مقابلة مع السيد ضياء الموسوي
بسم الله الرحمن الرحيم
تم إجراء هذه المقابلة بواسطة منتدى رعاية البحرين ورأينا أن نضعها في هذا المنتدى الطيب تعميما للفائدة ..
ورابط الموضوع هو :
http://www.bahraincare.com/showthread.php?threadid=3-----------------------
السيد ضياء الموسوي . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسر موقع منتدى رعاية البحرين أن يرحب بالسيد الكريم الذي لبى الدعوة لعقد هذا اللقاء الخاص الذي يصب في طريق إثراء القارئ بأفكار حيوية إسلامية عن طريق فكر رصين وعقل منفتح وقلب واسع مع السيد العزيز السيد ضياء الموسوي نرحب بكم يا سيدي ضيفا كريما بين أهلك وأحبائك وإنه لشرف كبير أن تكونوا أول ضيوفنا في هذا البرنامج متمنين من الله العلي القدير أن يوفقنا لذلك وأن ينتج هذا اللقاء عن وصولنا إلى الأهداف التي سعينا لأجلها من عقد هذا الحوار معكم أيها السيد الذي طالما أثريتم المستمع لخطابكم والقارئ لأفكاركم روح الإسلام وسماحته وفكره الثاقب في قلوب الناس وإننا لندعو منكم أن تتحفونا بحواركم الهادف ولعل في هذا ما يدفعكم ويشجعكم على تحمل ما نكلفكم به من جهد فكري لاستخراج الإجابات من الكنز الإسلامي الوافر .
الحوار المعد ينقسم إلى ثلاث محاور رئيسية هي :
الأول : المرحلة الراهنة والوعي الشعبي
الثاني : إشكاليات في الثقافة
الثالث : الإسلام والديمقراطية مع أم ضد
المحور الأول : المحور الوطني :
منتدى رعاية البحرين : قبل البدء في الحوار إليكم هذه النبذة البسيطة عن السيد ضياء الموسوي :
السيد ضياء الموسوي : متزوج له إبنان وهما سيد حسين وسيد علي , درس العلوم الإسلامية في حوزة قم لمدة عشر سنوات وصل إلى دراسة البحث الخارج ودرس على يد آية الله السيد كاظم الحائري والسيد حسن الجواهري والسيد حسين الشاهرودي , أنهى دراسته الجامعية فهو حاصل على شهادة البكالريوس في الاداب يقدم الان شهادة الماجستير ,شاعر له مساهمات في الصحافة من شعره عن فلسطين :
أسكر بلادك من دماك فإنمـا******أرض بلا دم تزول وتذهــــب
وكن الفتى يهوى الحياة كريمة******بسلاح همته يصول ويرعـــب
واترك حياة الخائفين فإنهــا******عيش الضعيف وعيشها لا يطلب
والثأر يؤخذ بالأسنة وحدهـا******والحق دوما بالجماجم يطلـــب
وله في الغزل :
لو آن للعين بأن تكتبــــا******وللرموش السود أن تطنبــا
لقالت الحب له وحــــده******ذنبا أتى أوجائني مذنبـــا
نمت على أهدابه ليلــــة******أسكرت فيها النجم والكوكبـا
بنيت قصرا فقوق أهدابه******فاق قصور الملك فوق الربـــا
والآن ننتقل إلى الأسئلة :
منتدى رعاية البحرين : برأيكم هل وصل الشارع البحريني إلى مستوى وعي المشاركة السياسية ؟ وإذا كانت الإجابة لا فما هي الطريقة المثلى في وجهة نظركم التي تساعد على تنمية الوعي السياسي لدى المواطن ؟
السيد ضياء الموسوي : أعتقد أن المجتمع البحريني قادر إلى الوصول إلى مراحل متقدمة من الوعي والوعي أمر نسبي ففي الوقت الذي فيه اثبت الشعب قدرته للوصول إلى خيار المشاركة الشعبية وحتمية ترسيخ دولة القانون والمؤسسات ورغم انه يمتلك شرعية تاريخية فلا أحد يستطيع أن يزايد على تاريخه النضالي في تحقيق العدالة الاجتماعية ورفع الغبن السياسي ألا انه ما زال هناك بعض تراكيب الخطأ في عقلية جزء من الجمهور في علاجه للقضايا
منتدى رعاية البحرين : أين يكمن الخطأ في اعتقادك ؟
السيد ضياء الموسوي : أنا اعتقد أن خيار الشعب البحريني وخصوصا في داخل البيت الشيعي يجب أن يتجاوز بعض الرؤى وبعض الأفكار والتي اختلقت في ظروف خاصة في تعاطيهم للواقع مثلا نحن نحتاج أن نرسخ ثقافة التعايش والتسامح فيما بيننا وأن لا نكبر ونهول من حجم الخلافات الأدائية والسياسية التي هي طبيعة في المجتمعات وخصوصا المجتمعات الحديثة في تعاطيها للواقع السياسي .
منتدى رعاية البحرين : ماذا تقصد من التعايش ؟
السيد ضياء الموسوي : اعني بذلك التعايش فيما بيننا أنا اعتقد انه ما دمنا نحن في داخل هذا البيت نلتقي على أصول العقيدة وفروعها ونختلف مع بعضنا ى في مسائل بعيدة عن ذلك فهذا لا يعمل على تعميق الخلافات . . . أنا أعتقد أن المآتم الحسينية البحرينية يجب أن ندخلها بدون استثناء أن لا نحمل عقدة المأتم ولا عقدة التقليد لأن القواسم كثيرة والمستقبل الوطني البحريني يحتاج إلى أناس يلتقون على صيغة عمل بعيدا عن تسييس الشعار هناك كلمة جميلة للشهيد حسن البنا يقول علينا أن نتعاون فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه)علماء الاجتماع يقولون أن الجيل الواحد لا يتحمل أكثر من نكسة ونحن في تاريخنا السياسي الحديث مليئ بالنكسات وحتى على مستوى المواقع الاجتماعية نحن نلحظ كيف إن المؤسسات المدنية أصبحت تحزب بطريقة ملفتة للنظر وقد تصب في صالح الفئوية وقد ترهل بالبيروقراطية ونحن ليس لنا أي دور إلا البكاء على الأطلال لأننا باختصار مشغولون بأنفسنا وفي معارك وهمية التحزب , قد يأتي من قوى سياسية , قد يأتي من نفعيين , المواقع التي يجب أن يكون للمرأة المسلمة الملتزمة دور فيها , أصبحنا لا نرى حضورا واضحا فيها لأن باختصار البعض ما زال يتعمق في مسائل (عورة الصوت ) أو عدم إدخال المرأة ولو بحجابها على هذه الأماكن رغم أن هناك جدلا فقهيا في هذا الشان هناك مصالح عليا ( للإسلام )هناك في علم الأصول مبدأ التزاحم والذي يعني تقديم ما هو أولى شرعيا وفقهيا لصالح العقيدة السمحاء في حالة تزاحمه من أمر آخر لكن باختصار الكثير من المواقع تضيع والسياسة تحتاج على متشرعين إستراتيجيين لا إلى ساسه دون شرع ولا إلى شرعيين دون سياسة .
منتدى رعاية البحرين : هل تعتقد أننا نمتلك كفاءات نسوية وأرجو أن تكون الإجابة بعيدة عن التهويل فإذا كانت الإجابة نعم أين هم هؤلاء النساء لماذا لا نرى في الصحافة إلا نساء أصحاب البدعة والسفارة رغم أطروحاتهن المتواضعة إلا أنهن يشاركن وحجاب إسلامي لماذا لا نسمع نساء ملتزمات يشاركن في مؤتمرات كبيرة وإذا كان هناك حرج فقهي فما هو تفسير وجود المرأة في قناة المنار ونقاشها للمفكرين الرجال وحضورهن في ساحات عملاقة مع السيد حسن نصر الله وإلقاءه على النساء كلمات توجيهية ألا تعتقد سماحة السيد أننا نزايد على هؤلاء في مسألة الاحتياطات تجاه المرأة ؟
السيد ضياء الموسوي : أنا أعتقد أن الإسلام لا يمانع دخول المرأة في العمل السياسي والميداني ما دامت ملتزمة بدينها أنا أطمح أن تأخذ المرأة المسلمة في البحرين دوراَ أكبر في الصحافة والمؤتمرات وغيرها ما دامت منضبطة شرعيا ومادام الأمر بعيدا عن المحاذير الشرعية .
ولذلك أنا أقول ما المانع من مشاركة المرأة الملتزمة في الصحافة والمواقع لا التي يستطيع أن تدافع بها عن دينها وعن إيديولوجيتها , بنت الهدى أخت الشهيد الصدر كانت تمارس دورا كبيرا في هذا الاتجاه زهراء بنت الإمام الخميني كانت تلقي المحاضرات في المحافل العامة وكانت محل اعتزاز لدى الجميع هناك مؤتمرات في قم مع و جود عدد كبير من الجمع المبارك للفقهاء تشارك المرأة بحجابها وتلقي مع وجود هذا الجمع ولعلكم في التلفاز تشهدون نجاحن لا نريد قفزات على واقعنا وأعرافنا نحن نريد تفهما في هذا الاتجاه وتوازنا في حدود المعقول فأنا أؤمن انه لا إفراط ولا تفريط غدا سيرشح نساء لمقاعد البرلمان وستكون في هذا المحفل الكبير ماذا نفعل إذا لم نهيئ نساء قادرات على المرافعة عن المطالب الوطنية والإسلامية ولنثبت أن الإسلام أقوى من الغرب ومن كل هؤلاء هناك عملية انضباط , عملية توازن ومراعاة للشريعة في كل هذه الأمور يجب أن نأخذ بها .
منتدى رعاية البحرين : سماحة السيد ألا تعتقد أننا ما زلنا نبالغ في الخصومة ضد بعضنا حتى في أنفسنا نحن الذين شاركنا في بناء هذه المرحلة الإنتقالية , وإلا ماذا تفسر إلى الآن يوجد أناس لا يكلمون بعضهم البعض رغم أنهم سجنوا في سجن واحد وعذبوا وربما يلتقون في 98% من الأفكار ؟
السيد ضياء الموسوي : المشكلة أننا نبالغ في الخصومة بطريقة غير مبررة واعتقد هذا راجع إلى البنية الفكرية وإلى طبيعة التكوين الثقافي الذي نعيشه نحن نحتاج إلى ثقافة تعايش نحتاج إلى تواصل إجتماعي إلى بث السلام بين بعضنا إلى التزاور إلى إزالة بعض هاجس الثقة الزائد والغرور من أننا دائما على صواب والباقي على خطأ كل إنسان يجب أن يضع له مساحة في عقله أنه ربما ما يعتقده من ( اليقينيات السياسية ) ربما هي أوهام لذلك أنا لا أجد مبرراَ واقعيا أو عمليا أن يكون هناك خصام أنا أعتقد أن العاقل والعقلاني هو من لا يضخم أي خلاف مع إخوانه , العاقل يفكر في الإستراتيجيات بعيدة المدى يحاول أن يستشرف المستقبل وليس ذلك الذي يضيع وقته في قال فلان وقال فلان وقلد فلان وماذا يعمل فلان , نحن في عالم الأقوياء في عالم السرعة والسبق , في عالم ( التكويش ) كل شئ سيؤخذ من يدك وأنت ضائع في زقاق ومختلف على مأتم . . .
منتدى رعاية البحرين : تعقيبا على ما تحدثتم برأيكم كيف نستطيع أن نلملم بعض الشتات في البيت الشيعي لكي يساهم بدور فاعل في البيت البحريني بشكل أوسع نحن وإخواننا من أهل السنة .
السيد ضياء الموسوي : البيت الشيعي باختصار يحتاج إلى توحد تحت قيادة مركزية يكون على رأسها العلماء الأفاضل وخصوصا الشيخ عيسى أحمد قاسم وسماحة الشيخ عبد الأمير الجمري وسماحة السيد عبدالله الغريفي نحتاج فعلا إلى مجلس علمائي موحد لهؤلاء لأنني اعتقد انهم صمام أمان على مسيرتنا في هذا الطريق والمجلس قابل للتكامل بطريقة تحمل دخول آخرين من البيت وعندما أقول الثلاثة لا أعني إلغاء أي شخصية قابلة لدفع عجلة المجلس إلى الأمام وطبعا هذا مجرد سيناريو أطرحه وأظن أنه محل هم لدى الجميع .
المحور الثاني: المحور الثقافي:
منتدى رعاية البحرين : لمن تقرؤون سيدنا وما هي ميولك على المستوى الثقافي؟
السيد ضياء الموسوي : أنا أحب الشعر والأدب العربي أكتب الشعر العمودي لأن تخصصي في الجامعة في الأدب العربي... أحب أن أقرأ كثيرا في القضايا الثقافية بشكل عام ، أحب قراءة الكتب السياسية خصوصا لهيكل وعادل حمودة ، وفي الشعر أميل للجواهري وفي القضايا التنظرية يعجبني النفيسي أما في القضايا البوليسية أحب قراءة أجاثا كرستي. أما في العقائد والقضايا الفكرية فالسيد الصدر ومطهري.
منتدى رعاية البحرين : هل تقرأ للمثقفين العرب ؟
السيد ضياء الموسوي : أقرأ إلى أكثرهم ولكن يتعبني كثيرا الخلط الواضح أو عدم احترام التخصص أحيانا في بعض كتاباتهم ؟
منتدى رعاية البحرين : مثل من ؟
-نصر حامد أبو زيد ، محمد أركون ، الجابري ، محمد شحرور بعض كتبهم لا تخلو من إشكاليات فقهية أعني بذلك لا تخلو من خلط أو إرباك وأحيانا يصل الإسفاف والتعسف؟
منتدى رعاية البحرين : مثل لذلك ؟
السيد ضياء الموسوي : محمد شحرور في كتابه الكتاب والقرآن قراءة معاصرة.. يصل إلى نتيجة أنه يجوز للمرأة أن تخرج بشورت ويدعي أن الآيات تنتصر إلى نظريته في هذا الشأن.
- نصر حامد أبو زيد يصف القرآن بأنه تاريخاني أي صالح لبعض الظروف ويعتبره جزءَ من التراث ويدعو إلى تغيير بعض الآيات كآيات الأرث.
منتدى رعاية البحرين : هل تخشى من الحداثة ؟
السيد ضياء الموسوي : نعم الكتب الحداثية إذا انفلت فيها الشاب دون أن يكون مرتكزا على عقائد قوية قد يصبح من اللاأدريين الديكارتيين يشكك في كل شيء لا يوجد عنده ثابتة يستند عليها ..
منتدى رعاية البحرين : ألا يعتبر هذا إرهاب ثقافي أو تخوف من الآخر ؟
السيد ضياء الموسوي : لا أبدا أنا أقرأ للجميع أقرأ لسلامة موسى ولويس عوض وعلي حرب وصادق الجلال العظم وإلى كل هؤلاء لكن لم أتأثر بأطروحاتهم العقيدية ولكن الشاب الذي لم يدرس يوما كتاب عقيدة ألا تعتقد أن سيقع في مأزق كبير... نحن يجب أن نحصن أنفسنا أولا وهذا لا يعني أن الثقافة محصورة في بعض الكتاب ، هناك كتاب مثقفون يطرحون أموراً عامة بعيداً عن القضايا العقيدية , مشكلة بعض هؤلاء الكتاب يحللون ويفتون في القضايا الإسلامية وخصوصا التأصيلية بخلفيات = ماركسية أو ليبرالية فهي لا تخلو من إسقاطات = مفتعلة أو مسبقة . .
منتدى رعاية البحرين : ما هو رأيك في حيدر حيدر؟
السيد ضياء الموسوي : رواية وليمة لأعشاب البحر ليس رواية قوية وجمالية بالمعنى الفني... وفيها تطاول على المولى يصف الله بالفنان الفاشل... أنا قرأت الرواية... أجد أن فيها تطاولاً واضحاً وهذا شيء لا نقبل به فهل وصف الأنبياء بالشذود والرسول بالمزواج يعتبر إبداعا فنيا . . . ؟
منتدى رعاية البحرين : ما هو رأيك في رواية محمد شكري؟
السيد ضياء الموسوي : محمد شكري روايته الخبز الحافي رواية على المستوى الأدبي الفني عالية ولكن فيها ما فيها من الجنس الفاضح... من يقرأ بعض المشاهد من القصة وخصوصا قصة طفولته يشعر بالخجل... أنا لا أعلم لماذا كل هذه الفرويدية والنهم في التصوير الخادش للحياء العام هذا أسلوب المدرسة الابيقورية وهي مدرسة فلسفية تقدس الشهوة.
منتدى رعاية البحرين : هل تحب النكت السياسية وحضورها في الثقافة أو في الفن؟
السيد ضياء الموسوي : نعم لأن ما لا تستطيع إيصاله صراحة تستطيع بالكتب السياسية ولها دلالتها ، أقرأ لأحمد بهجت ولمحمود السعدني في ذلك ، وهناك كتاب لعادل حموده جميل اسمه ( النكت السياسية كيف يسخر المصريون من حكامهم).
منتدى رعاية البحرين : هل تقرأ لأودينيس ؟
السيد ضياء الموسوي : عندي دواوينه وقرأت كتابه ( الثابت والمتحول) وهو كتاب قدمه في رسالته الجامعية لنيل درجة الدكتوراه في جامعة القديس يوسف لكن لا أتفاعل مع كتابته لأنها سريالية ، رمزية ، صلفه...مليئة بالطلاسم... أنا لا أحب الشعر الحداثي وأقول فيه ما قاله الجواهري عندما وصفه بـ ( مهزلة الشعر العربي ).
أولا : أنا لا أفهم قصيدة بدون عناصرها الفنية لا قافية ولا وزن إذن أنت أضعت أهم ركنين أساسيين فأنا من المنتصرين للشعر العمودي وقد أتفاعل أحيانا بشعر التفعيلة ومع البحر الواحد ...
ثانيا : أودنيس شخص متحامل على الدين والاسلام وصريح في أقواله ودعى إلى نبذ الاسلام وعندي ما يثبت ذلك...وهو أول من بث الشعر الحداثي في العالم العربي...وانظر إلى أين وصل شعرنا مع الأسف الشديد هناك شعر يربط بين التفعيلة والبحر الواحد وهذا مقبول نسبيا أما شعر لا تعرف دلالاته ولا إيحاءاته هذا ليس شعرا هذا مهزلة شعرية هم يقولون في استعاراتهم الضوء الذبيح هل يلتقي الضوء بالذبح وقس على ذلك !!!؟
منتدى رعاية البحرين : وماذا تأخذ على علي حرب ؟
السيد ضياء الموسوي : علي حرب كتابه أوهام النخبة من أفضل الكتب التي قرأتها له ولكنه يقع في نفس الاشكالية فهو يعيب على النخبة ادعائهم الفهم ويقع في نفس الاشكالية عندما يسوق للعولمة في كتابه ( حديث النهايات ) ويرى بيقينية مفرطة أن العولمة خيار إيجابي...وكأنه بعيداً عن الواقع الاقتصادي الذي يمر به العالم بسبب العولمة والافراز الطبقي للعالم... فهو حذر من أوهام النخبة ووقع فيها في بقية الكتب.
منتدى رعاية البحرين : ما هو رأيك في جورج طرابيشي وادوارد سعيد؟
السيد ضياء الموسوي : جورج لم يأت بمشروع ثقافي أصبح في موقع ردة الفعل في حربه على الجابري وادوارد سعيد في كتابه ( الاستشراق) فضح الغرب والاستشراقيين وتحاملهم مع العرب والمسلمين رغم أنه وصف من قبل بعض المتطرفين العلمانيين بأنه عميل لأمريكا كما وصفه صادق العظم وغيره . . . لأنه فقط قال أن ماركس أخذ تصوره عن الشرق من كتب مستشرقين مع الأسف حكموا عليه عن طريق ثلاث أوراق كتبها في ماركس في كتابه الإستشراق ...
منتدى رعاية البحرين : هل سيدنا فعلا تخشى من الحداثة على الشباب ؟
السيد ضياء الموسوي : نعم أقولها وبكل صراحة وبيعدا عن المجاملات الكتب الحداثية مؤثرة على شبابنا المسألة تحتاج إلى ضبط لا إلى صراخ تحتاج إلى منهجية علمية وإلى تدريس الشباب كتب ثقافية ناضجة ونناقش أيضا هذه الكتب الحداثية بعلمية واطلاع بعيدا عن الهوامات وأنا أخشى من كتب الحداثة التي تناقش المسائل الدينية بطريقة ليست معرفية وإنما بمسبقات فكرية وأحكام قطعية دون أن يمتلكوا أدوات الإجتهاد أو الحكم .
منتدى رعاية البحرين : هل تمتلك منهجا في ذلك ؟
السيد ضياء الموسوي : نعم أنا عندي بحوث أزعم أنها علمية ترد على المواضع التي جاءت في هذه الكتب وتتناول العقيدة وكلامي عن الخلل الموجود في هذه الكتب خصوصا المواضع التي جاءت في سياق الرد على الإسلام لا على الفكر الإسلامي.
منتدى رعاية البحرين : سماحة السيد ألا تعتقد أن الشباب المثقف أصبح ينحسر عن المساجد والسبب في ذلك أو جزء من السبب غياب الاحتضان الثقافي لهؤلاء؟
السيد ضياء الموسوي : بعيدا عن الأسباب أنا أقول نحن نحتاج إلى تواصل ثقافي .. وأنا على استعداد للتواصل الثقافي والفكري معهم.. وأحب أن أكون صديقاً لهم ومستعد لتلقي أي نقد أو أي مساءلة ثقافية وليستيفد كل واحد منا من الاخر ..؟
منتدى رعاية البحرين : سماحة السيد ألا تعتقد أن هذا نوع من الوصاية على عقول الناس وأن هذا القطع التي تمارسه في إجاباتك قطع دوغمائي أيضا... يعني أنت تقول يقولون..يقولون.. ولكن لم تطرح أين يقولون ذلك؟
السيد ضياء الموسوي : أنا لست دوغمائيا... ولا أرسل الكلام على عوانه ولست ضد أي منتوج بشري ، وأنا ذكرت المصادر التي يكتبون فيها سواء أكانوا حداثيين أو توفقيين أو أي نوع آخر وحتى تكون مطمئنا بعلمية ما أطرح سأضع يدك على مواضع أكثر إثارة.
1) علي عبد الرزاق صاحب كتاب ( الإسلام وأصول الحكم ) هو رجل دين من الأزهر كان يقول في هذا الكتاب (( إن الإسلام ليس إلا رسالة روحية لا سياسة فيها ولا دولة ولا حكم وأن محمدا ما كان إلا صاحب سلطان روحي لم يقم دولة ولم يرأس حكومة فرسالتها كسابقتها: ندع ما لقيصر لقيصر وما لله لله.
2) لويس عوض هذا الشخص الذي كلامه لم يتحمله حتى الدكتور الأنصاري عندما هجم عليه في كتابه ( انتحار المثقفين العرب ) حيث دعى لويس إلى الافرنجية ونبذ اللغة العربية.
وهو الذي قال ( لقد أصبحت مصر رغم الكثير من التقلبات المعادية أرسخ قاعدة للعلمانية في الشرق الأوسط) المصدر مجلة المصورة العدد 3078 أنا أخاف أن ينطبع علينا قول الشاعر:
نُـرقّـع دنـيـانا بديـننـا******فلا دينـنا يبقـى ولا ما نرقـعُ
منتدى رعاية البحرين : لكن ألا تعتقد أن هناك من يتغير من هؤلاء المفكرين ؟
السيد ضياء الموسوي : نعم بإمكان أن يتغير البعض منهم إذا تعاملنا بالأسلوب الحضاري ، إذا طرحنا الإسلام بالمنطق وبالعقل وبالموضوعية وإذا راجعوا أنفسهم وتعمقوا في الدين بطريقة بعيدة عن الأحكام المسبقة ... أضرب لك مثلاً:
خالد محمد خالد كاتب مصري كتب كتابا اسمه ( من هنا نبدأ ) قال فيه (( إن الدين حين يتحول إلى حكومة فإن هذه الحكومة الدينية تتحول إلى عبء لا يطاق )) ولكنه تراجع بعد 30 سنة ويصدر كتاباً اسمه (( الدولة في الإسلام )) يصحح منه موقفه بشجاعة علمية واضحة منقول (( وكان خطأ أنني عممت الحديث حتى شمل الحكومة الإسلامية. وأقر أن القرآن ليس من صنع البشر بل تنزيل من حكيم حميد )) وكذلك فوزي النجار تغير ، روجيه جارودي ، مراد هوفمان عنده كتاب (( الإسلام البديل ))...الخ من ينفتح على القرآن وفكر الإسلام ويتعمق فيه سيجد الكثير الكثير من العمق...الإسلام ليس ناقصاً ولكن المسلمين لم يعرفوا بعد كيف يحافظون على شبابهم وعلى إسلامهم...
منتدى رعاية البحرين : سماحة السيد في ورقة قدمتها في ندوة المرأة والوعي السياسي التي أقيمت في سار وصفت سلامة موسى بأنه رجل تغريبي ، ألا تعتقد أنه حكم مسبق ، وأنها أحكام قطعية مع العلم أن سلامة موسى دعى إلى تعليم المرأة ، دعى إلى قضايا
وطنية... لماذا تصفه بالتغريبي؟
السيد ضياء الموسوي : أنا لا أحب أن أحكم على الناس هكذا بعبثية... لسقطة لسان أو لموقف في غضب ، نحن نصف الشخص بما يطرحه في كتبه... سلامة موسى يقول في كتابه ( ما هي النهضة ) (( لا أستطيع تصور نهضة لأمة شرقية ما لم تقم على مبادىء الغرب )) ص 88 ... ماذا يعني مبادىء الغرب ، وهو رجل صريح في أطروحاته لا أحد يشك في أنه مفكر يدعو إلى نبذ الإسلام هو ولويس عوض وصادق جلال العظم هذا الأخير يقول: ( إن إبليس أول شهيد في تاريخ البشرية ).
فإبليس أول شهيد لأنه وقف في وجه الله ... وصادق جلال العظم هو الذي ألف كتاب ( ذهنية التحريم ) والذي فيه دفاع صريح عن سلمان رشدي ووصف الإمام الخميني رحمة الله علي بالرجعية والظلامية والكتاب مرفق بتوقيعات كتاب كبار على مستوى العالم العربي كعبد الرحمن منيف وغيره...
يا أخي لا أفهم أن الإبداع لا يأتي إلا بمهاجمة الإسلام... أو مهاجمة الله... نحن لسنا أناسا منغلقين والدليل أنا نتبع كل ما يكتبونه ولكن رفقا بهذا الإسلام.. قيمتنا بالإسلام .
نحن بدون أهل البيت وبدون الإسلام لا قيمة لنا وإن ادعينا أننا مثقفون ليس المثقف من يتمرد على مبادئه , على ثوابته ، الآن كتاب أحمد الكاتب يخالف روايات صحيحة ومتواترة بل بعضها موجودة في صحيح البخاري في أن الأئمة أثنى عشر ) وأن المهدي من ولد فاطمة ، لكنه بكل صراحة وبعيدا عن المنهج المعرفي والروائي يلقي بكل ذلك عرض الحائط...
الإسلام ليس ضعيفا وإلا هناك الكثير ما ذكرت وحتى من المثقفين من تأثروا بالإسلام فالأديب الغربي الكبير ( دانتي ) يحترم رسول الله كثيرا والأديب ( برناردشو) يقول (( لو جاء محمد لحل الكثير من القضايا السياسية والثقافية والاقتصادية ) ونحن نأتي لنقول (لا) الإسلام رجعي أو الإسلام غير قادر أنا أؤمن بالنقد الموضوعي إننا نحتاج إلى تأصيل التعددية وتأصيل القضايا الاقتصادية وأنه يقع على الحوزة والفقهاء العظام أن يقوموا بتأصيل كل هذه القضايا الفكرية العالقة.
أؤمن بأن المعركة الثقافية تحتاج إلى أدوات علمية لا إلى إلقاء التهم جزافا لمجرد أي خطأ ، ولكن يجب أن لا نغالي في فكر الغرب ونلغي الإسلام.
المحور الثالث : المحور السياسي :
منتدى رعاية البحرين : شهدت النظم السياسية الخليجية في الآونة الأخيرة جملة من التطورات السياسية الهامة التي تصب في اتجاه تدعيم قضايا المشاركة السياسية وتوسيع تجربة الانفتاح الديمقراطي وذلك عبر العديد من الآليات والأدوات لعل أبرزها في البحرين فهل للمجتمع المدني المؤسساتي الدور الكبير في تدعيم الحياة الديمقراطية في الخليج بشكل عام والبحرين بشكل خاص .؟
السيد ضياء الموسوي : المتتبع للتحولات السياسية في العالم العربي والتي تتجه نحو تفعيل المؤسسات الأهلية... يصل إلى قناعة أن المؤسسات الأهلية تعمل باتجاه الحد من مركزية الدولة وتساهم في توسيع القوة السياسية بين الأطراف المشتركة في العمل السياسي من دولة ومعارضة... فتضفي توازنا نسبيا بين جميع الأطراف فدور هذه المؤسسات هي المساهمة في صياغة القرار السياسي وخصوصا المؤسسة الكبرى ( البرلمان ). لكن هناك شروط يجب توفرها حتى تكون هناك مشاركة حقيقية... لأن الديمقراطية الشكلية أو التقطيرية أو ما يسمى في علم السياسة بالديمقراطية الموجهة هي ديمقراطيات الشكلية هي دكتاتورية مقنعة. ومن الشروط:
1- استقلالية هذه المؤسسات ماليا وإلا أصبح قرارها ليس في يدها.
2- إخراجها من التسييس من قبل كل الأطراف.
3- إخراجها من بيروقراطية الأحزاب.
4- شرعنتها وأسلمتها بما يتوافق مع الاسلام.
منتدى رعاية البحرين : هل تؤمن بمقولة ( الإسلام الديمقراطي )؟
السيد ضياء الموسوي : أنا أتحفظ على هذا الدمج... لأن الإسلام إديولوجية لها خصوصيتها وكذلك الديمقراطية. ولعل العلاقة عموم وخصوص من وجه كما يقول المناطقة..
فالإسلام مثلاً يؤمن بالحرية ولكن لا السائبة بل بما يتماشى مع الشرع...الحرية المنضبطة...
وهي في التعددية الثقافية... ففي المنهج الليبرالي تعد رواية سلمان رشدي رواية فنية إبداعية تقع في إطار حرية الرأي...
في حين هي في ضمن الطرح الإسلامي رواية تجريحية نالت من رسول الله وزوجاته ونحن عندنا في الفقه من ينال من رسول الله (ص) حكمه القتل... أنا لا أقول أن الديمقراطية والإسلام في تباين..وحرب ، ولكن نحن نحمل إيديولوجية إذا اختلفت أطروحة معينة مع ثابت منها فنحن نتمسك بثوابتها أي بثوابت الإسلام لا بثوابت الأطروحات الديمقراطية وخصوصا في التعددية الثقافية .
منتدى رعاية البحرين : هل هناك اختلاف بين المفكرين السنة على الديمقراطية ؟
السيد ضياء الموسوي : نعم... فالغنوشي يؤمن بالإسلام الديمقراطي أي يؤمن بالنظرية التوفيقية كما جاء في كتابه ( الحريات العامة ) ، وكذلك د. حسن الترابي في كتابه (حوارات في الديمقراطية والإسلام ) أما حركة إخوان المسلمين فتؤمن بالديمقراطية كتكتيك لا كاستراتيجية ولا تؤمن بالتوافق وكذلك حركة الجهاد الإسلامي فهي لا تؤمن بذلك...
ولا زال هناك جدل عن الإستاذ حسن البنا حول إيمانه بالأحزاب أم لا والتي هي تعد النخاع إلى المنهج الديمقراطي. ولمزيد من تسليط الضوء على ذلك يمكن الرجوع إلى كتاب ( التيارات الإسلامية وقضية الديمقراطية ) للدكتور حيدر إبراهيم نشرته مركز دراسات الوحدة العربية.
منتدى رعاية البحرين : ما هو رأيكم بخصخصة مؤسسات القطاع العام ؟
السيد ضياء الموسوي : أنا أتحفظ على خصخصة بعض مؤسسات القطاع العام لأن خصخصتها يعني وصولها في يد تجار أو شركات ستعمل على نظرية الربح السريع ، والذي سيكون على حساب المواطن فلو نفذ مثلاً خصخصة وزارة الكهرباء والماء... لوقع المواطن البحريني في يد شركة همها الوصول إلى المال وظاهرة خصخصة القطاع العام تعد ظاهرة مخيفة جدا ولا تخلو من إهدار لمؤسسات المجتمع والمواطنين... وهي ظاهرة أثارت جدلا واسعا في مصر لأنه تضييع إلى مؤسسات الوطن ، المؤسسات المهمة والمركزية ووضع المواطن في رحمة الشركات العملاقة...
لكن الكلام يختلف في مسألة الإعلام فخصخصة الإعلام يعد طريق إلى الشفافية ومزيد من رفع الرقابة وهي عملية تحتاج إلى دراسة...
منتدى رعاية البحرين : هل لديكم إطلاع على الدراسات والبحوث الإستراتيجية ؟
السيد ضياء الموسوي : أقرأ للدراسات الاستراتيجية وهي بحوث علمية تقدمها بعض المراكز العلمية...
ولكن ما أحذر منه هي الكتب التي تجعل من الشاب إنسانا يشكك في كل شيء... حتى تجعله لا يستقر على أمر ونحن كإسلاميين عندنا ثوابت لا يمكن بحالة من الأحوال أن نقفز عليها.
منتدى رعاية البحرين : سيدنا هل تؤمن بالتخصص في تناول القضايا الإسلامية خصوصاً في القضايا التي تحتاج إلى غطاء فقهي؟
السيد ضياء الموسوي : بالطبع... في القضايا الفقهية لا يجوز الافتاء فيها إلا للفقيه ، لذلك أنا أتعجب من بعض المثقفات في العالم العربي كتوجان الفيصل كيف تسمح لنفسها بالإفتاء في القضايا الفقهية دون أن تحترم التخصص... مثلا يذكر فيصل العوامي في كتابه ( المثقف وقضايا الدين والمجتمع).
إنه في مقابلة لتوجان الفيصل مع أحد الصحف الاجنبية... عندما أشكل عليها في ( فتواها ) في الدين قالت: ( الافتاء لا يحتاج إلى كل هذا التعقيد فقط عندما يتمكن الإنسان من قراءة صحيح البخاري وصحيح مسلم ) ويقرأ نظريات ماركس ويطلع على أدب شكسبير فإنه يكون مؤهل للإفتاء في الدين)
أنا أؤمن بالانفتاح المتزن... أؤمن بالرجل المطلع على المعارف الإنسانية وآخر ما توصل به الإنسان في منتوجه البشري لخدمة البشرية والإنسانية ولكن لا أؤمن بهذه العبثية الفوضى في القضايا الإسلامية وغيرها.
منتدى رعاية البحرين : هل ستموت الأيدلوجيا في زمن العولمة سواءا أكانت إسلامية أو غير إسلامية ؟
السيد ضياء الموسوي : العولمة... هي خطر... في الحقيقة لذلك حتى الكتب الغربية التي عالجت هذا الموضوع تركز على خطر هذا الكابوس مثال كتاب ( فخ العولمة ) ، ( نذر العولمة ).
منتدى رعاية البحرين : ما هو خطر العولمة ؟
السيد ضياء الموسوي : العولمة تمثل تهديد لثقافتنا ولخصوصية مجتمعاتنا وهي تهديد لسيادة البلدان أيضاً هي تنتقص حتى من سيادة بلداننا وخصوصاً العولمة الأمريكية وهي الأقوى... يعني اليابانيون يتحسسون منها... الدولة الفرنسية كذلك أما نحن العرب فنحن غربيون أشد من الغرب ومتعولمون أشد من العولمة.
الآن يوجد في العالم 1000 ثقافة معرضة للتهميش بسبب العولمة. . والآن أنظر إلى شعر
أحد الحداثيين :
لا الله أختار ولا الشيطان
كلاهما جدار
كلاهما يغمض لي عيني
فهل أبدل الجدار بالجدار
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل باسم إدارة منتدى رعاية البحرين إلى السيد ضياء الموسوي العزيز لتفضله بالموافقة على إجراء هذه المقابلة .
وإلى لقاء قريب بإذن الله والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته