دروس من إيجابية «بيت التمويل الكويتي»

دروس من إيجابية «بيت التمويل الكويتي»
حضرت أمس المؤتمر الصحافي الذي عقده بيت التمويل الكويتي للإعلان عن البدء بمشروع تشييد ما بين 2500 و3000 بيت (تكتمل في فترة ما بين 20 و30 شهراً) في «ديار المحرق» بأسعار تتناسب مع إمكانيات غالبية الشعب البحريني، بكلفة إجمالية تبلغ 200 مليون دينار... والمؤتمر يعتبر خطوة جريئة للمساهمة في دفع الأجواء الحالية نحو التفكير الإيجابي، على الرغم من كل الصعاب التي تمر بها البحرين حالياً. ونأمل لو تبادر الجهات الاقتصادية والسياسية، إلى طرح مبادرات تستهدف خير الوطن، بدلاً من العكس.

وفيما كانت الإيجابية تغمر القائمين على هذا المصرف الوطني بامتياز، فإن أجواءنا السياسية تعيش حالة مختلفة، إذ يجد من يتمسك بالثوابت الوطنية وبالنظر بإيجابية نحو المستقبل أن المعوقات توضع في وجهه لثنيه عن الاستمرار في مسعى الخير.

إن وضعنا الحالي يتجه نحو التطرف والتمزيق، ولعل أسوأ ما شاهدناه على المستوى السياسي هو استهداف كل شخصية وكل مؤسسة سعت إلى توجيه الأمور نحو الوسطية والاعتدال، ونحو رص الصفوف، بدلاً من الاصطفافات، ونحو اختراق الحواجز الوهمية بين فئات المجتمع، بدلاً من تشطير المجتمع، ونحو بث الخير والألفة، بدلاً من التحشيد وبث الإشاعات واستهداف كل من لا يتفق مع تفتيت الوطن.

إن واحدة من أسوأ الممارسات التي شهدتها البحرين خلال الأزمة السياسية الحالية هي المحاولات المستمرة لتشويه سمعة الأشخاص والنيل منهم وتهديدهم في حياتهم ومصالحهم ونشر القصص والاتهامات غير الحقيقية، والتي تهدف إلى إثارة الرعب والهلع ونزع الثقة بين الناس من خلال التلاعب بالحقائق لتقديم صورة غير صحيحة للشخص المستهدف وللجهة المستهدفة وللمؤسسة المستهدفة.

ورغم أن مثل هذا النشاط يعتبر تشهيراً يعاقب عليه القانون في الوضع الاعتيادي، إلا أننا نمر بمرحلة تفسح المجال لمن يستهدف تشويه شخصية أو مؤسسة أو فئة أو جمعية أن يمارس هذا الدور من دون خشية من حكم القانون، بل ويصل الأمر إلى استهداف الأرزاق والمصالح، ونشر الشائعات الخطيرة والمغرضة، وممارسة التضليل المتعمد والتلميحات غير العادلة وتكرار مزاعم سيئة، واستخدام جميع الوسائل في الشحن ضد الآخرين، وكل ذلك من أجل أغراض سياسية غير صالحة.

إن أملنا فعلاً لو يتعلم هؤلاء من الروحية الوطنية العالية والإيجابية نحو المستقبل التي تميّزَ بها بيت التمويل الكويتي الذي تحدى كل هذه الأجواء السامة، وأعلن عن ثقته بمستقبل البحرين، وطرح خططه للتنفيذ المباشر، وفي هذا الوقت بالذات، اعتماداً على أمواله واستثماراته.

البحرين بخير لأن أهلها ارتبطوا بمعاني الخير، أما الذين يمكرون في الأرض، فإن الله لهم بالمرصاد، ونؤمن بما جاء في كتاب الله عزّ وجل الذي قال «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله»




منصور الجمري
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3126 - الثلثاء 29 مارس 2011م الموافق 24 ربيع الثاني 1432هـ