مصير مسجد «آل خاطر» مرّة أخرى
هل نوجّه الرسالة اليوم إلى إدارة الأوقاف السنية، أم إلى وزارة الثقافة المعنيّة بحفظ التراث البحريني، أم إلى سفارة المملكة العربية السعودية في البحرين باعتبار أنّ مَلكها «ابن سعود» حلَّ ضيفاً كريماً في هذا المسجد؟
فلقد تحدّثنا سابقاً وكتبنا عن هذا المسجد المتهالك هذه الأيّام، والذي شهد أحداثاً تاريخية في حقبة من الزمن، والذي يعتبر من أوائل المساجد التي فُتحت لتعليم القرآن، وكان معقلاً للعلم الشرعي، ولكن ليس هناك من مُجيب!
ونُضيف إلى تلك الأحداث حدثاً تاريخياً وهو قدوم ملك الممكلة العربية السعودية «عبدالعزيز ابن سعود» مع والده عبدالرحمن الفيصل، قبل تأسيس المملكة، يطلب مساندة أهله من آل خليفة، ونزوله في ذلك المسجد ونومه فيه، وقد لمح وجوده هو وأباه الوجيه الشيخ محمد بن حسن الخاطر، وتوجّه بهما بعد صلاة الفجر إلى حاكم البحرين آنذاك المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رحمه الله، وقد تمّ بعد هذا اليوم التحالف العظيم بين آل سعود وآل خليفة، ونصر آل خليفة آل سعود ومدّوهم بالمال والذخيرة.
أين إدارة الأوقاف السنية من الاهتمام بهذا المسجد، وأين وزارة الثقافة التي تسعى لحفظ التراث، حتى تحفظ هذه اللحظة التاريخية في حياة أهل البحرين؟ ونشكر سفارة المملكة العربية السعودية على تواصلها معنا من خلال قسم العلاقات العامة فيها، والاهتمام بهذا الموضوع، ولكن إلى اليوم لم نجد مِن هذه الجهات أيَّ توجّه فعليّ حول هذا المسجد.
هذا المسجد الذي أصبح يقطنه الهنود والأجانب، بعد أن نزل فيه «ابن سعود» وغيرهم من شخصيّات دخلت التاريخ، ولم نجد من الدولة أيَّ اهتمام يُذكر حول المسجد أو حتى حول ترميمه، مع أنّه تحت رعاية إدارة الأوقاف السنية.
لو استطعنا إنقاذ مسجد «آل خاطر»، ووجّهنا الزائرين إليه، ولو تعاونت سفارة المملكة العربية السعودية مع وزارة الثقافة - المشكورة على عملها في حفظ التراث - لأدخلنا هذا المسجد من ضمن معالمنا التاريخية.
وليس هذا فقط، بل إنّ الحُلم هو في تحقيق الترميم وإدخال المسجد ضمن معالم البحرين، ومن ثمّ افتتاح المسجد مرّة أخرى من قبل جلالة الملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وخالدم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فلقد مرّ جدّه في يوم الشدائد بهذا المسجد، وكان التحالف التاريخي في ذلك اليوم بين الأسرتين الكريمتين.
نتمنى من إدارة الأوقاف السنية ووزارة الثقافة وسفارة المملكة العربية السعودية في البحرين، الأخذ بالاعتبار أهمّية المسجد تاريخياً، والعمل على ترميمه ليكون مزاراً ودليلاً على التحالف والتعاضد بين المملكتين، فهل تلتفت الحكومة إلى مسجد «آل خاطر» وتوليه اهتماماً شديداً وتضمّه إلى موسوعة المعالم التاريخية، حتى لا يُمسح تاريخ جميل يضاف إلى أهل البحرين؟!
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2919 - الجمعة 03 سبتمبر 2010م الموافق 24 رمضان 1431هـ