وزير الخارجية يقترح إجراء انتخابات إذا توقف القصف
المعارضة الليبية تطالب بقوات غربية على الأرض والنظام «متفائل بالانتصار»
مصراتة، لندن - أ ف ب، رويترز
طلب المعارضون الذين يسيطرون على مدينة مصراتة المحاصرة لأول مرة تدخل قوات غربية برية في ليبيا لدعمهم، في حين أعلن سيف الإسلام القذافي نجل معمر القذافي، أن نظام والده سينتصر.
وقال نوري عبدالله عبدالعاطي وهو أحد قادة المعارضة في هذه المدينة الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق طرابلس، مساء أمس الأول الثلثاء للصحافيين إن الثوار يطالبون بإرسال جنود بريطانيين وفرنسيين إلى مصراتة على أساس مبادئ «إنسانية وإسلامية». وأضاف محذراً «إذا لم يأتوا سنموت». وتابع «نحن كنا (حتى الساعة) نرفض وجود أي جندي أجنبي في بلادنا، ولكن الآن نحن نواجه جرائم القذافي ونطالب على أساس مبادئ إنسانية وإسلامية أن يأتي أحد ويوقف المجزرة».
وأفاد مصور لوكالة «فرانس برس» أن المدينة المحاصرة كانت الثلثاء لاتزال مسرحاً لمعارك عنيفة بين الثوار وقوات القذافي. وتعرضت المدينة للقصف من قبل قوات القذافي ودارت معارك في ضاحيتها الجنوبية الشرقية أوقعت قتيلاً في صفوف الثوار بحسب أحد المتمردين الذي أشار إلى أن عدد القتلى في صفوف قوات القذافي يقدر بمئة.
وأضاف أن «القذافي أرسل جنوداً في نحو ثلاثين سيارة مدنية إلى جنوب شرق البلاد. ودارت معارك عنيفة جداً. وربما قتل 100 جندي ليبي»، موضحاً أن الثوار «حالفهم الحظ» وتمكنوا من مباغتة القوات النظامية. وقال سيف الإسلام خلال مقابلة مع تلفزيون «الليبية» الرسمي «أنا متفائل جداً... سننتصر... الوضع يتغير كل يوم لصالحنا». وبعد شهر على تدخل تحالف دولي في ليبيا في 19 مارس/ آذار يبدو أن الوضع في ليبيا في طريق مسدود.
وأعلنت الحكومة الفرنسية أمس (الأربعاء) أن عدداً ضئيلاً من الضباط الفرنسيين سيقوم بمهمة لدى المجلس الوطني الانتقالي الليبي، غداة إعلان لندن إرسال مستشارين عسكريين إلى المجلس الوطني الانتقالي لتحسين تنظيمه العسكري واللوجستي.
والثلثاء حلقت طائرات تابعة لحلف شمال الأطلسي فوق مصراتة، ولكن الحلف أشار إلى أن قدرته على حماية المدنيين محدودة جداً بسبب استخدام قوات القذافي مدنيين دروعاً بشرية. وأعلن رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون أن فرنسا «ستكثف» ضرباتها الجوية في ليبيا لحماية المدنيين من «القصف العنيف الذي تتعرض له العديد من المدن في ليبيا على يد القوات الموالية للقذافي». لكن جوبيه أعرب عن «معارضته» لتدخل بري وشدد فيون على ضرورة «إيجاد حل سياسي» للنزاع. وقال خلال مؤتمر في كييف «يجب إيجاد حل سياسي أي الشروط لفتح حوار لتسوية الأزمة الليبية».
من جانبه اعتبر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة نشرت أمس الأول أن بإمكان الحلف شمال الأطلسي أن يقوم بمهمته في ليبيا من دون الولايات المتحدة معتبراً أن واشنطن ستكون مفيدة أكثر في مسارح عمليات أخرى مثل باكستان أو مصر.
وقال في مقابلة مع صحيفة «الفايننشال تايمز» إن الحلف بإمكانه أن يقوم بالعمليات في ليبيا حتى «ولو انتزع الله العظيم الولايات المتحدة من الحلف الأطلسي ووضعنا على كوكب المريخ بشكل لا يمكننا معه المشاركة» في العمليات العسكرية. وأضاف «سيكون من السخافة القول إن الحلف وباقي العالم لا يملكون الموارد الكافية للاهتمام بليبيا. الأمر ليس كذلك»، مضيفاً أن «دولاً أخرى تنقصها الرغبة ولكن المسألة ليس مسألة موارد».
وأكد وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي لـ «بي بي سي» أن مثل هذه المبادرة «ستطيل أمد» النزاع. وقال «نعتبر أن أي وجود عسكري يمثل خطوة إلى الوراء وإننا واثقون من أنه إذا توقف قصف (الحلف الأطلسي) مع وقف فعلي لإطلاق النار يمكننا بدء حوار مع كافة الليبين حول مطالبهم: الديمقراطية والإصلاحات السياسية والدستور والانتخابات».
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن وزير الخارجية قوله إن الحكومة الليبية قد تجري انتخابات وأيضاً استفتاء بشأن مستقبل الزعيم الليبي معمر القذافي إذا توقفت الضربات الجوية الغربية.
ومنذ منتصف فبراير/ شباط أوقع النزاع 10 آلاف قتيل و55 ألف جريح بحسب ما نقل وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عن المجلس الوطني الانتقالي.
وفي موازاة ذلك استمر تدفق المساعدات الإنسانية الدولية إلى ليبيا. وبدأ برنامج الأغذية العالمي بنقل برا عبر تونس أغذية لـ 50 ألف شخص في أقصى غرب البلاد حيث اشتدت المعارك.
وفي مصراتة حيث لايزال أربعة آلاف مهاجر عالقين في ظروف كارثية، رست سفينة إنسانية تابعة للصليب الأحمر أمس. في حين أعلنت المنظمة الدولية للهجرة القيام بثالث عملية إجلاء لمهاجرين
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3148 - الخميس 21 أبريل 2011م الموافق 18 جمادى الأولى 1432هـ
_________________
نحن انصار حر كة جعفر الخابوري الثقافيه