ناشطون: مقتل 100 محتج بدرعا
جانب من الاحتجاجات في سوريا (أ ف ب)
درعا، دمشق، باريس، نيقوسيا: رويترز، أ ف ب 2011-03-24 3:41 PM
أوضح مسؤول في المستشفى الرئيس بمدينة درعا السورية اليوم (الخميس 2011/03/24) أن المستشفى استقبل ما لا يقل عن 25 جثة لمحتجين قتلوا في مواجهات مع قوات الأمن.
وأضاف "استقبلناها أي الجثث الساعة الخامسة مساء أمس (15:00 بتوقيت جرينتش). كلها بها أعيرة نارية".
وأفاد شهود بأن نحو 20 ألفا على الأقل رددوا اليوم الخميس هتافات تنادي بالحرية في جنازة 9 محتجين قتلتهم قوات الأمن في مدينة درعا السورية جنوب البلاد.
وردد المتظاهرون "الله.. سوريا.. حرية" و"دم الشهداء لن يضيع" هباء.
وقال سكان أن التسعة كانوا من بين 25 متظاهرا شابا على الأقل قتلتهم قوات الأمن بالرصاص أمس الأربعاء.
وشارك أكثر من 20 ألف متظاهر اليوم في مراسم تشييع بدرعا جنوب سورية حيث تجري تظاهرات لا سابق لها ضد النظام.
وردد المتظاهرون "بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، وتوجهوا من المسجد العمري إلى المقبرة.
بينما أكد ناشطون حقوقيون وشهود عيان اليوم الخميس أن 100 شخص على الأقل قتلوا في محافظة درعا يوم أمس الأربعاء على أيدي قوى الأمن السورية.
وقال الناشط الحقوقي المعارض أيمن الأسود لوكالة فرانس في نيقوسيا عبر الهاتف "هناك حتما أكثر من 100 قتيل"، مضيفا "درعا بحاجة إلى أسبوع لدفن شهدائها".
وتابع الأسود "اليوم تكشفت مجزرة أمس، ما جرى يذكرنا بالزاوية ومصراتة" المدينتين الليبيتين اللتين تعرضتا لهجمات شرسة شنتها قوات معمر القذافي بعد سقوطها بأيدي الثوار.
واتهم الأسود قوات الأمن بإطلاق "الرصاص الحي" على المتظاهرين الذين شاركوا في تشييع قتلى سقطوا لدى اقتحام قوات الأمن بعد منتصف ليل (الثلاثاء-الأربعاء) المسجد العمري في المدينة لفض اعتصام فيه.
وأكد ناشط آخر أن عدد القتلى في مدينة درعا والقرى المجاورة لها "قد يتجاوز الـ 150 قتيلا".
وأضاف أن "العديد من القتلى مواطنون جاؤوا من القرى المجاورة لدرعا للمشاركة في التشييع وقامت قوات الأمن بإطلاق النار عليهم".
من جهة أخرى حثت فرنسا سورية اليوم الخميس على فتح حوار وإجراء تغيير ديموقراطي بعد أن قتلت القوات السورية 6 أشخاص في هجوم على محتجين وفتحت النار على مئات الشبان الذين خرجوا في مسيرة تضامن.
وفي المجمل قتلت قوات الأمن 14 مدنيا في المظاهرات التي امتدت لـ6 أيام للمطالبة بالحرية السياسية وإنهاء الفساد في إطار حركة احتجاجية انتشرت في أنحاء العالم العربي منذ انتفاضة شعبية شهدتها تونس أواخر العام الماضي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه للصحفيين "نحث سورية على الاستماع إلى صوت الحوار والديموقراطية".
وأضاف "يجري تغيير كبير. استهدفت سياسة فرنسا تجاه العرب لفترة طويلة الاستقرار. اليوم السياسة تجاه العرب هي الاستماع لطموحات الشعب وهذا ينطبق على سورية التي يجب أن تقبل هذه الحركة المنتشرة على نطاق واسع".
ونددت فرنسا القوة التي استعمرت تونس وسورية سابقا بما وصفته بالاستخدام المفرط للقوة في سورية ودعت إلى إجراء تحقيق في سقوط قتلى مدنيين والإفراج عن المحتجين المعتقلين.
وتوترت العلاقات بين فرنسا وسورية بسبب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005 حين أشارت تقارير أولية للأمم المتحدة الى ضلوع أجهزة أمنية سورية ولبنانية في اغتياله لكن دمشق نفت أي علاقة لها بالحادث.
ومنذ عام 2008 تسعى باريس إلى تحسين العلاقات مع دمشق.
كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أعلن أن السلطات الأمنية السورية اعتقلت ظهر الأربعاء المدون السوري أحمد محمد حديفة من مكان عمله بدمشق، ويعتقد أن اعتقاله بسبب نشاطه على (الفيس بوك) لدعم التحرك في درعا، جنوب سورية وأضاف المصدر في بيان له أن السلطات السورية كانت قد أفرجت في 24 فبراير عن أحمد حديفة (28 عاما) بعد اعتقاله لعدة أيام.
وحديفة من مواليد بانياس على الساحل شمال سوريا، وهو طالب في كلية الإعلام بمعهد الفتح الإسلامي بدمشق، وعرف بتدويناته التي تغطي نطاق واسع من المواضيع بما في ذلك الحريات العامة.
وأدان المرصد اعتقال المدون و"حملة الاعتقالات غير المسبوقة التي تشنها الأجهزة الأمنية السورية والتي طالت الكثير من نشطاء المجتمع المدني".
وطالب المرصد "الحكومة السورية بالإفراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون السورية واحترام التزاماتها الدولية المتعلقة بحماية وتعزيز حقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها".
وتشهد مدينة درعا تظاهرات غير مسبوقة منذ 18 مارس أدت إلى صدامات مع قوى الأمن وارتفعت حصيلتها أمس الأربعاء إلى نحو 25 قتيلا بحسب مصادر حقوقية وشهود.