أردوغان: التاريخ سيلعن شيخ الأزهر لتأييده «انقلاب» مصر
تأجيل قضية قادة الإخوان المسلمين... ومبارك يعود إلى المحاكمة
الرئيس المصري السابق حسني مبارك وراء القضبان أثناء إعادة محاكمته أمس في القاهرة - AFP
تصغير الخطتكبير الخط
القاهرة، أنقرة - أ ف ب، يو بي آي
تأجلت محاكمة قادة جماعة الإخوان المسلمين في مصر وبعض أعضائها إلى 29 أكتوبر/ تشرين الأول بعد افتتاح أولى جلساتها في دار القضاء العالي في القاهرة صباح أمس الأحد (25 أغسطس/ آب 2013) بسبب غياب المتهمين.
في موازاة ذلك، استكملت في أكاديمية الشرطة في ضواحي القاهرة جلسات محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، الذي غادر السجن بعد قرار إخلاء سبيله الخميس، في قضية التواطؤ في قتل متظاهرين وذلك بحضوره.
وفي دار القضاء العالي، أعلن القاضي عن تأجيل أولى جلسات المحاكمة المرتقبة لجماعة الإخوان بعد دقائق من بدئها «لإحضار المتهمين من محبسهم»، مضيفاً «نطالب وزارة الداخلية بإحضار المتهمين»، بحسب ما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس» من قاعة المحكمة.
ويحاكم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع ونائباه خيرت الشاطر ورشاد البيومي بتهمة التحريض على قتل ثمانية متظاهرين سلميين مع سبق الإصرار أمام مقر مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين في نهاية يونيو/ حزيران الماضي.
كما يحاكم ثلاثة أعضاء آخرون من الجماعة بتهمة الشروع في القتل، بينما يحاكم 29 أيضاً من أعضاء الجماعة من بينهم 28 مسجوناً وآخر هارب بتهمة «استعمال القوة والتهديد» في ضاحية المقطم أمام مقر مكتب الإرشاد.
وغاب قادة جماعة الإخوان المسلمين عن حضور الجلسة بسبب صعوبة تأمين نقلهم إلى مقر المحاكمة في دار القضاء العالي في وسط القاهرة، حسبما أكدت مصادر أمنية وحكومية متعددة لـ «فرانس برس».
وقال مسئول أمني خارج المحكمة لـ «فرانس برس» إن «المتهمين لن يحضروا المحاكمة بسبب صعوبة تأمينهم في الظروف الأمنية الحالية»، وهو ما أكده مسئولان أمني وآخر حكومي عبر الهاتف. ولم تتخذ السلطات الأمنية أي إجراءات أمنية مشددة في محيط قاعة المحكمة.
وفي أكاديمية الشرطة، جلس مبارك (85 عاماً) وهو يضع نظارات سوداء داخل قفص الاتهام في المحكمة، إلى جانب وزير داخليته حبيب العادلي ومتهمين آخرين ونجليه علاء وجمال، بحسب ما ظاهرت لقطات من التلفزيون الرسمي الذي يبث الجلسة بشكل مباشر.
وكان مبارك غادر السجن الخميس على متن مروحية أقلته إلى مستشفى عسكري في المعادي في القاهرة، حيث يخضع للإقامة الجبرية، إثر قرار إخلاء سبيله في آخر قضية كان موقوفاً على ذمتها، والتي تعرف بقضية «هدايا الأهرام».
ولا يزال مبارك يحاكم في ثلاث قضايا من بينها قضية التواطؤ في مقتل متظاهرين قبل أن تطيح به ثورة شعبية في فبراير/ شباط 2011، وهي قضية سبق أن تقرر إخلاء سبيله فيها بسبب انقضاء المدة القانونية لحبسه احتياطياً (24 شهراً).
من جانب آخر، انتقد رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان أمس (الأحد) شيخ الأزهر أحمد الطيب لتأييده «الانقلاب العسكري» في مصر، قائلاً إن التاريخ «سيلعن» العلماء أشباهه. ونقلت صحيفة «زمان» التركية عن أردوغان قوله إنه شعر بالإحباط عندما رأى شيخ الأزهر يؤيّد «الانقلاب العسكري» في مصر، وتساءل «كيف يمكنك القيام بذلك؟»، مضيفاً إن «ذلك العالِم قد انتهى. إن التاريخ سيلعن الرجال أمثاله كما لعن التاريخ علماء أشباهه في تركيا من قبل». وانتقد الدول الغربية لعدم قدرتها على «وقف» ما أسماه الانقلاب العسكري في مصر، سائلاً الذين يدافعون عن تدخل الجيش في مصر ويعتبرونه طريقاً لاسترجاع الديمقراطية «هل يمكن لانقلاب أن يكون ديمقراطياً؟». وقال إن الذين يلزمون الصمت حيال الأحداث في مصر لن يكون لهم الحق بالتكلم عن الظلم غداً. وانتقد من وجهوا الانتقاد للرئيس المصري المعزول محمد مرسي على أخطائه خلال ولايته مدة سنة. وقال إن «البلاد حكمتها الديكتاتورية مدة 70 عاماً... يمكنكم تحمل هذا جيداً»، في إشارة للاحتجاجات المناهضة لمرسي في ميدان التحرير التي أدت لعزله، «لكن لا يمكنكم تحمل حكم مرسي المنتخب عاماً واحداً». وأشار إلى أن المسئولين المنتخبين الذين يرتكبون أخطاءً ينبغي عزلهم فقط عبر الانتخابات. وجدد انتقاده لوقوف إسرائيل وراء «انقلاب» مصر، مضيفاً أن تل أبيب تدير حملة للتقليل من أهمية صناديق الاقتراع.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4006 - الإثنين 26 أغسطس 2013م الموافق 19 شوال 1434هـ