الأمين العام: الاتجاه للحل الأمني غير موفق وغير صائب
الوفاق - 20/08/2010م - 2:43 م | عدد القراء: 383
سماحة الأمين العام الشيخ سلمان
قال سماحة الأمين الشيخ علي سلمان بأن الاتجاه للحل غير الحواري والحل الأمني غير موفق وغير صائب، وأكد في حديث الجمعة بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز على الإيمان بالعمل السلمي كأسلوب وخيار وحيد، وذلك وفق الأحكام الشرعية ومع مراعاة كل الجوانب الدينية وليس تخلياً عن أي مسؤولية،
وأوضح أن الأمن والاستقرار مصدر راحة للجميع، وأن هنالك رؤية في العمل تكرر التعبير عنها في إبعاد الوطن عن التوتر والعودة إلى لغة الحوار والعقل والتفاهم كحل لكل المشكلات.
وشدد على الخيار السلمي بالقول "إننا اخترنا التمسك بالخيارات السلمية، ولا نؤيد تجاوزها ورفض سماحته العنف بكافة أشكاله من جميع الأطراف"، وأكد على "إننا نؤمن ونمارس العمل السلمي وندعو إليه ونرفض غيره".
وأكد على وضوح موقفه من كل تجاوز، ورفض الخيارات غير السلمية وكل أشكال العنف،"إن الخيار الأمني لا حدود له، ولا نعرف أين سيتوقف"و" لا بد لنا من الاعتراف ببعضنا البعض، ومغادرة عقلية الأقصاء" منتقداً التجاوزات التي حدثت في الأيام الأخيرة في نقاط التفتيش وفي التعامل مع المواطنين الآمنين،ومعتبراً أن قوات الأمن خسرت التفوق الأخلاقي مطالباً بفتح تحقيق في تلك التجاوزات.
نص الخطبة:
يفرض الواقع المتحرك بسرعة وبشيء من المفاجئة خصوصاً بعد الأنباء والأحداث والإشارات التي كانت تتجه إلى اتجاهات حلحلة ولو وقتية إلى واقعنا عبر الإفراج عن معتقلي المعامير وكرزكان الذي نشر في الصحف وتحدثت به الاذاعة والتلفاز بعد لقاء جلالة الملك وسماحة الشيخ احمد العصفور وما تلى ذلك من انباء، وكان هذا في نظري هو الطريق الأفضل والطريق المنطقي لشهر رمضان، والإستعداد للإنتخابات، والبدء بطريق نحو حلولٍ أكثر ثباتاً واستقراراً، نحو مزيد من الطمئنينة والإستقرار في هذا البلد من نواحٍ مختلفة، ولكن ولأسباب محيطة بها جميعاً ويغيب عنا بعضها، وجدنا أنفسنا في تجاه آخر مختلف تماماً. هل لأن هناك فئات محدودة ـ قليلة في تقديري ـ اعتادة أن تعيش على الأزمات، وأن التوجه نحو الإنفراجات لا يلتقي بصدى إجابي مع عقليتها وتفكيرها وسلوكها؟ ربما!
أبدء في هذا الحديث في عدة نقاط:
النطقة الأولى: ما يعيشه الوطن هذه الأيام أمرٌ يبعث على الحزن والألم في قلب كل مواطن، ولا أعتقد بأن هناك أحد سوي الطبيعة، محب للخير، محب لوطنه يشعر بالإرتياح بما يجري. من المفترض أن تمتد حالة الألم إلى كل قلب، وأن يكون القلق يشغل كل عقل أياً كان موقع هذا الإنسان، في السلطلة أو في خارجها، في المعارضة أو في الموالاة.
النقطة الثانية: لدينا رؤية وموقف، هذه الرؤية وهذا الموقف ينطلق من اخلاصنا لبارئنا وخالقنا الذي أمرنا بعد الإيمان به وتوحيده والإيمان بالرسالة والكتاب والمعاد، أمرنا بحب الخير إلى الناس، والعمل على هدايتهم، والعمل على اسعادهم. موقفنا ينطلق من هذه العقيدة التي تنظر بالمحبة إلى الجميع، موقفنا ورؤيتنا ينطلقان من حبنا لوطننا هذه البحرين، بكل مشاكلها وكل سلبياتها وإجابياتها، بكل فئاتها نحب هذه البلد، وهذه سمت إيمان أمرنا الله سبحانه وتعالى أيضاً بها، وحب الوطن من الإيمان.
حبٌ لا يقتصر على الشيعة ولا يقتصر على السنة، وإنما يشمل كل هذا الوطن بترابه وتاريخه وأماله ومستقبل أبنائه، ننطلق في هذا الموقف ونحاول أن نبتعد عن الإنفعال في القراءة والمعالجة، ونقترب بعد طلب ذلك من الله سبحانه وتعالى من الحكمة في معالجة الأمور. فإن استفراد العضلات الرسمية والشعبية قد لا يكون في محله بقدر ما نحتاج أن نستنفر العقول ونستنفر القلوب، نستنفر في العقول رجاحتها بحثاً عما يحقق مصلحة الجميع، وفي القلوب شوارب المحبة التي لا تضيق ببعضنا البعض.
نمتلك رؤية عبرنا عنها في مناسباتٍ مختلفة، واعيد تكرارها باختصار:
في هذه المرحلة ستكون هذه الرؤية تهدف إلى إبعاد وطننا عن التوترات الأمنية والعمل على احتواء هذا التطور الأمني والعودة إلى لغة الحوار والعقل والتفاهم، هذه الرؤية تمتلك عدد من المقومات والنقاط، اذكر بعضها. وأأتي على تفصيلها أكثر بإذن الله غداً في مؤتمر صحفي يخصص لهذا الموضوع، يتحدث بتفصيل أكثر ويتحدث بلغة السياسة أكثر من لغة خطابة المسجد.
من مفردات هذه الرؤية، والتي اعلناها مراراً وتكراراً، وانطلقت من مختلف المواقع التي نتواجد فيها، ومن ضمنها هذا المنبر الشريف وعلى لسان آية الله الشيخ عيسى قاسم (حفظه الله)، نمتلك رؤية تنطلق من الإيمان بالعمل السلمي والتأكيد عليه كأسلوبٍ وخيارٍ وحيد في التعاطي مع مطالبنا السياسية والدينية والإجتماعية والإقتصادية.
لم يأتي ذلك إرتجالاً أو اعتباطاً، أو تلكؤاً عن القيام بمسئولية أو جهاداً في سبيل الله، وإنما مع مراعات كل الجوانب الدينية وكل الجوانب الموضوعية التي تحقق المصلحة، اخترنا بإرادة أن نتمسك بالخيارات السلمية في معالجة أواضاعنا الخاطئة والفاسدة والمتنكبة عن الصواب، وأن نستثمر كل هذه الوسائل.
وسبق أن شرحنا حدود الوسائل السلمية في عملنا، موقف ومنطلق واضح لا نرى مصلحة في التجاوز عليه، ولعلى سماحة الشيخ أيضاً عبر بأحكامٍ شرعية تتعلق بطريقة وأسلوب المطالبات، يمكن الرجوع إليها في أكثر من خطبة، وبعد هذا التوضيح سأرد على من يتحدث بعد ذلك على خطابي بأنه لم يدن العنف أو ما شاكل ذلك.
فرؤيتنا واضحة ومحددة، إننا: نؤمن بالعمل السلمي، ونمارس العمل السلمي، وندعوا إليه، ونرفض غيره.
هذه الرؤية تقوم على لابد لنا من أن نعترف ببعضنا البعض، ولابد أن يحترم بعضنا بعضا، وأن يغادر كل منا عقلية الإقصاء ـ عقلية الإقصاء للوجودات المادية، وعقلية الإقصاء للوجودات السياسية والمعنوية ـ، تقوم على أن نغلب ونجعل في مقدمة الحراك ـ حراك الكلمة ـ على أساس إيماننا ببعضنا البعض، إيماننا بحق بعضنا البعض، اعترافنا ببعضنا البعض، واعترافنا بوجود آراء مختلفة بينه، وهذا يشمل كل الفئات، كل التكوينات في داخل المعارضة، في داخل السلطة، بين السلطة والمعارضة، بين أي مكون وأخر.
مافي امكانية إلى أن نجعل كل الأمور لون واحد، هذا غير ممكن، غير منطقي، لم يجري في أي مكان في العالم. حتى إذا توحد العرق، حتى إذا توحد الدين، حتى إذا توحد المذهب، حتى إذا انطلقت مجموعة سياسية واحدة بعد ذلك توجد فيها أراء مختلفة.
الطريق هو أن نوصل إلى ثقافة الإحترام للإختلاف، والطريق هو أن نؤصل لطرق معالجة الإختلاف بؤطر سلمية ومتوافق عليها ومنظمة. تحدث أزمات في دول العالم المختلفة، لكن شوفوا أزمة الإنتخابات البريطانية التي لم تفرز جناح سياسي بغالبية يستطيع أن يشكل الحكومة في البرلمان، ومافي شي ينظمها في بريطانيا، مافي قانون مكتوب ينظمها. يوجد اعراف. خلال 42 ساعة انتهى الموضوع، تم تشكيل حكومة بريطانية، ولا انفجار صار، ولا قلق صار، ولا مصالح بريطانية تأثرة!
وهنا لا اوجه لوم لأحد أو طرف من الأطراف العراقية، ولكن نحن نقطع الشهر السادس من بعد الإنتخابات العراقية.
هذاك نموذج وهذا نموذج، هي نفس المشكلة، في العراق ماحد حصل على أغلبية يستطيع تشكيل حكومة بمفرده، في بريطانيا ماحد حصل على أغلبية يستطيع أن يشكل حكومة بمفرده.
في بلدنا نريد ان نقول، ذلك الطريق هو الطريق الذي يجب أن نتبعه، نعترف بالمشكلة، مافي أغلبية، نعترف بحق بعضنا البعض، من يحصل على أغلب المقاعد عليه أن يتقدم بتشكل الحكومة بحسب العرف البريطاني، خلص الموضوع في يومين.
نعتقد بأن الحل القائم على اساس الحوار الوطني الذي يشمل الجميع، والذي ينطلق من قلوب وعقليات مفتوحة، والذي يهدف الوصول إلى مصلحة بلدنا البحرين أولاً، ويستبطن في كل عقلٍ وكل طرفٍ أن يتنازل عن بعض أفكاره من أجل مصلحة الوطن العامة، ويأخذ على نفسه أن يعمل جاهداً في أن يصل إلى التوافقات مع الأطراف الآخرى
بهذا النوع من الحوار كمدخل هو طريقنا إلى حلول قضايانا قبل هذه المرحلة الجديدة من الإعتقالات وأثناء هذه المرحلة ـ التي نأمل أن ننتهي منها سريعاً ـ ولباقي أيامنا، هذا هو الطريق. الطريق أن ننفتح على بعضنا البعض، ونتحاور بشفافية وصدق، ونضع مصلحة وطننا وشعبنا في مقدمة الأهداف التي نسعى لها جميعاً،
وصدقوني بأن الأمن والإستقرار والعدل والإنصاف هو انفع للجميع، وأريح للجميع، ويحقق مصلحة الجميع، وأن هذا الطريق ليس فيه قهر لأحد ولكن فيه راحة للجميع، والطرق الآخرى التي تأخذ بخيارات مختلفة وتريد أن تقصي أو تريد أن تفرض بالقوة وبغير لغة الكلمة، رؤى أو مواقف معينة تضر بالقائم بها كما تضر بالأطراف الآخرى في ساحتها.
هذا الطريق، طريق الحوار والإنفتاح والتواصل وإن طال، وإن كان فيه منغصات، وفيه أخذ على النفس أن تذهب إلى هذه الحوارات، وتجدها طويلة أحياناً ومملة، وتجدها ذات مسارب متعددة، إلا أنه بكل صعوباته وتحدياته وبطئه هو أكثر خير وأكثر قصر من طريق استخدام وسائل غير الكلمة في مواجهة بعضنا البعض.
هذه هي رؤيتنا، بشرنا بها ونتمسك بها، لذا نرى بأن الإتجاه للحل غير الحواري، والحل الأمني اتجاه غير موفق وغير صائب، هذه رؤيتنا ونعبر عنها بأرقى أساليب التحضر.
لماذا الحل الأمني غير صائب؟
لأن الحل الأمني في أغلب التجارب التي تحيط بنا بأنه حل يشكل مشكلة بحد ذاته، أكبر أحياناً من المشاكل التي جاء ليعالجها، ليس اليمن عنا ببعيد، وليس السودان غائب عن حاضر أذهاننا، والعراق والصومال والجزائر .. آلخ، وهي بلدان بعضها تعقيداتها واقعة أكثر من عدنا.
إما خيار التدافع والقوة يدفع الوطن والمجتمع في حاضره ومستقبله أو خيار الحوار والعقل والتواصل، في أعقد المجتمعات مثل المجتمع اللبناني، كان ناتج خيار التواصل والحوار مع اليمين والشمال، واحد مقاومة وواحد مدفون بالعمالة الإسرائيلية، أما أن يتقاتلون أو يتواصلون، واحد محسوب على كفة الممانعة، وواحد محسوب على كفة الإعتدال، تتوافقون تتحاورون، ولا هذا انتون!
الحوار في اصعب المجتمعات كان أفضل من استخدام اليد والقوة، البحرين ليست أعقد من هذه المجتمعات التي نجحت فيها الحلول السلمية السياسية العاقلة، يشمل هذا حتى تجارب الدول العربية وغير الإسلامية وهي كثيرة، وفي البحرين أيضاً تجاربنا القديمة والحديثة تقول بأن الحلول الأمنية لا تفضي إلى شيء، راهنت الدولة على حلول أمنية في المقطع الأخير المعاصر لحياتنا من 75 إلى 2001 من حل أمني إلى حل أمني، والنتيجة سلسلة تدفع بعضها بعضا.
واحدة من عيوب الحل الأمني ومخاطره أن الحل الأمني يغري بحلٍ أمنيٍ آخر، والقبضة الأمنية بدرجة 10 تغري بقبضة امنية بدرجة 20، والقبضة الأمنية بدرجة 20 تغري بفبضة أمنية بدرجة 30، وكل هذا سلسلة لا يستطيع أحياناً التحكم في تتابعها. هذا الذي عشناه طوال 27 سنة، وكانت بعض العقول المريضة تقول الشدة هي الكافية، فزادت الشدة فنتج المزيد من الأزمة، هذا الواقع على الجميع أن يقرأه، معارضة وحكومة.
بعيداً عن التاريخ ووصولاً إلى خمسة أيام وليست أكثر، الحل الأمني بدأ بلون والأن هو ينتقل في خلال خمسة أيام إلى لون آخر.
أستخدام القوة، شنو كانت الفكرة؟ اعتقال الدكتور عبدالجليل السنقيس، عنده لغة تحريضية، يحرض ضد النظام في الداخل والخارج ... اليوم الثاني اعتقال مجموعة آخرى من الشخصيات الدينية والسياسية، هي ليست بنفس موقع الدكتور عبدالجليل، هي مختلفة عنه، وفي مواقع مختلفة، وبحسب معرفتنا الدقيقة ليس بينهم رابط، ويختلفون في طريقة التفكير في نقاط كثيرة.
وبعد ذلك انتقال إلى خطوة آخرى، أن تتوسع دائرة الإعتقالات والخيار الامني ليشمل أولاد ونشطاء موجودين في حركة الإحتجاج التي عايشناها طوال ثلاث سنوات، وأناس لا علاقة لهم بهذا الوادي بالمطلق، لا إليه علاقة بحق ولا وفاء ولا دكتور عبدالجليل ولا الشيخ محمد حبيب ولا الوفاق ولا إليه بالسياسة، رجال عايش هو واهله مقتنع بحاله، هذا دخل في دائرة الحل الأمني، فصار من هذه الفئة في دائرة الإعتقال، ومن هذه الفئة كثر دخلوا في دائرة التأثر السلبي بالحل الأمني، ومن الإمتعاض من الحل الأمني والإجراءات الأمنية.
ليس بخافي ان كثير من الناس، وممكن أقول أغلب الناس لا ترتضي أن تجد حرق اطارات في مناطقها، استناداً على احصاءات ولقاءات وقراءات، هذه قناعتي من يختلف معي احترمه.
أما الإنتشار الأميني الكثيف وبالخصوص نقاط التفتيش لم تستثني أحد، ولا تميز بين أحد، بل هي نقاط غبية، لأنها تؤذي وتضرر وتصادر حتى الناس الذين كانوا يعترضون ولا يوافقون على أعمال الحرق، اكثر ممن يمارس هذا العمل. كم واحد في القرية يخرج يحرق؟ عشرة، عشرين، ثلاثين؟
نقاط التفتيش ـ التي تمتد من الساعة السابعة والثامنة إلى الساعة الواحدة والثانية فجراً ـ كم شخص يمر عليها من المواطنين؟
أقول إلى من يسمعني من السلطة: كل من يمر عليها يخرج بسخط عليها، ويمتد سخطه على من اوقفها. هذا الذي تريده، شوف الحل الأمني إلى أين يأخذك؟ من مشكلة مع خمسة او عشرة أو عشرين إلى مشكلة مع كل القرية وكل المجتمع.
يغريك الخيار الأمني، تقول عندي مشكلة مع فلان، بروح اعتقل فلان وبسكر عليه، وإذ بك في خمسة أيام طلعت من فلان دخلت في مواجهة مع المجتمع.
أقول: هذه النقاط انتقلت من مواجهة مجموعة من الشباب اتفقت معهم أو اختلفت معهم، إلى مواجهة المجتمع فطالت الرجال والنساء، خمسين سنة ستين سنة شيبه ماليه شغل بهلمواضيع وهو مضايق أكثر منك، وإذ هو عرضة للإستهزاء والإهانة والمشادة. وشاب من رؤية آخرى مخالفة تماماً لهذا الأسلوب في العمل، وإذ أنت مصطدم معاه ومعتقلنه، وهذه كلها أمور واقعية، ما اجيب شيء ن بره ولا افتراضات.
ونساء بأطفالها لم يكونوا في يوم من الأيام في الشارع وإذ هم يرهبون ويصل أحياناً لحد اعتقالهم لمدة ساعتين، كما حدث البارحة.
خمسة أيام ضيعت البوصلة؟ وتحولت من مواجهة تصرف معين إلى مواجهة المجتمع والنساء والرجال؟
نقطة آخرى: التكييف للقضية بعد يومين تقريبا من أنها تنظيم سري يعمل على زعزعة الأمن والإستقرار، خلني أقول في المقدمة، "تكييف" بمعرفتي أنا بواقع الأشخاص والمسارب والأفكار السياسية والنشاطات القائمة، تكييف باطل.
ليست هناك من خلية ولا تنظيم لزعزعة الأمن والإستقرار، وهو تكييف من اشكال تكييفات أمن الدولة، ولا غرابة لأن جهاز الأمن الوطني مع شديد الأسف لازال يتحرك بهذه العقلية وبهذا التفكير، وسرعان ما يبدء في ربط خيوط وهمية بتشكيل تنظيم يعمل على زعزعة الأمن الإستقرار، من 75 إلى 2001 ما وقف عن هذا المعنى، وأول ما انفصل واعيد تنظيمه أراد يسوي تنظيم إلى الشبكات الإلكترونية طلعها وراح يضرب الأولاد التي فيها، بعدين جاب لينا قصة الحجيرة وسواها تنظيم طويل عريض ماله أول ولا آخر، وها نحن اليوم في قصة تنظيم جديد ، هذه هي عقلية أمن الدولة! لا غرابة من ان تذهب إلى هذا النوع من التفكير.
عندك مشكلة مع خطاب تقول أنه خطاب تحريضي، سأقف مع هذا بالتفصيل في أيام قادمة، عندك مشكلة مع اساليب عمل موجودة على الأرض، بس مافي شيء سري، ومافي هذا النوع من المؤامرات، الإنسان البسيط داخل الساحة وعارفنها، اجتماع الاخوة معروفة، ومايقصرون أي شيء يسوونه حطوه في الإنترنت.
هذا التكييف بمعنى خلية او تنظيم وعمل سري هذا واضح بالنسبة إلينا تكييف خاطئ مو صحيح.
عندك مشكلة تقول في تحريض في تجاوز للقانون هذا الكلام موضوع ثاني، تتفق أنت أيضاً في الحالة الشعبية مع هذا الخطاب أو تختلف هذا موضوع ثاني، لكن هذا التكييف الذي الأن على ضوءه نريد نربط كل هذه المجموعة التي اعتقلت مع بعضها البعض، هذا تكييف واضح البطلان بالنسبة إلينا.
في موضوع آخر: رؤيتنا أن الحل الأمني خطأ، رؤيتنا أن طريق الحوار وتحمل صعوباته وحل المشاكل الموجودة هو الطريق الأمثل، ويجب ان تكون هناك مرونة موجودة من المعارضة والحكومة للوصول إلى حلول مرحلية تدريجية توافقية .. تصب في مصلحة هذا الوطن، هذا الطريق،.
أشرت في النقطة السابقة أن الحل الامني انتقل إلى المجتمع، هنا أريد أن أعطي موقف آخر.
الإعتداء على المجتمع أمر مرفوض ومدان من قبلنا، من أياً صدر، أنا ما ارضى أن احد من الشباب يعتدي على حريات المجتمع ويصادر حرياتهم، وكذلك لا ارضى من المؤسسة الرسمية أن تعتدي على المجتمع وتصادر حريته، وتفرض عليها خيارات هو بعيد عن ان يدفع ثمنها ، كيف أن الخيار الأمني بدأ يعتدي على المجتمع؟
هذه الكثافة الأمينة هي حجزت كثير من الحركة الطبيعية للناس وصادرت طبيعة حياتهم الإعتيادية.
النقطة الثانية: نقاط التفتيش التي انتشرت في عدد من المناطق، صادرة حرية الناس في الحركة واهانت الناس بلا مبرر، هذه مشكلة ستواجها الدولة وستسمر في مواجهتها.
مع الإحترام، انا لا أهين شعوب وهنا لا اوجه اهانة بقدر ما اضع تشخيص بحسب فهمي: مكون اجهزة الامن وبالخصوص مكافحة الشغب مكونها مكون حضاري وثقافي متدني، يعني ما يقدر انه يقيم نقطة تفتيش محترمة، ما يقدر ما يعرف، هو طبيعته جذي، ولا يستطيع أن يدير حوار ولا نقاش، لو شنو سويت ما بيقدر. إذن عندك مشكلة.
أنا دخلت الليلة الأولى واعتقد عرفوني فقالوا تفضل، الليلة الثانية ما بغيت أشوف هلمنظر أدخل من مدخل ثاني، هذا الشاب الي عنده 13 مدخل إلى القرية، أما المرأة والشايب العاديين فيلقون الإهانة بالألفاظ، ويطور إلى اشتباك بالايدي والإعتداء عليهم بالضرب، ويطور الى الاعتقال، هذا اعتداء على المجتمع، هؤلاء ماليهم شغل، معاكسين إلى الحرق، قبل كانوا يشتكون منه الأن يجون يشتكون منكم، من نقاط تفتيشكم.
عدد من شباب هذه المنطقة هم من المؤيدين إلى الطرق السلمية ويرفضون أي طرق آخرى، الأن هم معتقلين! هذا مو اعتداء على المجتمع؟
ماتم أنصار الحسين شدخله، عندهم فاتحة الساعة 10 أو 11 هذا مادخل هذا الماتم ااذا كان بالإجمال هو لا يؤيد، واكثر من مرة شباب هذا الماتم وصلوا لحد الإصطدام مع حرق التايرات والإطارات واذا بك تصطدم بهم اول شيء!!
وفي سائر المناطق هذا اعتداء على المجتمع هذه مصادرة حريات المجتمع الطبيعية.
النقطة الثانية : وهي أكبر وأسميها جريمة .
اختطاف عدد وهذه صارت حوادث كثيرة حوالي ثمان أو تسمع حوادث فهي ليست حوادث فردية، ولا يمكن ما نعرف منهو، لان هذا غير مقبول، وغير متصور، ومن يقوم بالاختطاف عنده اسلحة، وعنده اماكن ينقل اليها المختطفين، هذا اعتداء على المجتمع وطريقة غير مقبولة، وين الكلام عن القانون وتطبيق القانون؟
في اي مواجهة أنت لازم تملك قيمة حضارية، لازم تملك قيمة للحقيقة، لازم تملك رقي على الطرف الآخر حتى تسجل عليه انتصار، أما هذا الاسلوب يسقطها، مجموعة حوادث متعددة نشرت الوسط بعضها والبعض الآخر مسجل في الجمعيات الحقوقية ومن ضمنها جمعية الوفاق في لجنة الحقوق والحريات، هذه معالمها اختطاف من الشارع، وضع عصابات على الاعين، ثم نقلهم لاماكن، اهانتهم بالأفاظ، ضربهم ضرب مبرح، تجريدهم من ملابسهم الخارجية، تهديدهم، ابقائهم ساعات او ايام قليلة، وبعد ذلك وضعهم في بناية مهجور او ساحل أو طريق والطلب منهم أن يفتحوا اعينهم بعد مدة معينة!!
هذه جريمة وعلى السلطات أن تحقق وتوقف هذا الامر، الدولة تخسر التفوق الاخلاقي بهذه الاساليب وتخسر الدعوة القانونية بهذه الاساليب.
اشرت الى حادثة ماتم انصار الحسين وحوادث الاعتقاال الاصطدام مع المجتمع في نقاط التفتيش.
والبارحة ضربوا (المسحر)، احنا بمنطقة البلاد مازال عندهم يطبلون، وهذا تقريبا يطلع من الساعة وحدة ونص لأن يروح طشان وبعدين يجي إلى منطقة الخميس ويروح إلى جنوب، فعنده مسافة طويلة، فعند نقطة التفتيش ضربوه، ويش دخل هذا في الإحتجاج؟
اقول: في ختام هذا الكلام المر والمؤذي الى النفس لا نريد لبلدنا الدخول في دوامات التوترات الامنية، وسنعمل في كل ما في ايدينا عبر جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وعبر الجمعيات الست والجمعيات السياسية الاخرى التي ممكن ان تتواصل معنا وتتفق معنا على أي حد ادنى من طريقة المعالجة، ومع قوى المجتمع الاخرى، وسنتحرك في الايقاع الوسط العلمائي باكلمه، قريب وبعيد، وفي اطار التواصل مع كافة القوى المقاطعة والمشاركة، وعبرالتواصل مع الجهات الرسمية من اجل منع الانزلاق الامني وكلفة الانزلاق الامني على الناس وعلى الوطن وعلى الدولة.
نستعين بالله سبحان وتعالى وبوعيكم ومساندتكم في مختلف الخطوات التي نزعم وننوي القيام بها، نقدم ذلك اخلاصا لوطننا واهلنا راجين رضى الله سبحانه وتعالى، قلبونا يمؤلها محبة الخير للجميع وان يسود الامن والاستقرار والطمئنينة وان يشعر الجميع بالراحة، وان يستطيع الجميع ان يؤدي عمله في المعارضة او في السلطة بعيدا عن لغة القوة والتدافع الامني الذي سيضر بنا جميعا
كنت اخالج نفسي ان لا اتحدث الا في الشان الاخلاقي وتربية النفس ولكن مع شديد الاسف حدث هذه الاحداث الى هذا الخطاب.
التعليقات