أمجنون أنت يا جنيد؟
سمع الإمام الجنيد هاتفا يناديه في المنام يقول:
انهض يا عبدي، وانقذ عبدي !!
قال: أين أجد عبدك يا رب ؟
قال : اركب دابتك وأين ما تقف ستجد عبدي !
فقام من نومه وكان قد قرب آذان الفجر، فتوضأ وركب دابته، ومشى في أزقة بغداد حتى وقفت الدابة عند باب مسجد، فقال لعله في الداخل فدخل، فوجد رجلا يبكي ويناجي ربه أن يفرج كربه ويُقيل عثرته، فعرف الجنيد أنه الشخص المطلوب
فأخذ مائة دينار وأعطاها للرجل فأخذها منه ولم يشكره أو يلتفت إليه
وأخذ يبكي ويشكر ربه
فقال له الجنيد: يا أخي إن لم تقض النقود حاجتك فاسأل عني في بغداد، سيدلُّوك عليَّ أنا جنيد البغدادي
فرد الأعرابي:
أمجنون أنت ياجنيد؟
قال: لماذا ؟
قال: أتريدني أن أترك الذي أيقظك من نومك لأجلي وسخرك لتُقضي لي حاجتي، وأركض خلفك في شوارع بغداد..
الحياة مع الله هي الحياة
والثقة بالله حياة أخرى فوق الحياة
ثق به وكن مع الله..
...............................
أبو القاسم الجنيد بن محمد الخزاز القواريري (ت 297هـ)، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثالث الهجري، أصله نهاوند في همدان (مدينة اذرية)، ومولده ومنشؤه ببغداد. قال عنه أبو عبد الرحمن السلمي: «هو من أئمة القوم وسادتهم؛ مقبول على جميع الألسنة»