صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

- إبراهيم النهام قال جمع من المواطنين إن ملفات المعيشة والتوظيف والإسكان وتحسين البنية التحتية تأتي بالمرتبة الأولى التي تشغل هم وبال وفكر المواطن البحريني، موضحين أن صعوبات الحياة في تزايد مستمر، وأن المواطن أضحى يخنق يوماً بعد يوم بأعباء حياتية جسيمة لا تطاق. وبينوا في حديث مفتوح مع “البلاد” أن المسؤولية الوطنية تلزم كل المسؤولين وذوي المناصب إلى أن يبذلوا المزيد من الجهود في ظل الأعباء الكبيرة التي تثقل كاهل المواطن، خصوصاً الأسر المتعففة، وتلك التي لا يعلم أحد عنها شيئاً. وفيما يلي نص اللقاءات. المعيشة أولاً بداية، يفصح فياض ناصر عما يختلج في صدره، مبيناً أن (المعيشة) هي أكثر الهموم التي تأكل من راحة المواطن البحريني وتؤرق مضجعة ليلاً ونهاراً، خصوصاً للأسر محدودة الدخل والأسر المتعففة، والتي يعاني كلاهما التحديات الثقيلة، تصحبها الصعوبات والهموم، وما أكثرها. ويقول فياض إن “المواسم والأعياد أضحت محطات ضغط كبير تثقل كاهل الأسر، منها الأسر التي ليس لها عائل والتي لا يعلم أحد عنها شيئاً، ولو كان هنالك رحمة بهم، ولو كان هنالك إقدام على إخراج الزكاة والصدقة التي أمر بهما الله عز وجل، لكان الحال مغايراً بالتأكيد”. ويردف “كثير من الناس يتمنون الحصول على كماليات الحياة، ولو بصيص منها، خصوصا المراهقين، لكن الواقع عادة ما يخالف ذلك”. ملف التوظيف ومن جهته، يؤكد خالد الجار إن ملف “التوظيف” يأتي على رأس الأولويات التي تشغل هم وبال المواطن البحريني، ويمثل المعضلة الأولى في المضي بجوانب الحياة كافة، بقوله “الشباب يتخرجون من الجامعات بحماسة وأمل، لكنها تتحطم عند صخرة البطالة، والأمر يزداد سوءآ بالنسبة لحاملي الشهادة الثانوية، والتي تتضاءل فرص توظيفهم في ظل وجود طوابير طويلة وعريضة من العاطلين عن العمل من حملة الشهادة الثانوية”. ويقول: “الجامعات متناثرة هنا وهناك، والتخصصات متنوعة وكثيرة، لكن الملاحظ بأنه لا توجد هنالك خطة واضحة المعالم لاحتضان الخريجين وتسكينهم في الوظائف الملائمة، لابد من زج العلاقات الشخصية والواسطة، وإلا فإن الانتظار سيكون مصير الخريج، وبغض النظر عن معدله وكفاءته الدراسية”. تهميش الكفاءات وتؤكد ابتسام إبراهيم ما تطرق إليه الجار بسياق حديثه، مزيدة “الكفاءات الوطنية تتعرض لظلم كبير، يبدأ فور تخرجها من الجامعات، فالواقع يؤكد لها صراحة بأن الدراسة وسهر الليالي والتعب ستكون بلا نتيجة تذكر، على الأقل لكذا سنة، الأمر الذي يدفعهم لتعلم أبجديات النفاق والتزلف لتيسير أمورهم”. وتضيف: “على المسؤولين أن يراعوا أبناءنا ويتقوا الله بأنفسهم، وأن يمنحوا الفرص والمقاعد الوظيفية لمستحقيها، البحرين بخير، لكن البعض يضع الأولوية والمصالح أمامه دائماً، الأمر الذي يلقي بظلاله على أبنائنا ومستقبلهم”. أولوية الطلبات ويرى جعفر حبيب الخراز أن الأزمة الإسكانية، والتي تشغل أولويات المواطن البحريني ستظل دوماً تشكل همه الأول والرئيس، موضحاً بأنه لا يمكن نكران الجهود المضنية التي يقدمها الوزير باسم الحمر ومن معه؛ لتقليص مدة الانتظار وحجم الطلبات المتزايدة. ويؤكد حبيب أن التأملات التي تشغل المواطن اليوم أن تنتهج وزارة الإسكان معيار أقدميه الطلب كمرجع أساسي في توزيع الطلبات الإسكانية، مع اعتماد التوزيع المناطقي؛ للحفاظ على هوية المناطق، ومنع أهلها من الهجرة لمناطق أخرى. دور مفقود ويبين أحمد إبراهيم بوحسين أن الصراعات الموجودة في مجلس بلدي المحرق سواء بين الأعضاء من جانب، أو بين الأعضاء والإدارة التنفيذية من جانب آخر أحجمت الكثير من المشاريع التي تهم المحرقيين، وقضت على الكثير من الآمال. ويردف بوحسين “الكثير من المشاريع بلا حراك وسط تجاذب الأعضاء وإلقاء كل منهم المسؤولية على الآخر، فإلى متى؟ ناهيك عن الدور شبه المعدوم لأعضاء مجلس النواب وابتعادهم عن الناس وعدم نزولهم لهم، فممثلو الشعب المنتخب سواء بالمجلسين النيابي أو البلدي غائبون في واقع الأمر عن الناس، وحضورهم لا يخلو من الضعف والمشكلات”. احتضان منشود وبدوره، يؤكد عبدالقادر القوتي أن ما يشغل همه هو ما يشغل الغالبية من سكان مدينة حمد، مبيناً بأن المدينة العملاقة والكثيفة بعدد السكان تخلو من الأندية الرياضية الطموحة، يستثنى من ذلك النادي الشبابي اليتيم، والذي لا تتعدى قدراته إلا الشيء البسيط في ظل محدودية المرافق والموارد المالية. ويضيف: “شباب مدينة حمد يلعبون بالساحات المفتوحة بشكل بدائي غير مقبول، ومنهم من يؤجر الملاعب الخاصة، ناهيك أن الساحات الشعبية معدومة بمدينة حمد، ولا توجد إدارات شبابية تقيدهم على طريق الصواب، ولا يوجد هنالك من يحتضنهم، وهذا بحد ذاته أمر خطر وغير إيجابي”. من جانب آخر، يوضح القوتي أن البنيان العشوائي في مدينة حمد أفسد المنظر الجمالي لها وشوهها، مزيداً في السياق ذاته بأنه -أي البناء العشوائي- أفقد الخصوصية للكثير من الأحياء والمساكن، وسمح للأجانب بغزو المنطقة وتغيير هويتها الديموغرافية الأمر الذي يؤرق ويزعج الكثيرين. مدينة عيسى وفي حديث عابر عن مدينة عيسى، توضح بدرية عيد بأن المدينة المتهالكة الخدمات والبنية التحتية لا تزال على حالها، وأن المستور يتكشف في موسم الأمطار، حيث تعري واقع المدينة المتآكل، من شوارع متصدعة، وأرصفه متهالكة، ونقاط تصريف مياه غائبة، وتسليكات كهربائية عفا عنها الدهر، يضاف عليها الكثير من المساكن القديمة والآيلة للسقوط. على صعيد آخر، تدعو عيد لإنشاء نادي رياضي للنساء بمدينة عيسى، وسوق للحريم للأسر المنتجة، وبإيجارات زهيدة تكون بمتناول اليد. وحش الغلاء وفي هم آخر يطرحه المواطنون بكل شفافية لصحيفتهم البلاد، قالت لولوة الجار إن الغلاء المستفحل لا يطاق وغير منطقي، متساءلة عن الدور الحقيقي الذي تمارسه وزارة التجارة وإدارة حماية المستهلك على وجه التحديد بهذا السياق. وزفرت الجار زفرة حادة قبل أن تقول “جشع الكثير من التجار موجود وواسع والمواطن –لا غيره- من يدفع ضريبته، فالكثير من المحال التجارية، وبالأخص متاجر (الهايبر سوبرماركت) تتلاعب بالأسعار، وتتفاوت أسعار المنتجات الغذائية فيما بينها بشكل كبير وغير منطقي، خصوصاً أن حكومة البحرين ألغت الضرائب على السلع الغذائية منذ فترة طويلة”. وتقول: “هذا الغلاء الفاحش هو الذي يدفع الكثير من المواطنين إلى شد رحالهم للتسوق بالدول المجاورة، خصوصا السعودية، شهر رمضان والأعياد وبدء العام الدراسي أمثلة، والمواطن مشغول الهم بحجم الأعباء والالتزامات التي تنتظره”. اختناقات مرورية ويقول عبدالله الشروقي إن الدولة مدعوة لوضع حلول جذرية وسريعة لمشكلة الاختناقات المروية الحادة، وتزايد عدد السيارات، في ظل الضيق الحاد للشوارع وعتقها، والتطوير المحدود الذي يطال البعض منها. ويستكمل “يفترض أن تضع الدولة خطة واضحة المعالم لبناء مبان ضخمة في كل المحافظات كمواقف للسيارات متعددة الطوابق، منها تستثمر كمشاريع مربحة للدولة، وكذلك لتضع حلولاً لأزمة المواقف الحادة، والتي تلقي بظلالها على أغلب البحرينيين، خصوصاً مع تزايد عدد الوافدين والأجانب”. وتابع “مجمع 240 بالمحرق خير دليل وشاهد على ما أسلفت ذكره، فأغلب أهالي المجمع يضطرون لإيقاف سياراتهم بأماكن بعيدة عن منازلهم بفعل شح المواقف واكتظاظ الحي بالسيارات”. نزول المسؤولين وبطرح جريء، قال جاسم بوطبنيه إن العديد من المسؤولين والوزراء لا يسيرون على الخطى التي يحددها لهم سمو رئيس الوزراء ويذكرهم بها على الدوام سواء بتصريحاته لوسائل الإعلام أو بجلسة مجلس الوزراء، يضاف عليها جلوسهم في مكاتبهم بالوقت الذي ينزل سموه للناس ويلتقيهم ويتشاور معهم وينصت اليهم. ويؤكد بو طبنيه “لو كانوا مخلصين بعملهم كما يجب لكان واقع الناس مغايراً بشكل كبير، وإلى الأفضل”. ويضيف: “علاوة على ذلك، فالبحرين أضحت بأمس الحاجة إلى وجود وزارة للتخطيط، والتي من شأنها أن تنسق الكثير من الأمور، وتساعد على تنظيم عمل الدولة ومشاريعها بالشكل الحديث