جرائم الانترنت: من القرصنة الى الجريمة المنظمة
نسبة ضحايا الاعتداء الالكتروني تصل الى 35%
شبكة النبأ: تطورت جرائم النصب على شبكة الانترنت عن زمن الاحتيال الساذج فيما مضى عندما كان أمراء نيجيريون مزيفون يبعثون برسائل بالبريد الالكتروني للضحايا يخبرونهم فيها بأن ثروة طائلة ستهبط عليهم فجأة اذا وفّروا أرقام حساباتهم المصرفية فحسب.
وفي استمرار جديد لضرب الأزمة الاقتصادية لمختلف مجالات الحياة، حذر خبير أمن الكمبيوترات، توم باورز، من أن قراصنة المعلوماتية "الهاكرز"، سعياً وراء المال السريع، بدأوا بتنظيم أنفسهم في مجموعات أشبه ما تكون بتلك الخاصة بالجريمة المنظمة، وذلك لاختراق حسابات المشتركين بالانترنت للحصول على أموالهم، عبر سرقة أرقام أرصدتهم المصرفية أو بطاقاتهم الائتمانية.
وبالإضافة إلى ذلك، أكد باورز، في كلمة له بقمة "الدفاع في الأمن المعمق للكمبيوترات"، التي عُقدتن في دبي الخميس، أن الشركات التجارية باتت شريكة في هذه الجريمة، حيث أخذوا يسعون لاستخدام هؤلاء القراصنة للدخول إلى مواقع مؤسسات أخرى، وذلك لسرقة معلومات تتعلق بأعمالهم وعملائهم وموظفيهم، وعن آخر أنشطتهم مثل المناقصات ومشاريعهم المستقبلية.
وبالنسبة للدول، فرغم أن هذه الأخيرة تحارب هذه الظاهرة بشكل علني، إلا أن باورز رأى أنها أيضاً أصبحت تدخل في عملية القرصنة الإلكترونية، وذلك كي تتجسس على دول أخرى لمعرفة أسرارهم المختلفة من اقتصادية وتقنية.
وحول دلالة هذه المسألة بين باورز أن مسألة القرصنة الإلكترونية لم تعد كما كانت بالسالف، حيث يمارسها مجموعة من الهواة الذين يبتغون الشهرة أو بعض التسلية، بل أضحت هذه الممارسات منظمة ولها أسسها وقواعدها. بحسب سي ان ان.
فتبدأ هذه العمليات، عندما تريد جهة ما الدخول إلى الموقع الإلكتروني لطرف آخر، فتبحث عما يسمى بـ"الضامن"، الذي من شأنه أن يجد "القرصان" الذي عليه أن يخترق كمبيوتر الشخص أو الشركة المستهدفة.
ويكون "الضامن" هو الوسيط بين الطرفين، والوحيد الذي يعرف هوية الجهة التي تبتغي هذه المهمة، ومن هو "القرصان" الذي تم استخدامه لأدائها، حيث يتقاضى نسبة من كل عملية نتيجة لهذه الوساطة.
واللافت، برأي باورز، أن القراصنة عادة ما يحاولون، إن لم يطلب منهم أحد مهمة معينة، الدخول إلى المواقع الإلكترونية الاجتماعية، مثل Facebook، وذلك للعثور على ضحاياهم، والطريف أنهم يستخدمون نفس هذه المواقع للتخاطب فيما بينهم، حيث كشفت السلطات أكثر من مرة مجموعة منهم عبر مراسلاتهم الاجتماعية.
وثمة دلائل، بحسب باورز، على أن القراصنة يسعون إلى اختراق وسائل اتصالات أخرى مثل الـBluetooth في محاولة منهم للعثور على معلومات مالية، مثل أرقام بطاقات الائتمان أو أرقام حسابات البنوك.
محتالو الانترنت يزدادون دهاء مع نمو الجريمة الالكترونية
وتطورت جرائم النصب على شبكة الانترنت عن زمن الاحتيال الساذج فيما مضى عندما كان أمراء نيجيريون مزيفون يبعثون برسائل بالبريد الالكتروني للضحايا يخبرونهم فيها بأن ثروة طائلة ستهبط عليهم فجأة اذا وفروا ارقام حساباتهم المصرفية فحسب.
وحتى مع محاولة السلطات القضاء على هذه الخدع وعمليات الاحتيال الاخرى عن طريق البريد الالكتروني والانترنت يزداد المحتالون دهاء ويعثرون على ثغرات جديدة لاستغلالها.
والاغلبية الساحقة من رسائل البريد الالكتروني تصنف ضمن البريد المزعج وهناك نسبة غير معلومة من هذا البريد تهدف الى الاحتيال. ويعني نطاق الاحتيال الالكتروني أن بوسع المجرمين تحقيق مكاسب ضخمة حتى اذا لم تنخدع سوى نسبة صغيرة من الناس. بحسب رويترز.
ويشير الاحتيال الالكتروني عادة الى رسائل الكترونية مخادعة يزعم أنها من بنوك او مصادر أخرى جديرة بالثقة تسعى الى خداع متلقيها للكشف عن أرقام حساباتهم المصرفية او بطاقاتهم الائتمانية وكلمات السر الخاصة بها.
وحققت الحكومة الامريكية انتصارا كبيرا في نوفمبر تشرين الثاني حين تم اغلاق شركة مكولو كورب التي تستضيف مواقع الانترنت. وتتفاوت التقديرات لكن صحيفة واشنطن بوست قالت ان 75 في المئة من اجمالي الرسائل المزعجة على مستوى العالم كانت ترسل من خلال هذه الشركة وحدها.
لكن شركة بوستيني المتخصصة في الامن والتابعة لجوجل قالت ان الرسائل الالكترونية التي تعرض حميات النجوم وحبرا رخيصا للطابعات واسقاط ديون البطاقات الائتمانية او توفير المتعة الجنسية وجدت طريقا جديدا الى صناديق البريد الالكتروني.
يقول ادام سويدلر مدير التسويق بشركة بوستيني التابعة لجوجل ان مرسلي البريد المزعج يستخدمون الان أجهزة كمبيوتر متنوعة لارسال رسائل الكترونية مزعجة للتشويش على أصولها مما يعني أن تكرار اغلاق مثير على غرار ما حدث مع مكولو سيكون أصعب.
وذكرت جوجل في مدونة عن الامن أن المحتالين تخلوا الى حد كبير عن البريد المزعج الذي يسهل اكتشافه - مثل الامير النيجيري - لصالح "بريد مزعج قائم على الموقع" اكثر تطورا يوجه الضحية الى موقع الكتروني يناقش كارثة محلية او قضية مماثلة. واذا ضغط على تسجيل الفيديو المعروض يقوم الموقع بتحميل فيروس على كمبيوتر المستخدم.
دعوة للتضامن في مواجهة جرائم الانترنت
"العاملون في مجال امن وحماية الانترنت مدعوون لتوحيد جهودهم من اجل مكافحة جرائم الانترنت، ومجرمي الانترنت الذين اضحوا على درجة عالية من التنظيم والتنسيق". جاءت هذه الدعوة خلال مؤتمر سان فرانسيسكو الذي نظمته شركة آر اس ايه المتخصصة في مجال امن وحماية البرمجيات. ويعتبر هذا المؤتمر هو الحدث الاكبر من نوعه الى الان.
وقال آرت كوفيللو رئيس شركة آر اس ايه ان محتالي الانترنت " لا يلتزمون بأي قواعد قانونية" و " يتحكمون في الاف من اجهزة الكمبيوتر التي عبث بها". بحسب رويترز.
وتفيد اخر التقارير ان قراصنة الانترنت قد تسللوا الى كل شيء من شبكات الكهرباء بالولايات المتحدة الى وزارة الدفاع الامريكية " البنتاجون".
وفي خطابه في المؤتمر شدد كوفيللو على الا تستهين صناعة البرمجيات بالاخطار الامنية التي تهدد الشبكة العالمية ومستوى التطور الذي وصل اليه المجرمون.
وقال ان " خصومنا يعملون وكأنهم نظام بيئي يزدهر من خلال الاعتماد المتبادل ويتكيف بشكل مستمر لضمان النمو والبقاء".واضاف ان ذلك يعني انه حان الوقت من اجل ان يتضامن العاملون في صناعة أمن الكمبيوتر لهزيمة العناصر الاجرامية بشكل عام".
وقال "يجب أن نتخلى عن العمل بشكل منفرد كي نتمكن من حل مشكلات امن المعلومات وان نعمل بشكل جمعي بهدف خلق عملية تنمية مشتركة".وكشفت الاحصاءات التي عرضت خلال المؤتمر الكيفية المتزايدة التي يستغل فيها المحتالون الانترنت.
فقد ذكرت شركة سوفوس العاملة في مجال امن البرمجيات ان كل صفحة على الانترنت تتعرض لفيروسات كل 4.5 ثانية وانه يتم اكتشاف اكثر من 20 الف من البرامج الضارة الجديدة.
وقالت شركة سيمانتك، وهي احدى كبرى شركات امن البرمجيات في العالم، انها منعت 245 مليون هجوم شهريا عام 2008 - اي ما يوازي تقريبا 200 الف هجوم كل نصف ساعة.
البرلمان الفرنسي يقر قانونا لمحاربة القرصنة على الانترنت
وفي فرنسا أقر البرلمان قانونا بمعاقبة المتورطين بأعمال قرصنة على الانترنت بشكل يصل إلى قطع اشتراكهم في شبكة المعلومات الدولية لو ضبطوا وهم يقومون بتحميل غير قانوني للمرة الثالثة. وكان البرلمان قد رفض الشهر الماضي تأييد القانون المدعوم من الرئيس نيكولا ساركوزي. ويحظى القانون بدعم صناعة الأفلام والتسجيلات الموسيقية.
وبمقتضى هذا القانون يتم في البداية تحذير من يمارس القرصنة برسالة على بريده الاليكتروني ثم بخطاب وأخيرا بقطع اشتراكه لمدة سنة لو ضبط للمرة الثالثة. بحسب فرانس برس.
ولكن حذرت بعض جماعات المستهلكين من ان بعض الأبرياء قد يتعرضون للعقاب إذا سرق القراصنة هويات حاسوباتهم.
ووصف باتريك بلوش، نائب الحزب الاشتراكي المعارض القانون الجديد بانه "خطير وليس به اي منفعة للفنانين ولا لمستعملي الإنترنت".
في حين قال جون كنيدي رئيس شركة جلوبال ميوزيك ان القانون الجديد يمثل طريقة فعالة لمحاربة القرصنة على الانترنت".
نسبة ضحايا الاعتداء الالكتروني تصل الى 35%
وقالت اخصائية تعزيز الصحة بوزارة الصحة الدكتورة وفاء الشايجي ان نسبة ضحايا الاعتداء الالكتروني تتراوح مابين 9 الى 35 في المئة حسب اخر الدراسات العلمية العالمية.
واوضحت الشايجي، ان من انواع الاعتداءات الكترونية لمستخدمي مختلف انواع التكنولوجيا الالكترونية هي التعليقات الكريهة التي تضايق الاخرين وتصل نسبتها الى 32 في المئة ونشر اشاعات مبغضة وتصل نسبتها الى 13 في المئة اضافة الى التهديد او التعليقات العدائية التي تصل نسبتها 14 في المئة.
وذكرت ان الدراسات بينت ان الجرائم الالكترونية من مستخدمي الانترنت الذين تتراوح اعمارهم مابين 10 اعوام الى 17 عاما ارتفعت معدلاتها الى 15 في المئة في حين كانت نسبتها ستة في المئة عام 2000 اي بزيادة تقدر بنحو 9 في المئة.
وقالت ان التكنولوجيا الالكترونية تسمح للمراهقين باخفاء هويتهم سواء عن طريق الارسال او من خلال البريد الالكتروني عن طريق استخدام هوية أي شخص اخر مشيرة الى ان الدراسات افادت ان مابين 13 الى 46 في المئة من ضحايا ومرتكبي الجرائم الالكترونية لا يعرفون هوية الشخص الذين يضايقهم.
واضافت الشايجي ان 22 في المئة من الشباب الذين اعترفوا بهذه الجرائم اكدوا عدم معرفتهم بضحاياهم في حين بينت ان مرتكبي الحوادث هم تلاميذ في المدراس. بحسب تقرير لـ كونا.
واوضحت ان هناك علاقة وثيقة بين التكنولوجيا والمراهقة فكلاهما ينموان ويسيران بخطى سريعة ودائمة التغيير مشيرة الى ان المراهقين في الأجيال السابقة كانوا يتأثرون بالتكنولوجيا الحديثة بسرعة مثل مشغلات الكاسيت والتلفزيون والفيديو في حين شهد العقدين الماضيين انفجارا علميا في وسائل التكنولوجيا الحديثة.
وقالت الشايجي ان الوسائل الحديثة المختلفة كالتليفونات المحمولة ووسائل الانترنت المختلفة مثل البريد الالكتروني وغرف المحادثة والمنتديات والمواقع الشهيرة مثل (ماي سبيس) و (فيس بوك) وغيرها اوجد ظاهرة العداء الالكتروني. وذكرت ان العداء الالكتروني هو اي نمط للمضايقة من خلال البريد الالكتروني او حجرة المحادثة أو الرسائل الفورية أو في المدونات أو في أحد مواقع الشبكة مؤكدة ان المراهقين في الكويت لن يكونوا بعيدين عن هذه المضايقات الالكترونية لان العالم بواسطة الانترنت اصبح متشابه ومتشابك بلا حدود. وذكرت من امثلة العدوان الالكتروني هي الكشف عن معلومات شخصية لفرد آخر وذلك للجميع لكي يسبب له الاحراج والفضيحة ونشر اشاعات أو اكاذيب عن شخص ما في المنتديات العامة اضافة الى نشر صور فاضحة لشخص ما و ارسالها عن طريق البريد الالكتروني.
وافادت الشايجي ان مرتكبي العداء الالكتروني من المحتمل أن يكونوا متورطين في بعض السلوكيات الخطيرة الأخرى اضافة الى ان بعض الشباب مرتكبي الجرائم الاكترونية تعرضوا الى العداءات وجها لوجه سابقا على حسب الدراسات العلمية.
ودعت الى توعية الابناء عن طريق اولياء الامور والمعلمين في المدارس من خلال ارشادهم في حال تعرضهم للعدوان الالكتروني اضافة الى زيارة مواقع الانترنت التي يزورها الابناء والتعرف على سلبياتها وايجابياتها. كما دعت الى تقوية التواصل بين الابناء واولياء امورهم لتوفير الحماية لهم والحفاظ عليهم من مخاطر هذه الاعتداءات الالكترونية.
شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1/حزيران/2009 - 4/جمادى الآخرة/1430