الله يكون في العون
كتب عبداللطيف الدعيج :
الله يكون في عون الشيخ ناصر المحمد، والله يكون في عون معارضيه ايضا، خصوصا الذين يعارضون بحسن نية، أو من منطق الحفاظ أو تحقيق مصالحهم الخاصة أو ما يرون فيه مصلحة وطنية عامة. فحسب ما ارى ليس هناك حل للمعضلات والاشكالات القائمة بين الشيخ ناصر المحمد وحكوماته وبين المعارضين على تعدد مصالحهم وتنوع اسباب معارضتهم.
وربما يشكل عدم وضوح الرؤية الاشكال الاول والاساسي الذي يعيق امكانية التوصل الى حل نهائي للفرقة والاختلاف. عادة الرؤية المفتقدة هي في الغالب رؤية الآخر وتلمس قضايا الطرف المقابل وتفهم احتياجاته واسباب الخلاف أو الاتفاق معه. عندنا وعلى ما اعتقد، فان الرؤية الغائبة هي الرؤية الذاتية، ما يفتقده، سواء الشيخ ناصر أو خصومه، هو الهدف الواضح والطريق المرسوم الذي يريد البعض السير فيه أو حتى تجنبه.
ان الجميع، وبالذات المعارضون للشيخ ناصر، يغلفون معارضتهم أو اهدافهم ومطالبهم الحقيقية بأغلفة مصطنعة أو رغبات غير مكتملة، بحيث يؤدي تحقيقها الى مزيد من الاختلافات بدلا من الاتفاق. ويؤدي تجاهلها الى دخول مزيد من المعارضين أو اللاعبين غير الاساسيين في الحلبة السياسية. إذ من غير المعقول ان ينخبص البلد طوال هذه السنوات، وتشكل سبع حكومات، وكل الخلاف هو على قضايا ادارية أو اخطاء فنية ليست في الحساب ومعظم الوقت ليست في الحسبان.
الجميع يدعي انه على اتفاق، وان لا خلاف على المبادئ أو الاصول، في حين ان الوقع كما ذكرنا يؤكد ان احدا ليس لديه قضايا ثابتة أو مبادئ اولية. فالكل في طور «النمو»، والكل يفتقد الهدف الذي يسعى اليه، أو صورة حقيقية واضحة لما ينشده ويبتغيه.
لهذا فان الخلاف كله محصور في دفاتر قديمة، وقضايا فنية ودعاوى جانبية، مثل تحميل الحكومة وحدها مشكلة تنامي الفساد، رغم ان احد اهم مفاتيح ابواب الفساد هو النواب والناس بشكل اساسي ومباشر. ومثل تدخل الحكومة في الاعلام، علما بان تحرير الاعلام من الهيمنة الحكومية كان انجازاً «شعبياً» اعتبره البعض باهرا، لكن عندما كثرت الوسائل الاعلامية اتهم حماة الوطنية والمصلحة العامة الحكم برعاية الاعلام الفاسد.. اذاً لماذا جاهدتم وناضلتم من اجل تحريره؟
الله يكون في عون الجميع، لان الجميع ضائع، ومن الصعب على طرف ان يعطي الاخرين ما هو بحاجة اليه أو يشرح لهم ما لا يفقه.
عبداللطيف الدعيج