مناشدات مطلّقة بحرينية
بصوتها الحزين اتصلت بنا إحدى الأخوات البحرينيات، تشكو الحال المرير الذي ألمّ بها بعد رحلة زواجها الشاق وطلاقها الأكثر شقاء من شخص يحمل جنسية دولة خليجية، ومع احترامنا الشديد إلى الإخوة الأشقاء في هذه الدولة الخليجية، إلا أننا نحمل اليوم مناشدات هذه البحرينية المطلّقة.
كان نصيبها في الزواج بشخص غير متوافق معها، وانتهى في المحاكم البحرينية الشرعية بالطلاق، واستمرّت القضايا بين الاثنين حتى تحصل المرأة على حقّها من طليقها، ولكن شاءت الأقدار عدم حصولها على أي شيء، سواء حقّها في الحصول على جواز ابنتها، أو في الحصول على تنفيذ أحكام المحكمة - سواء الشرعية أو الجنائية.
شقيت المرأة مع الزوج، وأعطت الرخيص والثمين، واشترت بمالها أرضاً لم تستطع توثيقها في بلد زوجها، بسبب ظروف المرأة هناك، واتّفقت مع هذا الطليق على كتابة الأرض باسمه، ولم يقم بتغيير الاسم حتى ساعة كتابة المقال، ومازالت قضيّتها في شأن هذه الأرض تتداول على عتبات المحاكم!
تعرّضت للضرب والإهانة بشتى وسائلها، وبعد الطلاق لم يسلّم الزوج جواز ابنته إلى الآن لطليقته، حتى تستطيع جعل ابنتها في المدارس البحرينية وغيرها، والكل يعلم بضرورة الوثائق القانونية والهوية في البحرين.
هرب الزوج من الأحكام الجنائية والشرعية، ولكنه لم يهرب من البحرين، ولم يُمنع من السفر ولم يُحجز عليه، لتحصل المرأة على حقّها في النفقة والطفلة، ولم يستطع محاميها على رغم محاولاته العديدة منع الزوج من السفر حتى تنتهي القضايا.
وبعد ذلك كلّه قامت المرأة بكتابة خطاب إلى سفارة الدولة التي ينتمي إليها زوجها، وتوثيق كل كلمة في الخطاب بوثائق رسمية من الأحكام التي كانت في صالحها، وناشدت المسئولين في السفارة الاهتمام بموضوعها، ولكن السفارة لم ترد حتى الآن، حتى أنّ محكمة التنفيذ أرسلت خطابين إلى سفارة بلاد الزوج لتبت في الموضوع!
اليوم بنتُ البحرين هذه المطلّقة، تناشد البحرين لحل أزمتها، وهي في توجّس كل يوم وفي خوف شديد على مستقبل ابنتها، فلقد خرجت من زواجها الفاشل بابنة مظلومة، شاءت الأقدار بانفصال الوالدين، وعدم استقرارها معهما كأسرة وظيفية في بيئة صحيّة نفسياً واجتماعياً.
لقد طرقت هذه البحرينية باب المجلس الأعلى للمرأة عدّة مرات، وكانت تنتهي بعدم تجاوب المجلس الأعلى للمرأة مع قضيّتها، ونحن نعلم أن المجلس يحاول مساعدة الجميع، ولكن هناك بعض القضايا التي تحتاج منهم إلى البت فيها، والتدخّل للمساعدة، وإن كانت المساعدة بسيطة، ولو بسماع معضلتها!
نناشد اليوم محكمة التنفيذ للإسراع في تنفيذ الأحكام الصادرة من المحكمة الشرعية والجنائية، ونناشد سفارة بلاد الزوج للتدخّل بإعطاء الأم حق الحصول على جواز ابنتها، كما نناشد المجلس الأعلى للمرأة - وهو سبّاق دوما إلى المساعدة - مساندة هذه البحرينية وطفلتها، فهي ابنة الوطن وتحتاج منّا إلى بذل عطاء أكبر لها ولعائلتها
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2935 - الأحد 19 سبتمبر 2010م الموافق 10 شوال 1431هـ