسمَ لها بهدوء وَلكنٌ الإبتسامة ليس منٌ قلبه فَـهوَ قلق منٌ أجل شقيقته الصغيرة للغاية :: بخير يا حبيبتي متقلقيش.

نغم لم تصدقه فَـهيَ تعرفه جيداً :: مش مصدقاك ! ... فيه حاجتك مضايقاك ! ... مالك يا حبيبي ؟! ... وِمتقولش مفيش.

عُدي إحتضنَّ يديها بينٌ يده :: بُصي فيه حاجة حصلت بس مكُنتش عايز أقولك عشان متقلقيش وَالقلق غلط عليكي بس برضو مينفعش أخبي.

نغم تسرّب الخوف إلي قلبها :: حاجة إيه دي ؟!

عُدي :: أصل صَبا أختي..

نغم :: مالها صَبا يا عُدي ؟! ... حصلها أي حاجة ؟! ... الجنين بخير وِهيَ بخير صح ؟!

عُدي :: هيَ بإذن اللّٰه بخير وِكويسة بس يعني..

نغم :: قووول يا عُدي أرجوك.

عُدي :: صَبا إتخطفت.

نغم شهقت بِـخوف وَهبطت الدموع علي وجنتيها :: إيييه ؟! ... إزاي حصل كدة ؟! ... إزاي يا عُدي ؟! ... لأ لأ أنتَ بتضحك عليا صح ؟!

عُدي إنتقل يجلس جوارها وَضمها إلي صدره حتيَ تهدأ :: ششش إهدي يا روحي إهدي ... متخلنيش أندم إني قولتلك بقيَ ... إللي بتعمليه دَه هيتعبك وِأنا مش عايز أشوفك تعبانة علشان خاطري إهدي.

نغم :: طب .. طب صَبا يا عُدي ؟!

عُدي أدمعت عَينيه منٌ أجل شقيقته الصغيرة فَـ عِندما يأتي إلي عقله بأنها منٌ المُمكن أنّ يصيبها مكروه يمليء الخوف قلبه :: أنا عَندي ثقة كبيرة في ربنا ... هترجع لينا سالمة وِ بخير إن شاء اللّٰه ... إدعيلها ترجعلنا بخير يا حبيبتي إدعيلها.

نغم :: يارب ترجع كويسة يارب هيَ وَالبيبي.

عُدي :: آمين يارب آمين.

طرقَ باب الغُـرفة ثُم دَخلَ " فهد " :: مساء الفُل علي أحلي بابا وِ ماما.

عُدي إبتسمَ لهُ :: مساء الفُل يا حبيبي.

نغم :: عامل إيه يا حبيبي ؟!

فهد :: أنا بخير طول مَـا أنا شايفك بخير يا حبيبتي ... هَـا جاهزة عشان ننقل كيس الدم ؟!

نغم تنهدت بِـتعب :: جاهزة.

فهد :: بإذن اللّٰه هنعمل تحليل بعٌد الكيس دَه وِ إن شاء اللّٰه يكون الأخير يا حبيبتي أنا عارف إنك تعبتي بس أنتِ قوية وِ بُـكره تحكي كُـل دَه لإبنك أو بنتك وِ يعرف قدٌ إيه مامته قوية وِ حاربت عشان يجي الدُنيا !

نغم :: خير إن شاء اللّٰه يا حبيبي.

فهد :: صحيح يا عُدي إيه الحراسة إللي واقفة بره الأوضة دي ؟! ... أول مرة أشوفهم !

عُدي :: عشان أمان نغم بس يا فهد ... كفاية إللي حصل لأختي صَبا مش هتبقي هيَ وِصَبا يعني.

فهد تعجب منٌ حديثه :: صَبا ! ... ليه إيه إللي حصل لـ صَبا ؟! ... مالها يا عُدي ؟! ... لحسن تكون ولدت يالااا ! ... بس لأ هتولد إزاي وِهيَ في الشهر السادس لِسه !

عُدي :: هوَ محدش قالك لِسه !

فهد :: مين إللي قالي وِ هيقولولي إيه أصلاً ؟!

عُدي :: صَبا مخطوفة.

فَتحَ فهد عَينيه علي وسعيهما بصدمة :: ننننعم ! ... إزاي يعني مش فاهم ؟! ... مخطوفة إيه يا عُدي أنتَ واعي للي بتقوله ؟!

عُدي :: دَا فيه قصص حصلت وِأنتَ مش موجود وِ طلع لينا عمة إسمها آيات بس ماتت منٌ يجي عشر سنين وِ مواويل يعني.

فهد :: عمة ! ... إللي هوَ إزاي يعني ؟!

نغم :: يعني بابا وِ أعمامي ليهم أخت !

عُدي :: أيوة ... كانت توأم عمي عزيز كمان.

فهد :: كمان ! ... لأ لأ أقعد كدة وِ براحة عليا اللّٰه يسترك عشان أفهم وِ أستوعب عشان عقلي هيشت مِنك كدة.

عُدي :: أقعد وَأنا أفهمك.

فهد جلس علي طرف الفراش مقابله :: أدينا قعدنا ... قول يا سيدي حصل إيه بقيَ عشان مش فاهم حاجة !

عُدي :: هحكيلك.

بدأ " عُدي " يقص كُـل مَـا حدث لـ " فهد وَ نغم " منٌ بداية مكالمة الرجل الذي يدعي " باسل العزيزي " وَ إخبار " هارون " بذلك السر الذي أخفاه عَنهم كثيراً وكان حال وَ صدمة " فهد وَ نغم " لا يختلف كثيراً عَنهم عِندما علموا !.

عُدي :: دَه إللي حصل يا سيدي وِ يوسف مضطر ينفذ كُـل حاجة طلبها مِـنُه الحيوان دَه عشان ننقذ صَبا مِـنُه وِمنٌ شره.

نغم بكت منٌ أجل إبنه عمها وَصديقة طفولتها :: حسبي اللّٰه وَ نعم الوكيل فيه ... ربنا ينتقم مِـنُه يارب وِ ترجع صَبا لينا بألف خير.

فهد :: دَا شيطان علي هيئة بني آدم يا بني ! ... إزاي يكون فيه بني آدم كدة بجد ؟! ... طب يوسف هينفذ إللي قاله عليه إمته ؟!

عُدي :: لمّـا يبعتله التفاصيل كُـلها في رسالة وِ يطلب مِـنُه ينفذ بقيَ.

فهد :: طب يا عُدي مش هوَ كلم يوسف علي الفون بتاعه صح ؟!

عُدي :: أيوة صح.

فهد :: يبقي أكيد رقمه ظهر علي تليفون يوسف يعني تقدروا تتعقبوا الرقم وِ تعرفوا مكانه وِ نوصل لـ صَبا !

عُدي :: أكيد فكرنا في كدة وِ طلبت منٌ آسر يدخل بالرقم عشان نعرف مكانه بس الرقم بتاع قمر صناعي معرفناش نوصل لحاجة للأسف.

فهد :: لأ ذكي الواد ... خير خير يا حبيبي متقلقش ... بإذن اللّٰه صَبا هترجع بخير وِمش هيصيبها أي مكروه إن شاء اللّٰه.

عُدي :: يارب يا فهد يارب لحسن قلبي واجعني عشانها أوي وِ مرعوب عليها.

فهد :: بإذن اللّٰه خير.

طرقَ باب الغُـرفة فَـ فَتحَ " فهد " باب الغُـرفة وَكانٌ الطارق الممرضة وَ قدٌ جلبت لهُ كيس الدماء الذي سيعطيه لشقيقته فَـأخذ الأشياء مِنها وَ علقه لها كالمحلول الوريدي وَ أوصله بجسدها ثُم مال بجذعه العلوي طبعَ قُبلة حانية فُوق رأسها.

فهد :: ربنا يتم شفاكِ علي خير يارب يا حبيبتي.

نغم إبتسمت لهُ :: يارب يا حبيبي ... روح بقيَ القصر يا فهد عشان ترتاح أنتَ منٌ الصبح مروحتش ... وِ متقلقش عليا عُدي معايا أهو مش بيسبني خالص.

فهد :: حاضر يا حبيبتي ... خلّي بالك منها يا عُدي وِ لمّـا الكيس يخلص الممرضة هتيجي تشيله متقلقش وِ لو فيه أي حاجة إتصل بيا علطول.

عُدي :: أكيد يا حبيبي حاضر.

فهد :: يلا تصبحوا علي خير.

عُدي ، نغم :: وِأنتَ منٌ أهل الخير يا حبيبي.

عُدي أغلق الباب منٌ خلف " فهد " ثُم ذهب نحو زوجته يداثرها جيداً بالغطاء وَظلّ جالساً إلي جوارها مُحتضن يديها بينٌ يده :: نامي شوية يا حبيبتي.

نغم :: وِأنتَ مش هتنام شوية طيب ؟!

عُدي :: متشغليش بالك بيا يا حبيبي هنام متقلقيش بس أطمن عليكي بس وِ لمّـا كيس الدم يقرب يخلص هبقي أنام.

نغم :: لأ نام شوية متفضلش صاحي أنتَ أكيد شغال طول النهار وِكمان إللي حصل فَـ أكيد تعبت يا حبيبي.

عُدي :: يا ست البنات ملكيش دعوة بيا متقلقيش عليا يا حبيبتي ... يلا بس غمضي عِينيكِ شوية وِإرتاحي أنتِ.

نغم إبتسمت لهُ بـ حُب :: حاضر.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في تمام الساعة الواحدة بعٌد منتصف الليل ... في منزل لا يوجد غيره بالمنطقة ! ... المنزل في وسط صحراء لا يوجد أي شيء منٌ حوله ! ... بداخل المنزل وَ تحديداً في الغُـرفة الموجودة بِـالطابق الرابع نجد " صَبا " تتسطح الفراش الموضوع في منتصف الغُـرفة وَ يديها الإثنين وَ قدميها أيضاً مقيدين وَ يوجد غطاء أسود اللـون فُوق عَينيها يحجب عَنها الرؤية !.
بدأت تحرك جفنيها حتيَ فتحت عَينيها لكنها لم تري غير الظلام ! ... ظلّت ساكنة لدقائق حتيَ أدركت مَـا حدث فَـ بدأت تتحرك بِـ عُنف تحاول تحرير يديها منٌ تلك القبضة اللعينة !
صرخت ليسمعها أي أحد لكنٌ لا حياة لمَنٌ تنادي !.
علي الجانب الآخر ... خارج الغُـرفة وَقفَ " باسل العزيزي " يبتسم إبتسامة مليئة بالشر وَهوَ يستمع إلي صوت صراخها ثُم أدار مقبض الباب وَ دَخلَ.
إستمعت إلي صوت الباب وَ هوَ يُفتح فَـ ظلّت تتلفت حولها بِـذعر فَـهيَ لا تري أي شيء غير الظلام !.
وَقفَ " باسل " جوار الفراش ثُم أزال الغطاء الأسود منٌ فُوق عَينيها فَـ شهقت بِـفزع وَ أغمضت عَينيها سريعاً عِندما جاء ضوء الغُـرفة في عَينيها.
نظرت إليه بِـخوف فهي لأول مرة ترآه ! ... بسطت يديها الإثنين فُوق بطنها تحمي جنينها بحركة تلقائية فَإبتسمَ لها..

باسل :: إزيك يا صَبا ؟!.

صَبا كانٌ جسدها يرتجف منٌ شدة الخوف لكنها تحاول أنّ تبقي صامدة أمامه حتيَ لا يشعر بخوفها :: اا أنتَ مين ؟!

باسل :: منٌ غير مقدمات كتير وِ لف وِ دوران هقولك أنا مين ! ... أنا يا ستي إسمي باسل العزيزي ... منٌ أكتر الناس إللي بتعز وِ بتحب عيلتك أوي أوي.

صَبا نظرت إليه تقول بسخرية :: آه مَـا هوَ واضح جداً إنك بتعزهم وِ بتحبهم أوي أوي !

تعالت ضحكات باسل :: عارفة أنا ليه إختارتك دون عنٌ بنات العيلة يا صَبا ؟! ... علفكره أنا كانٌ مُمكن أقدر أجيب نغم منٌ قلب المستشفي أو أجيب غَزل أو وَعد أو مثلاً ميرال وِ غالية بس قولت لأ بلاش وِ نبدأ بيكِ عشان نوجع الباشمُهندس يوسف شوية.

صَبا نظرت إليه بإشمئزاز :: أنتَ مالك وِ مال يوسف ؟! ... إوعي تأذيه أو تقربله ... أنتَ فاهم ؟!

باسل :: ياتري هوَ بيحبك زي مَـا بتحبيه كدة يا صَبا ؟!

صَبا :: ملكش فيه.

باسل قرّبَ يديه نحو وجهها :: بس أقولك علي حاجة ... يوسف إبن عزيز المالكي محظوظ ... خد جميلة جميلات عيلة المالكي.

أبعدت صَبا وجهها سريعاً :: متلمسنيييش.

باسل توجه نحو طاولة موضوعة في نهاية الغُـرفة وَ جلبَ منٌ فُوقها سكين ثُم عاد إليها مرة أخُري :: قوليلي يا صَبا بتحبي يوسف صح ؟!

صَبا ظلّت صامتة تنقل أنظارها بينه وَبينٌ ذلك السكين الذي بينٌ يديه بِـذعر إستطاع إدخاله إلي قلبها !.

باسل :: بتحبي يوسف وَلا إبنك أكتر ؟!

صَبا بدموع ملأت عَينيها عِندما شعرت بأنُـه منٌ المُمكن أنّ يأذي جنينها :: إيااااك تقربلي أنا بقووولك أهو ... يوسف وَلا أي حَـد منٌ العيلة مش هيرحمك صدقني..

باسل تعالت ضحكاته وَ إقترب نحوها وَهوَ يقرب ذلك السكين منٌ وجهها :: لأ لأ زمن عيلة المالكي خلص خلاص ... دلوقتِ زمني أنا وِبس يا صَابي ... مش يوسف بيقولك كدة برضو صح ؟!

صَبا ظلّت تبتعد قدر مَـا استطاعت وَدموعها تنهمر علي وجنتيها بِـرعب :: إبعد عَني يا حيوووان بقووولك إبعد عَننني.

قبض علي مقبض السكين بيديه الإثنين ثُم رَفعَ يديه للأعلي وَ وجه مُقدمة السكين نحو بطنها فَـ حاولت أنّ تبتعد لكنها لم تستطيع وَظلّت تصرخ بهِ بأعلي صوت لديها ألا يفعل وَ ألا يأذي جنينها لكنُّه هبط بالسكين نحو بطنها و....

يتبع..
ياتري إيه إللي هيحصل لـ " صَبا " ؟!.
وِهل " صَبا " هتخسر جنينها ؟!.
وِهل " يوسف " هينفذ طلبات " باسل " وِهيقدر ينقذ " صَبا " وَلا هيكون فات الأوان ؟!.
وِ إيه هوَ مصير " غَزل " ؟!.

#رواية_العائلة.
#بقلمي_شروق_محمود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mzmzmz.yoo7.com
 
صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة جعفر الخابوري الاسلاميه :: مجلة خمسه صف الاسبوعيه-
انتقل الى: