نحتاج إلى حل سياسي دون تأخير أو شروط مسبقة
الأزمة السياسية البحرينية نتجت عن تراكم الاحتقان السياسي الذي تُرك كثيراً إلى أن انفجر على شكل احتجاجات عصفت بالبلاد، وأدّت في النهاية إلى تدخل عسكري وإعلان حالة الطوارئ، وإذا كانت القوات ستفلح في فتح الطرقات وضبط الأمن، فإنها بالتأكيد لن تستطيع أن تحل الأزمة السياسية.
ويوم أمس نقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) عن الناطق الرسمي باسم هيئة شئون الإعلام ميسون سبكار تأكيدها «استمرار مبادرة الحوار الوطني التي دعا إليها ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة»، وأن عملية الحوار «ستبدأ فعلياً بعد أن يستتب الأمن والاستقرار في جميع ربوع البلاد». وهذا التأكيد يأتي متوائماً مع كل التصريحات الصادرة من أصدقاء البحرين في دول التعاون وفي الجامعة العربية وتركيا وأميركا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.
وكان بيان صدر عن الخارجية البريطانية بعد اجتماع جمع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس الأول أكد من خلاله الطرفان على أهمية «الدفع بعملية الحوار المؤدي إلى الإصلاح السياسي التي يمكن من خلالها التعامل مع التطلعات المشروعة لجميع سكان البحرين»، وأن «مبادرة سمو ولي العهد للحوار الوطني فرصة لتحقيق ذلك، وحكومة المملكة المتحدة تحث جميع الأطراف على الانضمام إلى هذه المبادرة دون شروط مسبقة... وتحث جميع الأطراف على اتخاذ خطوات لتهدئة التوتر في البلاد».
الاتحاد الأوروبي أيضاً أصدر بياناً من خلال مجلس الشئون الخارجية أمس الأول، قال فيه إنه «يشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الخطير والمتدهور في البحرين، ويأسف الاتحاد الأوروبي للخسائر في الأرواح وتصاعد العنف»... ويدعو «جميع الأطراف للدخول في حوار هادف وبنّاء من دون تأخير أو شروط مسبقة، بغية إحداث إصلاحات».
التصريحات الأخرى من أصدقاء البحرين جميعها متشابهة، وهي تتحدث عن الوضع الحالي، بعد إعلان حالة الطوارئ، وبعد استعانة البحرين بقوات درع الجزيرة (وهو أمر مشروع بحسب القانون الدولي والاتفاقات المشتركة)، والواضح أن الحديث موجّه إلى السلطة في جانب التسريع بالحوار، وإلى المعارضة إلى ترك الشروط المسبقة.
أعلم أن الآلام كبيرة جداً، وأعلم أن ما أصاب البحرين ربما يتعقد أكثر، ولكن علينا أن ننظر إلى ما هو أبعد، وحالياً، فإن السلطة والمعارضة وفئات المجتمع قاطبة مجمعون على الحوار، وإن جميع أصدقاء البحرين يدعمون الحوار، ولكن هذا الحوار قد يضيع بسبب تأجيله من قبل السلطة إلى فترة ما بعد استتباب الأمن والاستقرار، وقد يضيع لأن الجهات المعارضة تضع الكثير من الشروط. علينا أن نبادر لنخرج البحرين من المأزق الذي وقعت فيه..
منصور الجمري
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3121 - الخميس 24 مارس 2011م الموافق 19 ربيع الثاني 1432هـ