كربلاء... في استقبال عاشوراء
شبكة النبأ: حركة دؤوبة واستعدادات استثنائية تشهدها مدينة كربلاء المقدسة التي تستقبل شهر محرم الحرام مستنفرة كل طاقاتها الأمنية والصحية والخدمية، والتي تشتد ذروتها خلال أيام عاشوراء حيث تحتضن المدينة في هذه الأيام مناسبة مؤلمة هي ذكرى استشهاد أبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) وصحبه وأهل بيته الأطهار.
وشهدت مدينة كربلاء التي اتشحت أبنيتها وشوارعها بالسواد استعدادات مبكرة لاستقبال أيام عاشوراء التي تعد من أعظم المناسبات وقدسها تشهد إقامة بعض المراسيم الضخمة منها ركضه طويريج وزيارة عاشوراء المليونية، وقد باشر أهالي كربلاء وكعادته في كل عام بتهيئة ونصب تكيات العزاء الخاصة التي تظم المنابر المجهزة بـمصابيح خاصة يمثل عددها عدد أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) والبالغ عددهم 73، وهي شعار يرمز لاستقبال أيام عاشوراء واستقبال ركب الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (ع).
هذا بالإضافة تهيئة ونصب سرادق الخدمة الحسينية التي تهتم بتقديم كل احتياجات الزوار ومتطلباتهم وتهيئة الأجواء المناسبة لهم والتي انتشرت في عموم خارطة كربلاء التي تعتبر اليوم اكبر بيت عزاء في العالم. شبكة النبأ المعلوماتية شاركت أبناء كربلاء استعداداتهم والتقت بعض أصحاب الموكب والهيئات الخدمية الذين واصلوا العمل دون انقطاع في سبيل تعظيم شعائر الله والتشرف بخدمة زوار سيد الشهداء(ع)،
وقفتنا الأولى كانت مع السيد حسن هادي إبراهيم الموسوي رئيس هيئة أنصار الزهراء (عليها السلام) والذي قال: مع حلول هذه الأيام المباركة تبدءا الاستعدادات بشكل مبكر وقد بدائنا بذلك بعد عيد الغدير مباشرة حيث قمنا بتهيئة احتياجات الموكب ومستلزماته الضرورية ليكون جاهز ومكتمل خلال أيام عاشوراء، ويضيف الموسوي، الهيئة تقدم خدماتها المتواصلة للزوار الكرام منذ اليوم الأول وحتى الـ13 من المحرم وكل ما يقدم هو بجهد فردي وتمويل شخصي نرجو من خلاله شفاعة الإمام الحسين(ع).
السيد غالب الغرابي صاحب موكب خدام الحسين يقول لشبكة النبأ: بسم الله الرحمن الرحيم: ومن يعظم شعار الله فأنها من تقوى القلوب، في هذه الأيام المباركة نستذكر بألم وحزن واقعة الطف المؤلمة التي جرحت قلوب الجميع ومع استذكار هذه الفاجعة الأليمة نستعد بشكل مبكر لتهيئة واستقال أيام عاشوراء حيث نقوم بنصب وتهيئة الموكب وتوفير كل مستلزمات الزوار الوافدين الى المدينة حتى نتشرف بخدمتهم، ويقوم موكبنا بتقديم وجبات الطعام وغيرها من المواد الضرورية هذا بالإضافة لتوفير أماكن النوم والراحة، ويضيف الغرابي: أدعو جميع الإخوة الزائرين وأصحاب الموكب والهيئات الى ضرورة التعاون مع الأجهزة الأمنية ومساعدتهم من خلال تسهيل مهامهم اليومية ورفدهم بأي معلومة مهما كانت بسيطة فالأمن مسؤولية الجميع.
الأخ حمودي كاظم صاحب أحدى الموكب الخدمية شاركنا الحديث قائلاً: تبدأ استعداداتنا قبل أكثر من أسبوعين حيث نقوم بتهيئة وإعداد التكية الخاصة وتوفير كافة مستلزمات مراسم العزاء والتي تبدأ منذ اليوم الأول لشهر محرم حيث نقوم بتوفير الطعام وكذلك المشروبات كـالشاي والحليب والعصائر وغيرها من المستلزمات الضرورية، كما ونقيم في هذا الموكب مجلس عزاء يومي هذا بالإضافة الى مشاركتنا في مواكب الزنجيل و التطبير.
أبو ميثم رجل خمسيني التقيناه وهو يشتري بعض مستلزمات واحتياجات شهر محرم الذي اعتاد أهالي كربلاء على توفيرها في مثل هكذا مناسبات فقال: أنا معتاد على إقامة وحياء الشعائر الحسينية منذ سنوات وكنت أتمنى ان أوسع خدماتي من خلال إقامة موكب متخصص لكن إمكاناتي المادية لا تساعدني لذا لاازال أقيم خدماتي في داري المتواضعة التي تشع نورا بذكر الحسين(ع)، فانا أقيم مجلس عزاء متواصل طيلة أيام عاشوراء مع تقديم بعض الخدمات التي أوفرها من خلال توفير بعض الأموال وها إنا الآن أتبضع لأجل هذه المناسبة العظيمة.
من جانب أخر أعلنت الحكومة المحلية في كربلاء المقدسة عن خطتها الخدمية والأمنية استعداداً لاستقبال الزائرين والوافدين الى المحافظة في شهر محرم، حيث قال محافظ كربلاء في مؤتمر صحفي مشترك مع عدد من المسؤولين في المحافظة وقائد عمليات الفرات الأوسط الفريق "تم الانتهاء من وضع الخطة الخدمية لزيارة شهر محرم وزيارة عاشوراء والتي ستشترك بها وزارات التجارة والتربية والنقل، وتمت تهيئة ساحات للسيارات على مداخل المحافظة لنقل الزائرين من والى وسط المدينة".
ودعا محافظ كربلاء وزارة النقل الى "اتخاذ الإجراءات الكفيلة لتلافي أزمة النقل التي تتكرر في كل عام والإسراع بانجاز مشروع خط سكة الحديد الذي سيكون كفيلاً بإنهاء أزمة النقل، لاسيما وانه يربط كربلاء بالمحافظات الجنوبية بالعاصمة بغداد"، مشيرا الى ان "الخطة الخاصة للمناسبة غالباً ما تسير بأنسابية ولا تواجهها أية معوقات ما عدا عملية نقل الزائرين".
من جانب أخر أكد قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق عثمان الغانمي الاستعدادات لتامين حماية الزائرين خلال شهر محرم، لافتا الى انه "بالإضافة الى وجود 30 ألف عنصر أمني لتأمين أجواء الزيارة، طالبنا وزارتي الداخلية والدفاع بدعم قواتنا بعدد من الأفواج وتوفير الغطاء الجوي". وأشار الى ان "الخطة الأمنية الخاصة بهذه الزيارة ركزت على تفعيل الجانب الأستخباري للحد من أي خرق امني قد يحدث، والكشف عنه قبل وقوعه".
هذا وتشهد أحياء كربلاء ومناطقها الشعبية استعدادات مماثلة لاستقبال هذه المناسبة العظيمة حيث تم نصب مئات التكيات والسرادق كما انتشرت معالم الحزن في جميع الأزقة والبيوت والجوامع والحسينيات.
شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 17/تشرين الثاني/2012 - 2/محرم الحرام/1434