تحيّة من تونس الخضراء إلى إخواننا البحرينيين

تحيّة من تونس الخضراء إلى إخواننا البحرينيين
قد لا يدرك أحد مقدار معاناتنا نحن التونسيين المغتربين في شتى أصقاع العالم ونحن نرى ما يجري في بلادنا، ذلك أننا نعيش اللحظة التاريخية بعيدين مراقبين فقط بقلوبنا ندعو وبشفاهنا نبارك وعلى المواقع الالكترونية نتواصل معهم.

قد لا يدرك أحد مقدار سعادتنا ولا يعلم أحد ما يجول في صدورنا وخواطرنا من فرح وتخوّف على أهلنا وعوائلنا قد لا يصدق أحد أننا لا نكاد ننام الليل إلا قليلا منه.

غير أن ما أثلج ولايزال يثلج صدورنا هو إحساس الآخرين بك، نعم أنتم يا أهل الدار يا أهل البحرين لَكَمْ أسعدتنا اتصالاتكم!

لكم أثلجتم صدورنا بمكالماتكم ولست وحدي بل كل من أراه من إخواني التوانسة يحملني مسئولية شكر أهل البحرين بشكل واسع وشكر كل إخواننا من الجاليات العربية الأخرى.

لقد كان تساؤلكم عن أهلنا ومكالمات الاطمئنان على ذوينا فضلا على المباركة لهذا الحدث التاريخي في بلادنا وما أبداه البعض من إخواننا وأخواتنا من استعداد للمساعدة بأيّ شكل لإخوانه التونسيين لهو دليل أخوة عميقة بين الشعوب العربية مشرقا ومغربا.

حقا أنتم رائعون يا أهل البحرين نعم كلكم ولا أستثني أحدا، كذلك بورك إعلامكم فكم كانت المقالات والأعمدة موضوعية ومشرفة ومعبرة عن بعد نظر وحسّ إنسانيّ ليس غريبا على الإعلاميين في البحرين، وكذلك لا يفوتني أن أشكر حكومة البحرين، وإن كنت غير مخوّل لذلك لأنني لست جهة رسمية، وذلك من خلال البيان الصادر في وسائل الإعلام عن وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة الذي طمأن الجالية التونسية في البحرين بأنهم - وبناء على توجيهات عاهل البلاد - يحظون برعاية مملكة البحرين وهم بين ظهراني إخوانهم ولن ينقصهم شيء.

وأكد وزير الخارجية أن البحرين ستعمل جاهدة لتذليل أي عقبات قد تعترض الإخوة التونسيين المقيمين لديها، متمنياً زوال الظروف التي تمر بها تونس في أقرب وقت ممكن.

فشكرا ألف شكر يا بحرين شعبا وإعلاما وحكومة. ونحن المقيمون هنا نعدكم بمزيد من بذل أقصى جهودنا في سبيل القيام بمهامنا كل في موقعه.

وبالمناسبة أودّ أن أطمئنكم جميعا عن أهالينا في تونس وأن أنقل صورة رائعة لعل وسائل الإعلام المرئية سبقتني إليها، ولكن أنا استتقيتها من أهلي هناك حيث حدثوني عن صور من التكاتف بتكوين اللجان الشعبية الليلية من الرجال واللجان الشعبية النهارية من النساء لأعمال الصيانة وإرجاع الحياة للبلاد وذلك في خضمّ أعمال البلبلة الأمنية التي يبثها أذيال الأمن الرئاسي السابق في إطار خطة مدبرة لإدخال البلاد في حال من الفوضى نرجو أن نتجاوزها بكل سرعة حتى نصل بالخضراء إلى برّ الأمان بعد ثورة الياسمين الشعبية، لكن الصورة الأجمل التي أنقلها هو ذلك التنظيم العجيب في توزيع المؤونة بل وتقاسم ما يوجد في البيت الواحد من مواد أساسية بين أفراد الحي الواحد وذلك التضامن الكبير بين الشعب ووحدات الجيش الوطني والانضباط في تطبيق أوامر الجيش لتسهيل عملهم.

نعم لتطمئنّوا يا أهل البحرين فهناك شعب أراد، فكان ما أراد، وسيحافظ على إنجازه التاريخي الذي خطه بحروف من دم. فتحية لكم يا أهل البحرين من إخوانكم من تونس الخضراء تونس الياسمين.




سليم مصطفى بودبوس
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3056 - الثلثاء 18 يناير 2011م الموافق 13 صفر 1432هـ