«الأوقاف الجعفرية»: لا صحة لإزاحة الرئيس أو استقالة أعضاء جدد
علي الحداد - أحمد آل حيدر
تصغير الخطتكبير الخط
المنامة - صادق الحلواجي
نفى مدير إدارة الأوقاف الجعفرية علي الحداد «تقديم أيٍّ من أعضاء مجلس الإدارة الجديد استقالتهم من عضوية المجلس»، مؤكداً أن «لا صحة للمعلومات المتداولة على صعيد الرأي العام وشبكات التواصل الاجتماعي بشأن إزاحة الرئيس الجديد الشيخ محسن عبدالحسين العصفور، وأن الأمر لا يعدو كونه شائعات مغلوطة».
وقال الحداد إن «الإدارة لم تُخطَر أو تتسلم أيّة عريضة احتجاجية ضد أعضاء مجلس الإدارة الجديد، وقد اتضح مؤخراً أن هذا الأمر أيضاً شائعة وأنه لا يوجد تبنٍّ لها من قائمين على مآتم ومساجد وواقفين ووجهاء كما تم تداوله خلال الأيام الأخيرة الماضية».
مدير الإدارة: المجلس الجديد فرصة للمزيد من المساحة والحرية في العمل
«الأوقاف»: لا استقالات بين الأعضاء الجُدد... وما أثير عن وجود عريضة ضدهم «شائعة»
المنامة - صادق الحلواجي
نفى مدير إدارة الأوقاف الجعفرية، علي الحداد، وجود استقالات بين أعضاء مجلس الإدارة الجديد الذين جرى تعيينهم قبل نحو أسبوع (الجمعة 23 أغسطس/ آب 2013)، وقال: إن «الأنباء المتداولة بين أوساط الرأي العام بشأن وجود عريضة توقع عليها مساجد ومآتم وواقِفِين رافضين التعيين الجديد بمن فيهم الرئيس الشيخ محسن عبدالحسين العصفور أمر لا يعدو كونه شائعة، وأنه لا صحة لتقديم العضو حسين العويناتي استقالته من المجلس».
وأكد الحداد «انعقاد أولى جلسات المجلس الاعتيادية يوم غد الأربعاء (4 سبتمبر/ أيلول 2013)، وذلك بعد جلسة استثنائية أولى عقدت في أول يوم دوام رسمي بعد صدور المرسوم الملكي بتعيين المجلس الجديد، حيث تم نقل السلطة من الأعضاء السابقين إلى الجدد».
كما اعتبر الحداد مجلس الإدارة الجديد «فرصة ممتازة وذهبية للعمل؛ لأن مساحة العمل وفهم الأعضاء لمسئولية مجلس الإدارة وعضويته أفضل لدى الحاليين من السابقين، فضلاً عن الخبرات التي يمتلكونها والكفاءات».
وأجرت «الوسط» لقاءً مع مدير إدارة الأوقاف الجعفرية علي الحداد هذا نصه:
كيف تصفون ما يدور حاليّاً على صعيد الرأي العام بشأن تعيينات الأعضاء الجدد، وما صحة المعلومات من جانبكم؟
- بعد صدور المرسوم الملكي بتعيين مجلس إدارة جديد حدث بعض اللغط في الشارع من جهات مختلفة بين مؤيد ومعارض له، وعليه بدأت مواقع التواصل الاجتماعية تناول الموضوع، وهي ظاهرة صحية لأن يبدي الكل رأيه بصورة طبيعية. وأنا لي وجهة نظر شخصية بالنسبة إلى المعارضين الذين أبدوا وجهة نظرهم في الوقت الذي تنقصهم الكثير من المعلومات والبيانات عن إدارة الأوقاف الجعفرية ومجالس إداراتها وعلاقة الجهاز التنفيذي بالإدارة الجديدة والأخرى السابقة، ولو كانوا يعلمون أوضاع المجالس السابقة لما تحدثوا بالسلب عن الجديدة التي لم تعطَ فرصة للعمل حتى لمدة أسبوع واحد في مقابل الكثير من الانتقادات. وأنا أستغرب الهجمات غير المنطقية.
كثيرون من الرأي العام أبدوا اعتراضهم تحديداً على شخص الرئيس الجديد لمجلس الإدارة بناءً على مواقف وآراء سياسية خاصة به، هل تجدون أن هذا هو السبب الرئيسي وراء الاعتراض على تعيينه أم لمستم أسباباً أخرى؟
- لكل شخص الحق في الالتزام بالفكر السياسي الذي يتبناه، وتعيين الرئيس في الأوقاف كرئيس يعد موضوعاً بعيداً عن السياسة، وهو جانب إداري واجتماعي واقتصادي استثماري. لكن أعتقد أن مجلس الإدارة الجديد يملك حسّاً إبداعيّاً وابتكاريّاً كبيراً، فقد طرح مجموعة كبيرة من المشروعات خلال فترة قصيرة جداً من تعيينه.
وردت الكثير من التسريبات والتصورات بعد صدور المرسوم الملكي بتعيين مجلس الإدارة الجديد، من بينها وجود بعض الاستقالات بين الأعضاء الجدد، ما صحة هذه المعلومة؟
- هذا الكلام غير صحيح، ولا يعدو كونه شائعة، ونحن منذ صدور المرسوم الملكي يوم الجمعة، استأنفنا مراسم نقل الصلاحيات في أول يوم عمل وهو يوم الأحد. وقد حضر الرئيس والأعضاء السابقون وتم استقبالهم بكل ود وحميمية من قبل أعضاء مجلس الإدارة الجديد، علماً بأنه انعقدت أول جلسة استثنائية في يوم الأحد المشار إليه وتضمنت الترحيب بالمجلس الجديد.
لا يوجد أيٌّ من الأعضاء الجدد قدم استقالته بمن فيهم العضو حسين العويناتي الذي أثيرت حوله شائعة بهذا المعنى. ولم نتسلم نحن كإدارة أية رسالة استقالة ولا كذلك الديوان الملكي. وحسين العويناتي في بداية الأمر اشترط أن يكون في منصب نائب الرئيس، وهذا أمر خارج إطار الشرعية والقانونية؛ لأن نائب الرئيس يتم انتخابه بطريقة سرية بين أعضاء المجلس، ومن حقه هو التقدم إلى هذا المنصب بالترشح ونيله حين الحصول على أعلى نسبة أصوات.
نحن لم نخاطب حسين العويناتي؛ لأننا لم نتسلم أي شيء رسمي مكتوب منه، وعلى هذا الأساس سنطبق القانون بأن له الحق في التغيب 3 جلسات من دون عذر على أن تتم مخاطبته برسالة مسجلة مع علم الوصول، وإذا لم يحضر سيتم رفع الأمر إلى وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، علماً بأن حسين العويناتي حضر في أول اجتماع يوم الأحد من الأسبوع الماضي.
يوجد أمر آخر شهد جدلاً خلال الأيام الماضية أيضاً، وهو زيارة الشيخ أحمد خلف العصفور يوم الأربعاء الماضي (28 أغسطس/ آب 2013) لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والتي قيل إنه طلب فيها إعادة النظر في قرار تعيين الرئيس الجديد، فما مدى صحة هذا الأمر أيضاً؟
- لا يوجد شيء رسمي يفيد بالحديث الذي دار بين جلالة الملك والشيخ أحمد خلف العصفور، والجلسة كانت سرية بحسب ما يبدو، وما ورد كان مصدره شائعات من شبكات التواصل الاجتماعي (تويتر والفيسبوك). ونحن لم نتواصل مع الشيخ أحمد العصفور للتأكد من صحة هذه الشائعات من عدمها.
كما أن الشيخ أحمد العصفور زار منزل أخيه الشيخ عبدالحسين العصفور (والد رئيس مجلس الإدارة الجديد). وتم تبادل التبريكات بتعيين الشيخ محسن العصفور رئيساً لمجلس إدارة الأوقاف، وهو ما قد ينفي المعلومات المتداولة بتحركه نحو إعادة النظر في قرار تعيينه.
نحن كجهاز تنفيذي إداري نعمل مع أي مجلس بكل أريحية وتفانٍ وإخلاص؛ لأن هذه مهامنا التي يجب أن نلتزم بها.
إذاً ما صحة معلومة وجود عريضة تتبنى إعدادها مآتم ومساجد ووجهاء وواقفون بشأن رفض رئيس وأعضاء مجلس الإدارة الجديد؟
- هذا الأمر أيضاً شائعة، ولم نتسلم أية عريضة رسميّاً، كما لم يردنا أي اتصال. وحتى البيان الصادر عن المجلس العلمائي كان عامّاً ولم يتطرق إلى تعيينات أعضاء مجلس الإدارة الجديد، واقتصر ذكرهم على الرغبة في تعيين مجلس إدارة منتخب.
بشكل عام استناداً إلى ما تفضلتم به، فإن اللغط الدائر بشأن تعيينات مجلس الإدارة الجديد تمركزت حول الرئيس على خلفية آراء ومواقف سياسية، هل سيؤثر هذا على سير العمل في الإدارة؟ أعني هل هذا الأمر منعكس داخل الإدارة والموظفين عمليّاً؟
- أكدت في البداية أنه لا نستطيع أن نغير من رأي أحد أو نلزمه بوجهة نظر أخرى، والشأن السياسي لا علاقة له بالعمل في الأوقاف؛ لأننا نعمل في إطار نظام إداري متكامل، ووفق برنامج محدد. كما أنني سأضع استراتيجية العمل مع المجلس الجديد في جلسة غد (الأربعاء). ولم نضع في الاعتبار ما يثار حول الرئيس وتعيينه أو موقفه السياسي.
كيف نستطيع إذاً في هذه الحالة أن ننهي هذا الجدل على مستوى الرأي العام؟ وكيف نطمئن القائمين على المآتم والمساجد والواقفين إلى عدم تأثر عمل إدارة الأوقاف بالشأن السياسي ومواقف أعضاء المجلس الجديد؟
- هذا الكلام والشعور مغلوط أساساً، والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما مصدر التأويل والسَّند؟ وكيف يتم القول بهذا الأمر ولم يطلع غالبية المنتقدين والمعارضين للتعيين الجديد على سير العمل في المجالس السابقة فضلاً عن مواقفهم وبؤر الفساد في الإدارة.
والشيخ محسن العصفور لن يعكس موقفه السياسي على الموقف الإداري والاجتماعي في الأوقاف؛ لان الأمرين مختلفان تماماً. كما أن هناك تهدئة كاملة في هذا الجانب، وقد صرح بأن عمله سيكون منصبّاً في تطوير هذا المرفق من الناحية الإدارية والاجتماعية والاستثمارية، وأنه سيتواصل مع جميع المآتم والمساجد وأطياف المجتمع.
إنجازات المجلس الأخير بالكاد تذكر
مجلس الإدارة السابق الذي كان برئاسة سيد حسين العلوي لم يكمل مدته القانونية وهي 4 أعوام، وقد أكمل 26 شهراً فقط. ألا تجدون أن التعيينات المتكررة في ظل الكثير من الملفات التي تحملها الإدارة للحل، وكذلك بالأخذ في الاعتبار الظروف السياسية التي تشهدها البلاد تؤثر على سير العمل في إدارة الأوقاف؟
- لا أرى في ذلك تأثيراً سلبيّاً، ولاسيما أن المجلس الأخير أعطي فرصة كافية وهي 26 شهراً، لكن حجم الإنجازات بالكاد تذكر على رغم وجود برامج ومقترحات. وعلى سبيل المثال أنا طرحت على مجلس الإدارة السابق استراتيجية عمل منذ نحو عام لكنها لم تنفذ حتى الآن؛ لأن غالبية الأعضاء السابقين تكنوقراط ولديهم وجهة نظر خاصة. وعليه قد تكون الحاجة إلى الأعضاء الجدد أمراً حتميّاً لتفادي تعطل العمل.
فرصة ممتازة
كيف تقيم مجلس الإدارة الجديد باعتبار أنك عايشت وعملت مع المجلس السابق؟
- أنا أعتبر مجلس الإدارة الجديد بمثابة فرصة ممتازة وذهبية للعمل؛ لأن مساحة العمل وفهم الأعضاء لمسئولية مجلس الإدارة وعضويته أفضل لدى الحاليين من السابقين. ومع احترامي للمجلس السابق، كان يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ويفهمون آلية العمل في المجلس بشكل آخر، وقد كتفت يدي ولم أعطَ المساحة الكافية والحرة للعمل.
التعيينات الجديدة أعتبرها انطلاقة رائعة، فلدينا مهندسون وخبرة شرعية، ومن لهم رؤية اقتصادية ممتازة، وكذلك من يحملون درجة الكتوراه، وقد أبلوا بأفكارهم الكثير خلال فترة قليلة.
قلت في البداية أن الرئيس الجديد قدم خلال أسبوع من تعيينه بعض المشروعات، ما هي هذه المشروعات؟
- أنا بطبيعة الحال استعرضت معه المشكلات الموجودة معنا في الأوقاف، ومنها على رغم تعاقب مجالس إدارات عليها، هي مشكلة العقود المعطلة التي يزيد عددها على 800 عقد معطل، وهي عقود الإيجارات التي مازال المستأجرون متمسكين بالأراضي والعقارات ويستثمرونها ويحصلون على إيراداتها من دون تسديد مبالغ الإيجارات لصالح الأوقاف مع عدم الرغبة في تجديد العقود والتواصل مع الإدارة. وخسائر الإدارة حتى هذا اليوم من العقود المعطلة تزيد على 7 ملايين دينار، وقد قرر الرئيس الجديد أن تحال كل العقود إلى الجهاز التنفيذي من أجل حسمها وتوقيعها، في حين الإدارة السابقة منعتنا من ذلك.
والمشروع الآخر، هو وجود رؤية لبناء 300 مسجد بالتعاون مع شركة الحاج حسن العالي للمقاولات، وهي تشمل المساجد الآيلة للسقوط والآخرى التي لا تمتلك الموازنة الكافية وفقاً للرؤية الشرعية، والتمويل سيكون إما من موازنة المساجد التي لديها فائض أو من خلال فكرة صندوق الإنماء الوقفي.
علماً بأنه كانت لدينا فكرة إنشاء صندوق الإنماء الوقفي، ويعتمد على مصدرين الأول الإيرادات الناتجة عن الإيداعات الثابتة للمساجد، والتي تصل إلى نحو 660 ألف دينار، والمصدر الثاني التبرعات (صكوك وقفية إيمانية) تعرض على الشركات والمتبرعين لدفع المبالغ، وقيمتها تصل إلى 10 آلاف دينار. أضف إلى ذلك أننا سنقوم بجولة بدول مجلس التعاون لبعض التجار والمؤسسات من أجل بناء هذه المساجد.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4014 - الثلثاء 03 سبتمبر 2013م الموافق 27 شوال 1434هـ