يعيشون حياة بالغة الصعوبة ويتطلعون إلى الأمل...
منزل متهالك في الرفاع يزدحم بعائلة بحرينية من 23 فرداً
الرفاع - محمد الجدحفصي
العائلة البحرينية وهي تقيم في منزل متهالك آيل
للسقوط ويفتقد لأبسط مقومات المعيشة الإنسانية يزدحم منزل متهالك في إسكان البحير بالرفاع بـ23 شخصاً، هم مجموع أفراد عائلة بحرينية تعيش وضعاً معيشياً غاية في الصعوبة...
وتعود أولى حلقات هذه المأساة التي تتجرعها هذه العائلة كل يوم إلى اليوم الذي فقدت فيه الزوجة (وهي أم العائلة) زوجها، ثم تُثنّي يد المنون فتطال زوج ابنتها إثر تعرضه لحادث مروع ، ولم تتوقف فصول الحكاية المؤلمة عند ذلك، ويشاء القدر أيضاً أن يصاب أحد الأبناء بإعاقة بعد تعرضه لحادث مؤلم جعله مقعداً في المنزل .
القصة المأساوية رواها أفراد العائلة واحداً تلو الآخر لـ«الوسط» التي زارتهم في منزلهم المتهالكة جدرانه والمتصدعة أسقفه، والذي يفتقر إلى الكثير من مقومات الحياة الكريمة، حيث تناوب كل فرد من هذه العائلة على سرد جانب مؤلم من حكاية العوز والحرمان التي تعيشها هذه العائلة البحرينية... لكنهم، ومع كل ما يواجهونه من ظروف حياة قاسية، يحدوهم الأمل الجميل في أن يجدوا العون من ذوي القلوب الرحيمة، بعد أن ضاقت بهم السبل في مواجهة مصاعب الحياة.
--------------------------------------------------------------------------------
وسط الضياع والمعاناة والجوع
عائلة من 23 فرداً بالرفاع تعيش حالة مأساوية
الرفاع - محمد الجدحفصي
تعيش عائلة بحرينية مكونة من 23 فرداً داخل أحد المنازل المتهالكة في إسكان البحير بالرفاع في وضع مأساوي هو أقرب للأفلام الخيالية منه للحقيقة، فالمأساة تبدأ حين فقدت الزوجة (وهي أم العائلة) زوجها، ثم تثني يد المنون فتطول زوج ابنتها زوجها إثر تعرضه لحادث مروع منذ نحو 12 عاماً، ولم تقتصر فصول الحكاية المؤلمة على ذلك الأمر ليصاب أحد أبنائها بإعاقة إثر تعرضه لحادث مؤلم أقعده في المنزل حتى هذا الوقت.
فصول الحكاية المؤلمة بالفعل تقطر من تلك القصة المأساوية التي رواها أفراد العائلة واحداً تلو الآخر لـ «الوسط» التي زارتهم في منزلهم المتهالكة جدرانه والمتصدعة أسقفه، بالإضافة إلى افتقاره إلى السجاد والمؤونة والمتاع، ليروي بذلك كل واحد منهم فصل حكايته، مؤملين أن يجدوا العون من ذوي القلوب الرحيمة، بعد أن ضاقت بهم السبل في مواجهة مصاعب الحياة.
مأساتنا بدأت منذ نحو 12 عاماً ولنا حكاية مع الموت
«لقد خطف الموت زوجي وزوج ابنتي أيضاً لتبدأ رحلة الضياع لـ 23 فرداً يقطنون في هذا المنزل المتهالك، لم تعد لدينا أغطية ولا متاع، ولا أي متطلب من متطلبات الحياة...» بهذه الكلمات بدأت أم ياسر حديثها لتكشف لـ «الوسط» حجم المعاناة التي يعيشها 23 فرداً داخل المنزل المتهالك في إسكان البحير بالرفاع».
وشرعت بالقول: «نعم هذه هي الحقيقة المؤلمة التي لابد أن أقولها على الملأ والتي بدأت فصولها بموت زوجي إثر سكتة قلبية مفاجئة منذ نحو 12 عاماً لأكون أرملة المنزل الأولى، قبل أن يتعرض زوج ابنتي لحادث مروع أدى إلى وفاته فيه، ليخلِّف بذلك أرملة أخرى، بيد أن الأمر لم يقتصر على موت زوج ابنتي وترملها، فقد أصيب ابني بإعاقة إثر تعرضه لحادث مروع أدى إلى عجزه عن التحرك كرجل سليم حتى هذا الوقت».
وأضافت «عن حقيقة الوضع فأنا وابنتي الأرملة لم نخرج بشيء من موت زوجينا سوى المزيد من الحرمان والضياع، ولهذا ترى الآن نحو 23 فردا يقطنون في هذا المنزل المتهالكة جدرانه والمتصدعة أسقفه، وما لنا إلا القول حسبنا الله ونعم الوكيل».
ذل السؤال لم يجدِ نفعاً ..!
لم تجد الأم الحائرة وعائلتها سبيلاً للخلاص من فقرهم المدقع، إذ إن ما تحصل عليه من مساعدات شهرية من الشئون الاجتماعية بسيط جدا ولا يتجاوز 70 ديناراً -على حد قولها- بيد أن هذا المبلغ لا يغطي مصاريف أفراد العائلة الكبيرة، ولا يعدو كونه جزءاً ضئيلاً في قبالة المبلغ المستحق لفاتورة الماء والكهرباء الذي يتكون من 4 أرقام ضخمة.
فاتجهت «أم ياسر» بانكسار تطرق باب التسول على أبواب المساجد علّها تجد من يجود عليها بما يسد رمق صغارها، بيد أن ذل السؤال لم يجدِ نفعاً، حيث تؤكد أم ياسر لـ «الوسط « أن أفراد الأمن قبضوا عليها عدة مرات وهي تقوم بالتسول، الأمر الذي يعرضها للمحاسبة في حال تكرارها الأمر مستقبلا .
الابنة الأرملة وابنتاها المطلقتان
وبينما تواري أم علي دموعها، التي انسابت على وجهها، فقد ذكرت عندما سألتها «الوسط» عما إذا كان لديها أي مصدر دخل بعد أن فقدت زوجها إثر تعرضه لحادث مؤلم: «إنني أتسلم مبلغ 70 ديناراً مساعدة من وزارة التنمية والشئون الاجتماعية، بيد أنها لا تكفي لأي شيء، ولذلك حقيقة إنني استغرب من تبرع الجهات والجمعيات الخيرية للخارج، بينما هناك الكثير من العائلات الذين هم في أمس الحاجة لهذه الأموال والتبرعات، إنني أتساءل أي أعمال خيرية تلك التي يتكلمون عنها، عن ماذا أحكي وعن أي فصول مؤلمة أتكلم، هل عن فقد زوجي، أم عن طلاق ابنتي، أم عن إعاقتي بعد إجراء عملية لي بالفخذ منذ عدة أشهر، لأصبح أنا البنت الأرملة، وأنا الأم التي لديها ابنتان من بناتها مطلقتان، وأنا الأم التي أصبحت عاجزة عن التحرك لأي مكان، لأصبح بذلك عالة على أمي التي لا حول لها ولا قوة، ولهذا فإنني أتمنى من أصحاب القلوب الرحيمة أن ينظروا في وضعنا المأساوي بعين الرحمة» .
الابن تطوله الإعاقة بعد تعرضه لحادث مروع وزوجته تناشد المسئولين
من جهتها قالت زوجة الابن (أم عادل): « لقد تعرض زوجي لحادث مرور مروع منذ نحو 10 أعوام مضت، الأمر الذي تسبب له في إعاقة عجز وتضخم في العظام، فضلا عن توقفه عن العمل، ومما يزيد المسئولية علينا حاليّاً هو وجود 5 أطفال لدينا، وهم في حاجة ماسة للمراعاة والاهتمام الذي يفتقرون إليه في منزل يقطن فيه حاليّا 23 فرداً، ولهذا فإنني أناشد المسئولين بوزارة الإسكان أن يخصصوا لنا وحدة سكنية في القريب العاجل، كما أناشد وزارة العمل وعلى رأسها وزير العمل توفير وظيفة لزوجي ومناسبة لإعاقته».
المنزل المتهالك مدرج ضمن المنازل الآيلة للسقوط... ولكن...
من جهته تحدث عضو المجلس البلدي للدائرة أحمد الأنصاري لـ «الوسط» قائلاً: «ما إن تقع عيناك على منزلهم المتهالك، حتى تستطيع التكهن بمقدار اللوعة والحرمان التي تحتضنها صدورهم... وما إن تحملك رجلاك خطوتين بعيداً عن الباب حتى تتراءى لك زوايا المنزل المتصدعة جدرانه».
وأردف «هناك التحمت قطع من الطابوق لتشكل حوضاً صغيراً كان مصرف الماء قاعدة له، يستخدمونه لغسل الثياب، ولهذا حاولت قدر الإمكان مساعدتهم ببعض السجاد والمقتنيات، لعل وعسى يكون لهم فاتحة خير».
واستطرد «إن المنزل المتهالك مدرج ضمن المنازل الآيلة للسقوط، بيد أنه يقع ضمن الدفعة الخامسة، ومن المعروف أن هذا المشروع يتحرك ببطء شديد، ولهذا فإنني أوجه ندائي عبر «الوسط» إلى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، أن يوجه المعنيين بالمؤسسة الخيرية الملكية إلى سرعة هدم وإعادة بناء المنازل الآيلة للسقوط، وخصوصاً تلك العائلات التي تعتبر من الحالات المستعجلة كمثل هذه الحالة وعشرات غيرها»
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3040 - الأحد 02 يناير 2011م الموافق 27 محرم 1432هـ