فلنعدل تواريخ الانتكاسات والانتصارات لنساء العالم أجمع، فمن مِن الممكن أن يكون أكثر صبرًا وصمودًا تحت وحشية ما يحدث في قطاع غزة وفي فلسطين الحبيبة الجريحة، حيث قتل البشر والحجر والذاكرة.
المرأة الفلسطينية التي عاشت وتعيش كل أشكال الألم بكل معانيه العميقة والمريرة تقتل في غزة ألف مرة. تقتل حين يُستهدف أبناؤها بأبشع طرق القتل والتدمير، فمنهم من نال حضن الوداع قطعة واحدة، ومنهم من لم ينل ذلك، لأنه ما زال تحت الردم والركام، وربما كان أشلاء ممزقة ما استطاعت أن تتعرف عليه إلا أمٌ مُحِبة تعرف تفاصيله في قلبها قبل عقلها وحواسها، أمٌ انتظرت بصبرٍ وحبٍ سنوات علاج عديده لترى طفلًا يُنير حياتها ويبعث الأمل في قلبها المثقل لتفقده في لحظات، دون أن يتاح لها من الزمن ما تأخذ حقها ووقتها حزنًا عليه وحدادًا على فقدانه.
هي تارةً تقتل بسبب فقدان الأب، والأم، والأخ، والزوج والسند، وهي تقتل عندما يطلب أبناؤها الطعام والماء وليس بيدها حيلة لتقدم أي شيء لهم تارةً أخرى.