كشكول رسائل ةمشاركات القراء
كارثة المجاعة... الصومال مثالاً
أصبحت كارثة المجاعة واسعة الانتشار في العصرِ الحديثِ في مختلف مناطق العالم لاسيّما في إفريقيا خطراً حقيقياً يُنذر بكارثة بشرية ما لم تتم معالجتها بصورة عاجلةٍ وجذرية من خلال تعامل حقيقي مع أبعاد هذه المشكلة التي تهدد العالم بأسره، وهو على أي حالٍ واجبٌ إنسانيٌ ودينيٌ وأخلاقيٌ وسياسيٌ واقتصادي.
وما أزمة المجاعة القاسية التي تعصف بالصومال والتهديد الذي تشكله هذه المجاعة لأمن واستقرار دول القرن الإفريقي مثل كينيا وإثيوبيا وجيبوتي والسودان وأوغندا إلا دليلٌ وعلامةٌ بارزة كانت ولاتزال تنذر بهذا الخطر الكبير من حيث معاناة ما يزيد على 12 مليوناً من المجاعة، وفي حالةٍ تعتبر من أسوأ حالات الجفاف التي تشهدها المنطقة منذ 60 عاماً وأدت إلى وفاة عشرات الآلاف.
ومن خلال استعراض سريع لإحصاءات المنظمات الدولية المهتمة بمثل هذا الشأن الإنساني والتي منها الأمم المتحدة نجد تصريحاً للأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون مستعرضاً أبعاد هذه الكارثة يقول: «المجاعة تحصد في الصومال يومياً الصغار والكبار بوتيرة مروعة»، كما أن رئيسة برنامج الغذاء العالمي السيدة جوزيت شيران تحدثت بهذا الشأن حول وضع الأطفال في الصومال بقولها: «مأساة الأطفال في الصومال هي أسوأ ما رأيته في حياتي، فالأطفال يصلون إلى مراكز الإنقاذ وهم في المرحلة الرابعة من سوء التغذية ولا تزيد فرصهم في البقاء على قيد الحياة عن 10 في المئة».
الأمم المتحدة أعلنت أن نسبة الأطفال الذين يعانون سوء التغذية بلغت 55 في المئة، ويلقى 6 أطفال حتفهم كل يوم، ويتعرض 2.8 مليون نسمة للجوع.
مصطلح المجاعة (Famine):
يمكننا تعريفه بأنه ندرة المواد الغذائية في منطقة ما وصعوبة الحصول على موارد بديلة لها ما يهدد الحياة في هذه المنطقة وكنتيجة حتمية للمجاعة إذا ما تمت معالجتها نرى الارتفاع في معدل الوفيات وانتشار الأوبئة.
الأسباب الرئيسية للمجاعة:
1- الارتفاع الحاد في معدل السكان.
2- التقلبات المناخية الطبيعية.
3- الأمراض والأوبئة.
4- الظروف السياسية والاقتصادية.
5- الحروب الطاحنة.
6- المشاكل الزراعية مثل الفشل في الحصول محاصيل جيدة.
من أبرز المجاعات التي تحدث عنها التاريخ هي التي حدثت في إيرلندا العام 1845م وتلك التي وقعت في لينينغراد العام 1941م، وقد شهِد العالم المعاصر أكبر مجاعةٍ في القرن العشرين وهي تلك التي حدثت في الصين، وسببها المباشر يتمثل في المحاولة المشؤومة لماو تسي تونغ (1893-1976م) لتحويل الصين من دولة زراعية إلى دولة صناعية في قفزة واحدة وهو ما اصطلح عليه بمشروع القفزة الكبرى إلى الأمام (The Great Leap Forward).
جمهورية الصومال:
تقع الصومال في أقصى شرق القارة الإفريقية وتعرف رسمياً بجمهورية الصومال وعاصمتها مقديشو. كانت تعرف فيما سبق باسم جمهورية الصومال الديمقراطية، وهي تقع في منطقة القرن الإفريقي، يحدّها من الشمال الغربي جيبوتي، وكينيا من الجنوب الغربي، وخليج عدن واليمن من الشمال والمحيط الهندي من الشرق وإثيوبيا من الغرب.
من أهم المدن الصومالية: مقديشوالعاصمة، هرجيسا، كسمايو، بوصاصو، جالكعيو، بلدوينو، بيدوا.
قديماً كانت الصومال أحد أهم مراكز التجارة العالمية بين دول العالم القديم. حيث كانت من الموردين الأساسيين لكل من اللبان ونبات المر والتوابل التي كانت تعتبر من أهم المنتجات بالنسبة للمصريين القدماء وآخرين مِنْ مَنْ أقام معهم التجار الصوماليون علاقات تجارية واسعة ومهمة.
تبلغ مساحة الصومال 637,657 كيلومتراً مربعاً تمثل المسطحات المائية ما يقارب 1.6 في المئة من المساحة الإجمالية للبلاد، علاوة على أنها تمتلك أطول السواحل على مستوى القارة الإفريقية، حيث يبلغ إجمالي طول السواحل الصومالية 3,025 كيلومتراً.
يقدَّّر عدد سكان الصومال بنحو 10 مليون نسمة وفقاً لتقديرات العام 2010م.
وتعتبر اللغة العربية واللغة الصومالية هما اللغتان الرسميتان للدولة بينما تستخدم اللغة الإنجليزية على نطاق واسع.
الصومال سياسياً
يعيش الصومال حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني نتيجة للصراعات المسلحة والحروب الأهلية الدموية التي عصفت بالبلاد وأثرت على الملايين من السكان، فمنذ انهيار نظام الرئيس سياد بري العام 1991م توقفت مؤسسات الدولة والمرافق الحيوية، وكان التأثير الأبرز هو ما نال الخدمات الأساسية، وانعدم الأمن في الكثير من المناطق ما حدا بالكثير من السكان إلى مغادرة مناطقهم داخل البلاد وخارجها خوفاً من الصراعات الدموية وهرباً من خدمات الصحة والرعاية الاجتماعية التي لا ترقى إلى الحد الذي يمكن أن يعيش معه الإنسان دونما خوف على حياته وحياة أسرته.
الصومال والمجاعة:
شهدت الصومال الكثير من موجات المجاعة التي تسبب فيها الجفاف، فبحسب معهد التنمية الاقتصادية ما وراء البحار كانت تقع مرة كل سبع سنوات في سبعينيات القرن الماضي، ثم أصبحت مرة كل خمس سنوات في الثمانينيات، والموجة الحالية هي الثالثة خلال الألفية الثانية.
بشكل عام نجد أن الأسباب التي ساهمت في جعل الصومال فريسةً للمجاعة كثيرة ومنها:
1- الزراعة المُعرضة للتقلّباتِ المناخيةِ، خصوصاً الجفاف الذي يتسبب في خفّضَ إنتاج كميةَ الغذاءِ المحلي. مضافٌ عليها المشاكل الأخرى كأمراض التربةِ والماشيةِ.
2- عدم الاستقرار السياسيِ والنزاع المسلح والحروب الأهلية وسوء إدارة الدولة وهو ما انعكس على الأوضاع الاقتصادية.
3- الأمراض والأوبئة الخطيرة كالأيدز والملاريا والتيفوئيد.
4- شُح الموارد المائية.
5- الأزمة الاقتصادية العالمية وما تسببت فيه من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية، الأمر الذي انعكس على المستوى المعيشي.
6- طرد المنظمات الإنسانية والإغاثية الدولية بحجة التسجيل لدى الحكومة أو مغادرة البلاد، وهو ما فاقم من خطورة الوضع الإنساني وعمليات الإغاثة على مستوى مواجهة المجاعات ومعالجة الأمراض والأوبئة في الفترة الراهنة.
إن المجاعات وما تحتويه من أوبئة وأمراض وكوارث تفتك بالأرواح هي تهديد حقيقي وخطير لحياة الملايين من البشر، كما أنها تتسبب في بروز ظواهر اجتماعية غير سليمة يتحول معها المجتمع إلى وحشٍ كاسر يهدف إلى الخلاص من الألم والجوع وينأى بنفسه عن الموت المحقق، وآخر يعيد عقارب الزمن إلى الوراء من خلال ممارسات غير إنسانية تعتبر في عالم اليوم من المحرمات كتجارة الرقيق.
لذلك لابد من مساعدة هذه الدول والشعوب الباحثة عن الغذاءِ والملجأ والدواء، وإنقاذ الأطفال والنساء، بمختلف الطرق والوسائل من احتياجات مالية ولوجستية عاجلة، وتنسيق جهود الإغاثة، والمساهمة في إعادة الإعمار، والدفع بمسألة الاستقرار السياسي لهذه الدول، ومساعدتها على تحديد احتياجاتها وأولوياتها خصوصاً الإنسانية منها، ودعم المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لاسيّما المختصة بالصحة والرعاية الاجتماعية، من حيث فعاليتها في التعامل مع مثل هذه الأزمات، من أجل أن لا تتكرر صور لأطفال ونساء جائعات، جثثهم تَروي فصولاً من كارثة تُدمي ضمير العالم وقلبِه.
أحمد عبدالله
قصة لقاء...
ملامح ساعة خرافية وقعت على محافل التاريخ.. انتظارٌ متلهف لرؤية أحدهم يعجزه اللسان في الوصف.. يخترق ساحة الصبر, ويلهو كطفلٌ لم يتجاوز سنةً بالعمر تختلق دموع الرياح لحدِّ الألم، وتتلهف من أجل لقاءِ أملٌ منحدر،، أحدهم غابَ عن ساحة حربِ المشاعر،، وصار بالغربة كومةً من البكاء.. الساعة بدأت تتوقف،، وإلى الآن لم يحن وقت اللقاء!
إسراء سيف
أبوذيات
تبعنا الشوق يا عالم وردنا
ورجعنا قبل مايذبل وردنا
خساره بس منه ماوردنا
وأنا أقطفه صبح ومسّيه
شهر حزني يلييه اليوم لا هل
ما أحد يواسيني لا أصحاب لا هل
نخيت القمر يضوي لي ولا هل
أنا إحترت والحيره أذيه
@@@
يا حاسب تعال اليوم عدنا
ترى ليكم احنا اليوم عدنا
إللي أبغيه لا تخلفوا وعدنا
الوعد دين يا أهل الحمّيه
@@@
خطاوي الشوق أشوف الوقت شلها
وخلاني بعد ما خوض شلما
وكل إعضاي بعد يا صاح شلها
ونزلت دمعتي فوق الوطيه
يا حسره أنا بالماي أشرف
سبب منهو رحل عني وأشرق
قالوا لي نوره اليوم أشرق
يا ليت شفته ونعقد سويّه
@@@
أنا المظلوم واويلاه وحسبي
وللحين ما شفت واحد وحسبي
ياحسابه أبا قول وإنتي حسبي
ما تحصى همومي ورب البرية
جميل صلاح
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3275 - الجمعة 26 أغسطس 2011م الموافق 26 رمضان 1432هـ