كانت وسائل المواصلات الشعبية المتوفرة للمصرين هي الدواب. ولكن عام 1896 دخل الترام مصر. تلك العربات الغريبة التي تسير من غير وقود ولا تجرها الدواب. الأمر الذي جعل الناس يخافون هذا الشيء الجديد فأصبح يتجول خاليًا في العتبة بلا ركاب.
وكانت عندما تتحرك في الميدان يستعيذ المارة بالله من هذا «العفريت» ويطلبون منه أن يرحمهم منه. وبذلت الحكومة مجهودات عظيمة لتثبت للمصريين أن الترام يسير بالكهرباء، وأنها أسرع وأفضل وأكثر نظافة من الحمار الذين اعتادوا ركوبه.
قامت جريدة صوت الأمة عام 1947 بعمل حوارات صحفية مع الجمهور المصري عن النوستالجيا التي تعصف بأذهانهم وتذكرهم بما مضى، ومن بين المواضيع التي ناقشتها كانت «كيف تعرف المصريين على الترام كظاهرة جديدة داخل المجتمع؟»، وعند سؤالهم لأحد المواطنين المعاصرين لتلك الفترة، قال الشيخ رجب، إنه ذات يوم بينما كان يتمشى مع أصدقائه طارت مسبحته ووقعت على شريط الترام وحذره من معه بعدم لمسها لأنها أصبحت مكهربة، وكلما مرَّ أحدٌ تحسّر على المسبحة جميلة الشكل التي أصابتها لعنة الترام، وهكذا ظلَّ واقفًا ينظر إليها في حسرة حتى جاء الترام من بعيد، فأوقفها الخواجة الذي يرتدي القبعة (سائق الترام)، ونزل والتقطها حيث أًعجب بمنظرها، فأخذها لنفسه دون أن تصعقه الكهرباء (!!)
* الصورة لاحدى عربات الترام القديمة بعد ان تم تحديثها واعادة ادخالها الخدمة عربة مميزة لترام الرمل بالاسكندرية.
#وقال_الراوي