الأضرار النفسية والاجتماعية للإختلاط
عبد الملك بن عواض الخديدي
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ارسله الله رحمة للعالمين ومشعل هداية في الأولين والآخرين وجعله متمماً لمكارم الأخلاق وأحسنها.
في كل مرة يخرج علينا بعض كتابنا هداهم الله ممن أعطتهم الصحافة لدينا مساحة حرة يتحدثون فيها عن خلجات أنفسهم الأمارة بنزع حجاب المرأة وحيائها في بلادنا .
فماذا يريد هؤلاء من جمع أدلة يفسرونها حسب أهوائهم الشخصية ويتبعون منها ما تشابه من القول والشرح سعياً منهم ودعوةً للسفور وتحرير المرأة من حيائها وخلقها ودينها ، هل هي قاعدة ( خالف الناس تعرف ) وتطبيقها بشكل آخر لم يستوعبوا خطورته وهو ( خالف الدين تعرف ) وخالف القيم والعادات والتقاليد تكون علماً بارزاً في نظر شياطين الإنس.
أم أنهم يرون تعاليم الإسلام وأحكامه الإلهية عاراً عليهم ، ويجب تغييرها بما يلائم متطلبات العصر كما يعتقدونه لصالح الأمة تدفعهم في ذلك عواطفهم ومشاعرهم المتسرعة والمتسارعة نحو الغرب الذي بدأ يفيق من غفوة جهله وفساده.
إن الله سبحانه وتعالى فرض الله الحجاب على المرأة المسلمة لما في ذلك من الحكم العظيمة التي بدأت تتفهمها المجتمعات البشرية الأخرى وخاصة الإسلامية منها والتي بدأت المرأة فيها تعود لحجابها وتعاليم دينها .
وحتى لو أنكر المدعون والمنظرون فريضةً الحجاب في اعتقادهم المخالف كما يتوهمون فإنه فضيلة عظيمة لا ينكرها إلا من أراد لأهله الرذيلة والفساد والإبتعاد عن تعاليم ديننا الحنيف.
ما بال قومنا ومفكرينا ( الأحرار ) حينما يصل العالم إلى الهاوية ويكتشف ألغام السفور ثم يدرك خطورته و يضع الدراسات العلمية لأسباب الإنهيار الأخلاقي والاجتماعي وكثرة الأمراض الجنسية والنفسية ، ما بالهم لدينا يحاربون الفريضة الربانية التي فرضها الله سبحانه وتعالى لحماية المرأة وحماية المجتمع من تلك الهاوية .
أهو الجهل بأمور الدين أم الجهل بمشاكل المجتمع الحقيقية أم انعدام الغيرة لديهم ، ولماذا لا يطالبون بحقوق المرأة المسلمة التي لا تريد نزع الحجاب والتخلي عن عاداتها وتقاليدها الإسلامية العظيمة التي ترى أنه هي الكرامة والحرية.
لماذا يطالبون فقط بحرية المدعيات من هواة الفن والسفر والرحلات والغوص وقيادة السيارات ، أم أن الحرية لها وجه واحد لديهم هي كل ما يتعلق بتعاليم الدين الإسلامي.
وبعيداً عن الأدلة واختلاف العلماء كما يدعون في تشريعاتهم فإن للسفور والاختلاط أضرار اجتماعية كبيرة جداً تعصف بالمجتمع المسلم وتذهب به إلى الهاوية.
ومن هذه الآثار :
1 - انعدام الغيرة وتلاشيها بعد فترة من بدء الاختلاط ، والشواهد كثيرة.
2 - نشوء علاقات فردية ظاهرها الصداقة والإعجاب وباطنها النفس الأمارة بالسوء ليتطور الأمرفتكون الرذيلة.
3 - خلق جيل جديد لا يحترم العفاف ولا يصون الكرامة يقع في الرذيلة عند أول محطة بدون رادع.
4- كثرة الطلاق في المجتمع المسلم.
5 - تعدد العلاقات بين الطرفين بأوجه مختلفة بحيث لا يفرق المرء بين المرأة المتزنة وغير المتزنة في المكان الواحد.
6 - كثرة جرائم الاغتصاب .
7 - انعدام الثقة بين الأزواج ، وفقدان الثقة في الوالدين من قبل الأبناء.
8 - نتيجة لتدهور الجانب الأخلاقي في المجتمع تتفشى الأمراض الجنسية والنفسية .
9- الإبتعاد شيئاً فشيئاً عن العبادات نتيجة ما يقع فيه البشر من جرائم أخلاقية وسلوك يتعذر معه القيام بالواجبات الدينية على أكمل وجه ، إلا من رحم الله سبحانه وتعالى.
10 - الأذى النفسي الذي يفرضه الاختلاط في المؤسسات الإدارية على المرأة المسلمة واضطرار بعض الضعيفات منهن للتنازل في سبيل الحصول على مكتسباتها وحقوقها الإدارية والعملية.
وهناك الكثير الكثير من الأضرار والآثار السلبية التي يخلفها اجتماع الرجال والنساء في مكان واحد يزيد هذا الاختلاط لأكثر من شخصين أو ينقص لدرجة الخلوة.
وبذلك يضمحل المجتمع المسلم وتفسد أخلاقه وتحل اللعنة عليه ، وهذا ما يريده للأسف أعداء الأمة فهل نجد بين ظهرانينا من يساعدهم ويطبل لهم لغرض دنيوي بسيط.
إنه الثمن الغالي الذي يريدون للمجتمع المسلم المحافظ أن يدفعه مقابل عرضاً من الحياة الدنيا وزينتها.
والسلام على من اتبع الهدى.