مستشفى السلمانية تحت سيطرة قوة الدفاع... واعتقال الدكتور علي العكري
تسلمت قوة دفاع البحرين ادارة مجمع السلمانية الطبي، وتم اعتقال عدد غير معلوم ممن كان في المستشفى، تأكد ان احدهم اخصائي جراحة العظام الدكتور عي العكري، الذي كان يمضي يومه الثالث داخل المستشفى يجري العمليات وسط تحديات كبيرة. وتم تعيين العقيد طبيب عبدالرحمن صالح بوعلي مديراً لمجمع السلمانية الطبي. هذا واستقال رئيس قسم الاذن والانف والحنجرة نبيل تمام من منصبه على ماحدث في المستشفى خلال الايام الماضي.
وكان المئات من المرضى والأطباء والمسعفين والمساعدين قد حوصروا داخل مجمع السلمانية الطبي على مدى يومين متتالين، وقدم وزير الصحة نزار البحارنة استقالته أمس الأول بعد ان رفضت القوات فك الحصار، وبعد ان شاهد بأم عينيه الكثير من المآسي. وكانت القوات قد فرضت الحصار يوم أمس الأول (الأربعاء)، مما حدى بمن بداخله الى توجيه نداء استغاثة مطالبين بتأمين الحماية لهم. ووفق شهود عيان في السلمانية وصفوا لـ «الوسط» يوم أمس الخميس (17 مارس/ آذار 2011) الوضع في المستشفى بالمأساوي والمؤلم. ونددت كلا من المفوضية السامية لحقوق الانسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر بطريقة تعامل السلطات مع المستشفيات والمراكز الصحية، معتبرة ان ذلك يخرق القانون الانساني الدولي.
--------------------------------------------------------------------------------
أطباء وممرضون ومسعفون ومرضى تعرضوا للضرب والإهانة
محاصرة المئات في «السلمانية» ثلاثة أيام ... وقوة الدفاع تدير المستشفى
الوسط - محرر الشئون المحلية
حوصر المئات من المرضى والأطباء والمسعفين والمساعدين داخل مجمع السلمانية الطبي على مدىيومين متتالين، وقدم وزير الصحة نزار البحارنة استقالته أمس الأول بعد رفضت القوات فك الحصار، وبعد ان شاهد بأم عينيه الكثير من المآسي. وكانت القوات قد فرضت الحصار يوم أمس الأول (الأربعاء)، مما حدى بمن بداخله الى توجيه نداء استغاثة مطالبين بتأمين الحماية لهم. ووفق شهود عيان في السلمانية وصفوا لـ «الوسط» يوم أمس الخميس (17 مارس/ آذار 2011) الوضع في المستشفى بالمأساوي والمؤلم بعد تعرض عدد من الأطباء والمسعفين والممرضين والمرضى للضرب والإهانة، فضلاً عن نقص المستلزمات الطبية والمؤن الغذائية والطاقم الطبي. وتم اعتقال الدكتور علي العكري أمس واقتياده الى مكان مجهول، فيما اخبر عدد من الجرحى ان من الأفضل لهم ان يذهبوا الى منازلهم.
وقال بعض الجرحى "كان بعضنا ينتظر عملية اليو (أمس) ولكن لاحظنا ان الطاقم الطبي تبدل، وقيل لنا ان هناك اطباء آخرون سيقررون وضعهم"، مضيفين الى انهم شلهدوا حركة استعداد لتصوير بعد القيام بتغييرات. كما قال احد الجرحى "زارنا كلثمون ودخلوا كل جناح وكل غرفة". وقال شهود عيان ان بعض موظفي "المغسلة" في السلمانية استطاعوا الخروج من المستشفى مساء أمس وهم في حال يرثى لها ويروون فصولاً من المعاناة عاشوها خلال اليومين الماضيين تحت الحصار، ويتحدثون عن سماع أصوات بكاء النساء داخل المستشفى من دون أن يستطيعوا فعل شيء. كما دخل عليهم رجال ملثمون داخل المغسلة ووجهوا لهم سيلاً من الشتائم والإهانات وطلبوا منهم شتم عدد من الرموز في المجتمع ، وجلبوا قماشاً مكتوب عليه "أنا الشهيد التالي" وطلبوا من أحدهم أن يلبسه وقام مصور التلفزيون يصوره... وبعد ذلك أخذوا بطاقاتهم الشخصية وتركوهم يخرجون.
وأوضحوا بأن القوات عمدت في وقت سابق إلى الانهيال بالضرب على الراغبين في الخروج عند بوابة الطوارئ وهي البوابة الوحيدة المفتوحة ما دفع الجميع إلى البقاء وعدم الخروج. وأضافوا بأن الطاقم الطبي قرر عدم الخروج لا خوفاً من التعرض للضرب فحسب وإنما لوجود مرضى في المستشفى وتخوفهم من عدم السماح لهم بالدخول مجدداً أو عدم قدرة الأطباء والممرضين خارج المستشفى من الدخول وتناوب العمل.
وقالوا بأن في المستشفى زهاء الـ 200 متبرع بالدم قدموا يوم الإثنين الماضي بعد تلقيهم رسائل نصية تعلن عن حاجة المستشفى لمتبرعين وطلب منهم الأطباء عدم الانصراف وذلك كخطوة احترازية تحسباً لأي طارئ وتسجيل أسمائهم في قائمة، مشيرين إلى أنه تم حصار السلمانية فيما بعد ولم يتمكن الجميع من الخروج حتى اليوم.
وتابعوا بأن أروقة السلمانية تشهد حالة من الهلع والذعر بعد أن عمدت قوات الأمن إلى تكسير عدد من السيارات ووضع أسلحة فيها ومن ثم جلب كلاب بوليسية وتصويرها، وأضافوا بأن القوات قامت بإطلاق رصاص حي على إطارات سيارات الإسعاف ومنعت استقبال أو إرسال أي سيارة منها لخارج السلمانية.
وأضافوا بأن الأطباء ينامون على الكراسي وفي الأرض ولم يعودوا لبيوتهم منذ أكثر من 3 أيام وأن المؤن الغذائية لا تكفي لأكثر من يومين، مستدركاً بأنه سمعنا بأن قوات الأمن ستوفر مؤن غذائية للمرضى.
وقال ممرض استطاع الخروج من السلمانية بأنه تم تفتيشه والتعرض له وإهانته، كما تم ضرب حارس أمن وأطباء كانوا ينوون الخروج من بوابة الطوارئ، لافتاً إلى أن القوات تسمح لمن يحمل بطاقة العمل الدخول للمستشفى بعد تفتيشه في الوقت الذي يضع معظم الطاقم الطبي أوراقه الثبوتية وبطاقاته في المستشفى في خزائنهم الشخصية. ولفت إلى أنه ورد المستشفى دفعة واحدة من المصابين بعد حادثة دوار اللؤلؤة ولم يستطع الباقي الوصول للمستشفى بعد محاصرتها.
أما في مركز سترة الصحي فقد، لفت شهود عيان من الأطباء بأن المركز تعرض لضرب مسيلات الدموع والشوزن وقام عدد منهم إلى اللجوء إلى المنازل وعلاج الجرحى فيها.
وقال أحد الأطباء في جزيرة سترة: «الحالات التي تردني معظمها حالات تعرض لشوزن ومسيلات للدموع ولا يمكنني إلا تقديم الإسعافات الأولية نظراً لعدم توافر المستلزمات الطبية في المنازل».
ولم يكن حال مركز جدحفص الصحي أفضل كثيراً، إذ ذكرت إحدى الطبيبات بأن الحالات التي وردت المركز ليست بالقليلة وعلاجها يجب أن يكون في مجمع السلمانية الطبي نظراً لحاجتها لاستشارين ومتخصصين
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3115 - الجمعة 18 مارس 2011م الموافق 13 ربيع الثاني 1432هـ