«لا مقالات ولا جرايد»
تناقشتُ مع إحدى الأخوات عن دور الصحافة والصحف اليومية، وتأثيرها على الرأي العام، ولكن ما وجدته من إحباطات وعدم اهتمام بالصحف والمقالات التي تُكتب يوميا، قد أثر جدا في نظرتي إلى الصحافة المحلّية.
ما لا يقل عن 6 صحف يومية في البحرين، تنبض بما لا يقل عن 60 مقالا في اليوم، يضربها بعض الناس عرض الحائط، لظنّهم بأنّها لا تنفع ولا تحرّك الجمهور، ولا تحدث تغييرا جذريا لمجريات الأمور.
نعتقد بأنّ كلام الأخت فيه جزء من الصحة، فالكثير من المقالات لا تعطينا نتائج مرجوّة، وهناك من لا يحل القضايا ولكنّه يزيد «الطين بلّة فيها»، وأخرى قد تخرج باستنتاجات وحلول، ولكن من يسمعها ويطبّق الحكمة التي فيها، وكأنّك يا بو زيد ما غزيت!
وهذه الأيّام تعاني صحافتنا المحلّية، بعض التقييدات، التي تجعلها لا تخرج عن النص، بل تكون داخل «فقاعة» عدم التجرؤ والتعدّي، من منطلق درء المفاسد، وعدم التطاول، وهذا قد لا يجوز عندما نسمع صوت الحق.
عندما يقولون لنا «مالكم أنتم والسياسة؟» نرد عليهم بأنّ السياسة والحياة الاجتماعية والاقتصادية، هي جل اهتمام الكتّاب، في سعيهم لتغيير بعض الأوضاع، والضغط على من بيده الحل، حتى يحل بعض المشكلات والملفّات العالقة.
4 سنوات على المجلس النيابي الحالي، والصحافة المحلّية في تدنّي وتقاعس، حتى أن قانونها السقيم لم يغيّر إلى الآن، ولم نستطع حتى أن نمشي مشية السلحفاة، بل إننا نتردّى يوما عن يوم، ويقال لنا لا نريد صحافة ولا جرايد!
لقد شبعنا من سرد المشكلات وطرحها، وعندما نطرحها مرّة أخرى، لا لشيء إنما لإلحاح المشكلة نفسها حتى نوجد الحل المناسب لها من قبل بعض المسئولين، وأصبح الكل ينشد عدم الدخول في دوّامة المشكلات، والتصادم مع الحكومة.
نريد صحافة يثق بها الرأي العام، ونتمنى إيجاد بعض الأعمدة الجريئة، التي يُؤخذ برأيها، ونضع خطوطا حمراء على مشاركة الحكومة بطريقة إيجابية مع الكتّاب والصحافيين؛ لأن نجاح السلطة الرابعة ووجود ثقة بينها وبين الشارع البحريني، سينبثق عنه ميلاد جديد للصحافة الحرّة في البحرين، التي تتمتّع بمعالجة القضايا، وحل المشكلات في المجتمع المحلّي كأولوية قصوى.
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 2702 - الجمعة 29 يناير 2010م الموافق 14 صفر 1431هـ