لغرب يدعو النظام السوري إلى إصلاحات فورية ووقف العنف
واشنطن, لندن, باريس - وكالات: طالبت الولايات المتحدة الأميركية السلطات السورية بوقف استخدام العنف ضد المتظاهرين, فيما دعتها بريطانيا إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتجاوب مع التطلعات المشروعة لشعبها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر: ان "العنف هناك لا يزال يثير قلقا عميقا, ومن الواضح ان على الحكومة ان تقر بشكل عاجل مزيدا من الاصلاحات وان تتوقف عن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين".
واضاف ان الرئيس بشار الاسد "تكلم مرات كثيرة حتى اليوم, لقد سمعنا الكثير من الكلام ورأينا القليل من الافعال" من جانبه.
وتعليقاً على إقرار الحكومة السورية حزمة من مشاريع القوانين, من بينها رفع حالة الطوارئ, قال تونر: ان "القانون الجديد قد يكون مقيداً للحريات مثل حالة الطوارئ التي سيحل محلها", في إشارة إلى قانون تنظيم التظاهر السلمي, الذي يفرض الحصول على إذن مسبق من وزارة الداخلية قبل تنظيم أي تظاهرة.
من جهتها, طالبت بريطانيا السلطات السورية بممارسة "اقصى درجات ضبط النفس" و"احترام حق التظاهر السلمي".
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: إن السلطات السورية عليها ممارسة "اقصى درجات ضبط النفس" و"احترام حق الشعب في التظاهر سلميا", مضيفا ان إقرار الحكومة السورية الجديدة مشروع مرسوم تشريعي لالغاء حالة الطوارئ هو "خطوة في الاتجاه الصحيح".
واضاف هيغ "ولكن, هذا جزء واحد فقط من حزمة اوسع من الاصلاحات اللازمة. على السلطات السورية فعل المزيد كي توفر للشعب السوري تقدما سياسيا حقيقيا من دون تأخير".
بدورها, اعتبرت فرنسا أن موافقة الحكومة السورية على إلغاء حالة الطوارئ تعد خطوة على الطريق الصحيح إذا ما ترجمت عملياً بإنهاء القمع والإفراج عن كافة معتقلي الرأي واحترام حق التظاهر السلمي وحرية الصحافة.
وأعربت فرنسا, في بيان صادر عن وزارة الخارجية, عن قلقها البالغ إزاء التقارير التي تشير إلى تواصل أعمال العنف ما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والمصابين خلال الأيام الماضية, داعية إلى وقف الاعتقالات والتحقيق في الأحداث الأخيرة.
ودعت إلى إجراء حوار سياسي شامل من أجل تطبيق إصلاحات فعالة تستجيب للتطلعات المشروعة للشعب السوري, وتمكن من الإسهام في استقرار البلاد الذي يعد أمرا في مصلحة الجميع.
في سياق متصل, أجمع ديبلوماسيون أميركيون وغربيون بارزون أنه رغم حزمة الوعود التي قدمها الرئيس السوري بشار الأسد, في خطابه الأخير وإقرار مشروع قانون إلغاء حالة الطوارئ, إلا أن عليه الآن أن يطبق وعود الإصلاح ويوقف حكومته عن قمع المتظاهرين لتجنب تجدد زخم الاحتجاجات الشعبية.
ونقلت شبكة "سي أن أن" الأميركية عن الديبلوماسيين ان التوازن قد يصب في مصلحة الأسد, إذا ما التزم وعوده الإصلاحية وتطبيقها وتفادى حملات القمع الأمنية الواسعة.