الثقافة الشعبية
خليل الذوادي
هي فصيلة علمية متخصصة، يصدرها أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث و النشر بمملكة البحرين، وهي عبارة عن رسالة التراث الشعبي من البحرين إلى العالم، بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي، مديرها العام ورئيس التحرير الشاعر والباحث علي عبدالله خليفة، يساعده كوكبة من هيئة التحرير، و الهيئة العلمية ومستشارو التحرير.
إذن هي مجلة تجيب على كثير من الأسئلة التي تتعلق بتراثنا الشعبي، والذي يمثل بالنسبة لأي شعب ثقافته، كينونته، شخصيته، تفرده، تميزه، مجلة يمكن أن نقول عن ميلادها بأنها ولدت عملاقة. فهي لم تقصر نفسها على تراث الوطن الذي انطلقت منه البحرين، رغم غنى و تنوع الثقافة الشعبية البحرينية وارتباطها بتاريخها وثقافة شعبها المادية و الشفاهية، وإنما وسعت آفاقها إلى التراث والثقافة الشعبية في وطننا العربي وربما الإسلامي والعالمي، كون الثقافة الشعبية حجر الزاوية في أي نمو وتطور ثقافي، وهي الأقدر على مخاطبة شرائح المجتمع، لان الموروث الشعبي يعيش بيننا في بيوتنا، في حوارينا في مدننا و قرانا، نمارسه منذ طفولتنا ونكبر معه ويكبر فينا، يواجه التحدي الحضاري كما نواجهه نحن، هي مجله أتت في زمن تنوعت فيه المجلات المتخصصة و غير المتخصصة، ولكنها كما يقول مصدروها “ يأتي صدور مجلة الثقافة الشعبية في سياق ثقافي عربي يتسم بفراغ في مجال منشورات الثقافة الشعبية المتخصصة، فاغلب العناوين التي عرفتها الساحة إما توقفت تماما أو قل انتظام صدورها، بحيث بدت الحاجة إلى سد هذا الفراغ ماسة، ذلك أن امتداده ينذر بخطر مؤكد يحدق بهذه الثقافة في ماضيها و مستقبلها “ .
إن المجلات التي تعنى بالدراسات والبحوث، والتي يتصدى لها المختصون في علوم المعرفة تعد مصدرا من مصادر المعلومات في كل تخصص، ومجلة “ الثقافة الشعبية “ بها العديد من الدراسات التي تعنى بالتراث والثقافة الشعبية، وهي لا تتحدث فقط عن تلك الفنون التي اندثرت، وإنما تدرس تلك المظاهر التراثية التي لا زالت تعيش بيننا، وأن هذا النوع من التخصص يلقي الضوء على أبعاد التراث الذي يمارس، يحلله و يستخلص منه القيم الموروثة، وان نظرة على تلك العناوين التي أوردتها المجلة منذ صدور العدد الأول ابريل، مايو، يونيه 2008 م يتبين لنا التنوع الثري في مادة الثقافة الشعبية في مملكة البحرين خصوصا والوطن العربي عموما، إلى ما حواه الإصدار التاسع والأخير 2010 م و الذي يلقى مساحات من التحليل و التفكير لهذا التنوع في ثقافتنا الشعبية.
إن الحديث عن ثقافة أي شعب لا ينفصل عن عاداته وتقاليده ومعتقداته، والثقافة في شموليتها وعاء يصهر الكثير من المؤثرات والتفاعلات التي يعيشها أي مجتمع ومجتمع البحرين بما حباه الله من نعمة التفتح، و القدرة على التجاوب مع الثقافات الأخرى تنوعت فيه الثقافة الشعبية، وأصبحت هذه الثقافة متمثلة في فن الغناء و الأزياء و المباني، و استخدامات الديكور المنزلي وحتى الأكلات الشعبية التي تم توارثها أو التي طرأت من الخارج نتيجة التفاعل الحضاري، والأهم هوعشق البحريني لتراثه واحترامه وتعلقه بثقافته الشعبية نشهد ذلك في المدن والقرى، مع اخذ البحريني بالثقافات الأخرى التي نسجت قطعة النسيج الثقافي البحريني من شعر، وقصه، ورواية، ومسرح، وفنون غنائية وتشكيلية وخزفية، وحرف يدوية، وأنا على ثقة كبيرة بان مجلة “ الثقافة الشعبية “ سيكون لها وقفات مع الثقافة البحرينية في نسيجها المتلائم و المتناغم.
وعلى الخير و المحبة نلتقي
صحيفة الا يام