رأس الرفاع وقلب السنابس!
هل تذكرون قائدا افغانيا – كان يا ما كان – اسمه «قلب الدين حكمتيار»!
لاشك في أن الكثيرين منا يتذكرونه، ويتذكر بعضنا أن هناك من أطلق عليه عبارة «قلب الدين وحكم الديار» في إشارة إلى قدرة الرجل على اللعب بالسياسة والدين والمال والمخدرات والعلاقات السرية والجهرية... ولدينا من «حكمتيار» نماذج على ما يبدو، ليست تعشق إلا السير عكس إرادة القيادة والشعب!
وإلا، ما الذي يدفع فضيلة الشيخ الجليل النائب المحترم المبجل، سعادة النائب جاسم السعيدي لأن يتجه، وفي وقت حرج، إلى استخدام عبارات وصور كلامية توغر الصدور وتشعل نار الغضب! ما الذي يدفعه إلى تقديم مداخلات لا تمت للمسئولية بصلة ولا تعرف للوطنية وصفا ولا لدرء المفاسد طرفا؟
إن المقارنة المشوبة بالطائفية، التي طرحها النائب جاسم السعيدي بين الرفاع والسنابس، وتهديده «المسرحي» بأنه سيحول الرفاع إلى سنابس أخرى، يضع الرفاع «وهي الرأس والفخر والرمز» في موضع لا يليق بها، ويهين السنابس «وهي القلب والطيبة والفضل» إهانة لا يقبلها إلا الوضيع السفيه!
ويبدو أن السعيدي، كان نائما طوال الأسبوع الماضي إذ بذل وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة جهدا كريما من خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف اليومية للعمل على علاج الاضطراب الأمني الذي يشهده الشارع بين الفينة والأخرى، كان من أكبر ثماره أن عاهل البلاد أصدر توجيهاته الكريمة للعمل على رعاية مصالح الشباب وتحريك المحافظات للقاء الأهالي والوجهاء والشخصيات.
يأتي كلام السعيدي في الوقت الذي قدم فيه أهالي السنابس نموذجا طيبا بدخولهم في خط جديد وهو عدم قبول أية عملية جر قسرية للعنف في القرية، وكذلك قدم أهالي أبوصيبع والبلاد القديم وبعض قرى المنطقة الغربية.
وفي الوقت الذي نسعى بوصفنا صحافة وناشطين ومواطنين للامتثال بما اتفق عليه من خلال لقائي وزير الداخلية، ويتحرك المسئولون في المحافظات وكذلك النواب والوجهاء لاحتواء الظرف وإخماد النار، نجد نائبا محترما يحاول إشعال الحريق من جديد، ويجب ألا نستهين بالأمر، لأن التصريحات والكلام الاستفزازي يأتي بعواقب وخيمة شديدة الأثر.
وإذا كنا متفقين على أن هناك من يحرض على العنف ويدفع الشباب إلى أتون النار... فهناك من يدفع إلى مزيد من العنف من خلال التصريحات والكلام اللامسئول وخصوصا إذا كان نائبا للشعب... فالمحرضان كلاهما يستحق العقاب بناء على ذلك!
مفرح هو كلام رئيس مجلس الشورى علي الصالح في شأن الطائفية، ولكنه مخيف في الوقت ذاته! فإذا قلنا إنها ستنتهي قريبا فهذا يعني أنها «موجودة» ونحن الذي نكرنا وجودها سنين طويلة، وإذا توقعنا القضاء عليها قريبا، فهذا ممكن، لأنها ليست فطرة نما عليها شعب البحرين، وإنما هي سلوك تآمري متجدد... لكن النتيجة هي: نريد أن ننجح في محاربة الطائفية من خلال تقديم كل طائفي إلى المحاكمة، فلن نحاربها بالتصريحات والكلام المعسول.
سعيد محمد
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 1693 - الخميس 26 أبريل 2007م الموافق 08 ربيع الثاني 1428هـ