كي تكتمل الفرحة
يلتئم الحوار اليوم في غياب واحدة من أهم القوى السياسية المعارضة وهي جمعية «الوفاق»، التي انسحب وفدها رسميّاً من «الحوار التوافقي»، استجابة لقرار «شورى الوفاق».
لقد أبدت «شورى الوفاق» مبرراتها التي لم تعد «تسمح لها» مواصلة الاستمرار في الحوار، وأسبابها التي «ترغمها» على مغادرة جلسات الحوار.
تفاوتت مواقف المشاركين في الحوار من «الانسحاب الوفاقي»، بين مؤيد له، وآخر يجرده من كل مبرراته، من دون أن نغفل رأياً ثالثاً يوافق «الوفاق» على الملاحظات التي أبدتها، لكنه يختلف معها في التصعيد إلى مستوى الانسحاب والمقاطعة. لكن الأهم من هذا وذاك هو أن الحوار الذي يبدو أنه لم يعد أمامه أكثر من جلستين قبل أن يصل إلى مشارف نهاياته، ليس أمامه من خيار آخر سوى الاستمرار كي ينجز مهماته التي سيتوجها برفع مرئياته إلى رئيسه رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني الذي سينقلها بدوره إلى جلالة الملك، الذي يحظى بثقة الجميع في حرصه على تزويد غرسه (المشروع الإصلاحي) بدفعة جديدة يتلهف لتلقيها كي تمده بالحيوية التي تعينه على استعادة زمام المبادرة لإحداث النقلة النوعية الإيجابية الضرورية على طريق التأسيس للمملكة الدستورية.
إذا ما تم ذلك؛ فمن الطبيعي أن يفرح، بالإضافة إلى المشاركين في الحوار، المواطن البحريني العادي. فكلاهما يسعى، بصدق، إلى تجاوز التداعيات السلبية التي ولَّدتها الأحداث المؤلمة التي عرفتها البحرين مؤخراً، والخروج من عنق الزجاجة الذي بات يشكل عقبة أمام أي خطط يمكن أن توضع لانتشال البحرين من واقعها السيئ الذي تعيشه.
من الطبيعي أن تكون هذه الفرحة المشتركة ناقصة، فيما لو أنهى اللقاء التشاوري أعماله من دون أن تكون «الوفاق» عضواً نشطاً فيه، ليس لأي سبب سوى أن نقل تلك المرئيات من حيز التخطيط إلى مستوى التنفيذ بحاجة إلى انخراط قوى المجتمع بشكل إيحابي، وبقناعة تامة، في كل مرحلة من مراحل ذلك التنفيذ.
ربما يعتقد البعض، ومن بينهم «الوفاق» أن الوقت بات متأخراً، وأنه لم يعد من المجدي العودة إلى المشاركة، ولم يبقَ على إسدال الستار أكثر من جلستين في أحسن الأحوال، وربما يعتقد هؤلاء ومعهم «الوفاق» أيضاً، أن في العودة شيئاً من الإساءة للجمعية، ومسّاً بتاريخها النضالي.
لكن أيّاً من هذه التصورات ليست قريبة من الواقع والتحليل الصحيح، وحتى لو افترضنا جدلاً أن فيها شيئاً من الصحة؛ فإن كل شيء يتضاءل أمام قدرتنا جميعاً على إكمال فرحة المواطن البحريني الذي فارقت الابتسامة، دع عنك الفرحة، شفتيه جراء الأحداث المؤلمة التي عاشها، ولايزال يعاني من سلبيات ذيولها.
فهل يرى المتحاورون اليوم رفاقهم من جمعية الوفاق وقد انضموا إلى صفوفهم، فيفتر ثغر الجميع عن الابتسامة المشرقة المطلوبة، وتكتمل فرحة المواطن ويعيش الجميع العرس الحواري الجميل، الذي نتوق إليه
عبيدلي العبيدلي
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3239 - الخميس 21 يوليو 2011م الموافق 19 شعبان 1432هـ