سيارة إسعاف!
نُلقي اللوم دائما على سيارات الإسعاف وعلى مسعفي البحرين في تأخّرهم على الحالات الطارئة، ولكن ما رأته أعيننا بالأمس من أمر مريع، أبَت إلا أن تشكر المسعفين وتشد على أيديهم للجهد الجبّار الذي يقومون به.
لقد وجدنا في أحد شوارع البحرين، سيارة الإسعاف وهي تحاول جاهدة أن تجتاز حائط السيارات التي أمامها لنجدة أحد الناس، ولكن عبثا يحاول سائق سيارة الإسعاف التحرّك، دون أي حراك من الناس، حتى أنّ أحدهم أخذ بالصراخ على سائق السيارة من بعيد، يتوعّده ويهدّده ويقول له بأنّه ليس أفضل من الناس الموجودين في طابور الانتظار.
حركة غير حضارية من شخص أناني، وجبت عليه مساعدة سيارة الإسعاف، لتجتاز الطريق، حتى تنقذ روحا تحتاجها. ولكن تتعثّر عملية إنقاذ الأرواح بسبب أحد الجاهلين بأهمية اجتياز سيارة الإسعاف حتى تصل إلى الحالات الطارئة.
لماذا لا نساعد سيارات الإسعاف عندما نسمع دَوي صفّارتها في الشارع، وبالتالي نساعد في إنقاذ الأرواح، فنتنحّى جانبا عنها، وعندها نُسرع في مساعدة الآخرين؟
ويا ليتنا نجد تواصلا بين الإدارة العامة للمرور ووزارة الصحّة، بتخصيص بعض أفراد المرور في أماكن الازدحام، أثناء مرور سيارة الإسعاف في هذه الأماكن، لأنّها الجهة المسئولة والمختصّة بتنظيم عملية سير السيارات، ومنع الازدحام ترقّبا للحالات الطارئة.
للأسف الشديد هناك بعض الأشخاص الذين لا يعرفون كيف يتصرّفون في هذه المواقف الحرجة إلى الآن، وعندها يلوم الآخرون سيارات الإسعاف المتأخرة والمسعفين، في وقت انفجرت فيه شوارعنا بأعداد السيّارات وألوانها، مع التضخّم السكّاني الهائل من جرّاء التجنيس السياسي.
ننتظر اليوم من إدارة المرور التنسيق الجيد مع وزارة الصحّة، حتى نخرج من أزمة تأخير سيارات الإسعاف، ومن بعدها عدم التذمّر من سائقيها، فهم يُعطون ولا أحد يرى هذا العطاء، أو حتى يُشكرون على ما يبذلونه من جهد ومخاطرة.
ونخاطب المجتمع البحريني ونرجوه مساعدة المسعفين وسيارات الإسعاف في جهدهم للوصول بأسرع وقت ممكن، ونشكر من يتعاون معهم ويبتعد عن طريقهم، لوعيهم التام بالعملية الإنسانية التي يقومون بها.
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2709 - الجمعة 05 فبراير 2010م الموافق 21 صفر 1431هـ