الإخوان في الخليج... ضربات متلاحقة تنهي حلم الهيمنة
شبكة النبأ: بعد فشل تجربة حكم الإسلاميين في دول ما يسمى بـ الربيع العربي، وتجسد هذا الفشل بالتجربة المصرية مؤخرا بعزل الرئيس الاخواني محمد مرسي بعد عام من الحكم، سارعت دول الخليج لتوجه ضرب قاسمة للحد من المد الاخواني في الخليج من خلال شن حملة شرسة تقودها الامارات للقضاء عليهم سياسيا وحلمة ناعمة تجسدت بالدعم المالي والدبلوماسي لانجاح الادارة المصرية الحالية بعد ابعاد الاخوان المسلمين عن الحكم.
ويرى الكثير من المحللين ان الاجراءات الصرامة التي اتخذها زعماء بلدان الخليج تجاه جماعة الاخوان المسلمين ألمحت إلى أن التوافق الخليجي على ضرورة استئصال شأفة الإخوان كان رد فعل طبيعيا ازاء ما تبين في أعقاب ثورات ما كان يسمى بـ"الربيع العربي" التي كشفت الوجه الحقيقي لجماعة الاخوان المتورطة حاليا في أكثر من دولة عربية في أعمال قتل واسعة وترويع للآمنين واستعداء الخارج والتحالف مع تنظيم "القاعدة"، فضلا عن اثارة الفتن والفوضى وهدم وتقويض مؤسسات الدولة المدنية والتآمر على الجيوش العربية.
ولعل دولة قطر الصغيرة كان لها دور اساسي في انتشار جماعة الاخوان خلال المدة الماضية من اجل تحقيق اجندات مشبوهة ولعب دور اقليمي بارز فقد منحت حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي نحو 8 مليارات دولار في محاولة من الدولة الخليجية لمساعدة الاقتصاد المصري العليل، ولكن بعد الإطاحة بـ مرسي في انتفاضة شعبية، توترت العلاقات مع قطر التي تعد الداعم الأقوى لتنظيم الإخوان المسلمين في منطقة الشرق الاوسط، وتحاول ان تضغط اقتصاديًا لإفشال الحكومة المؤقتة بمصر، خصوصا بعد أن همشت مصر الدور القطري في الوقت الراهن واستعاضت المساعدات القطرية بمعونات من دول خليجية اخرى مثل الإمارات العربية والسعودية والكويت بلغت 12 مليار دولار، لافتة إلى أن تلك الدول تعتبر الإخوان تهيدا صارخا للنظام الملكي بدول الخليج.
فقد بدأت الحملات في الخليج قبل أكثر من عام من الانهيار السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر في شهر يوليو، ولكن هم يأخذون الآن على الآثار الإقليمية الأوسع، مع الربط بحملة الاعتقالات من قبل القيادة العسكرية الجديدة في القاهرة ضد الإخوان، وعزز الإمارات العربية المتحدة ودول الخليج الأخرى لتصعيد الاعتقالات من أنصار الإخوان المشتبه بهم، الذين يعتبرونه تهديدا لادارة ملوك وشيوخ و أمراء الخليج. و بدورها تراجعت عدة بلدان بالخليج للحرج من المصادر النقدية للقيادة الجديدة المدعومة من الجيش المصري حيث يشن حملة على الإخوانـ وعدت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت القاهرة ب 12 مليار دولار من المساعدات.
فطالما نظر الحكام في الخليج الي الإخوان باعتبارهم خطرا فدائما ما تنظر أسرة آل سعود الى الجماعات الاسلامية على أنها أكبر تهديد لحكمها في السعودية التي لا يمكن التهوين من شأن المشاعر الدينية فيها والتي استهدفها من قبل اسلاميون متشددون، وينتشر الشعور بالارتياب من الاخوان بشكل أكبر في الامارات التي قالت هذا العام انها ستحاكم 30 شخصا يشتبه بأنهم أعضاء في الجماعة بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم، والآن أصبح المسؤولون بالخليج متخوفون من أي شيء يمكن أن يكون بمثابة موطئ قدم محتمل للإخوان، والاستثناء هو قطر التي تزرع الإخوان في المنطقة بأسرها، وتدعمهم بقوة.
ويعتقد بعض ان سقوط تنظيم جماعة الإخوان في مصر سيضعف أتباعهم في دول الخليج، على رغم أنهم استطاعوا تفريخ بعض الأشخاص الذين أصبحت أدمغتهم مغسولة، ورؤاهم تتبع الجماعة من دون تبيّن، وهذا يجعل من الصعب الاستهانة بإخوان الخليج، كون كل شخصية منهم لها أتباع يسيرون خلفها، ويقول محللون ان من المستبعد أن يظهر غضب الاسلاميين بشكل كبير ومعلن في الوقت الحالي أو يغير من دعم الخليج للسيسي لكن دول المنطقة تراقبه، ورغم هذا التذمر لم تضرب حكومات الخليج بيد من حديد لمواجهة المعارضة فعمدت الى المواجهة الناعمة، حيث وضعت دول الخليج الغنية، لاسيما السعودية والامارات، ثقلها المالي والدبلوماسي لانجاح الادارة المصرية الحالية بعد ابعاد الاخوان المسلمين عن الحكم، وذلك بسبب توجس هذه الدول من التيار الاسلامي وخوفها في الوقت نفسه من عواقب انهيار لمصر، وعليه يبدو ان حملات حكومات الخليج الحثيثة على جماعة الاخوان بتوجيه ضربات سياسية قوية تحت الحزام لهم، قد تنهي الربيع الاخواني نهائيا.
حملة لإقصاء جماعة الإخوان المسملين
في سياق متصل كشفت مصادر كويتية عن دخول توجه الحكومة لاقصاء أعضاء جماعة الاخوان المسلمين عن مراكز ودوائر صناعة القرار حيز التنفيذ بالفعل منذ أسابيع قليلة، وقالت المصادر لصحيفة (السياسة) الكويتية إن “السياسة الجديدة التي بدأ العمل بها وتطبيقها في عدد من المؤسسات والأجهزة الحكومية تأتي تنفيذا لقرار خليجي – تم التوصل إليه والاتفاق عليه خلال اجتماع ضم مسؤولين رفيعي المستوى في دول مجلس التعاون الخليجي – يقضي بإبعاد رموز وأعضاء الجماعة عن المواقع القيادية والمناصب ذات الطابع الحيوي في المؤسسات والأجهزة الحكومية في الدول الست”, مشيرة إلى أن الكويت أبدت التزامها التام بتنفيذ القرار، وأضافت أن”الاتفاق شمل تنفيذ هذا التوجه على مراحل وبشكل تدريجي مع التركيز على القيادات العليا في القطاعات ذات الطابع الحيوي” لكن العمل بالقرار بدأ أسرع مما يتوقع في الكويت إذ أقصي الإخوان المسلمون عن رئاسة بيت الزكاة قبل أسبوعين”.
وأشارت إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد اقصاء الاخوان عن القيادة في وزارة الأوقاف والأمانة العامة للأوقاف والقطاع النفطي ووزارة الكهرباء والماء وجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب, فضلا عن قطاعات أخرى ستدرج لاحقا على الجدول. بحسب وكالة الانباء الالمانية.
وفيما شددت على أن هذا التوجه لا يتناقض مع التزامات الكويت ودول مجلس التعاون احترام مبادئ ومعايير حقوق الانسان المتعارف عليها عالميا ولا مع الحقوق والحريات العامة، أكدت أنه يتعلق بصميم حق الدولة في حماية أمنها القومي والتصدي مبكرا لحالات ازدواج الولاء خصوصا في ظل شكوك كثيرة بأن “الإخوان”أصلا لا يؤمنون بفكرة الدولة الوطنية ولا بحدودها وسيادتها الأمر الذي رأت دوائر صناعة القرار في الكويت ضرورة التحسب له وعلى اعتبار أن “الوقاية خير من العلاج” و”العاقل من اتعظ بغيره”، وقالت إن “الأمر لم يتوقف عند حدود التطاول والاساءة” إذ كشفت معلومات مؤكدة تآمر الجماعة – منفردة وبالتعاون مع قوى اقليمية أخرى بينها ايران – على أمن واستقرار الدول الخليجية الأمر الذي ثبت بالدليل في قضية “خلايا الاخوان في الامارات” والعلاقات الخفية بين نظام الرئيس المصري المعزول محمد مرسي من جهة ونظام طهران من جهة ثانية.
فيما تسببت ردود الأفعال الكويتية الغاضبة من يوسف القرضاوي إلى مغادرته للكويت سريعاً دون حضوره فعاليات المؤتمر السنوي الرابع حول "الشراكة الفعالة وتبادل المعلومات من أجل عمل إنساني أفضل"، وكانت زيارة القرضاوي للكويت، بحسب صحيفة "الوفد"، أثارت استياء القوى السياسية والبرلمانية التي استذكرت ما أسمته بـ"مواقفه المخزية من الكويت وتحريضه على القيام بثورات وتأييده لسفك الدماء"، وطالبوا بضرورة وضعه على قائمة الممنوعين من دخول الكويت أسوة ببعض الدول الخليجية وطرده من عضوية الهيئة الخيرية، مما استدعى القرضاوي إلى مغادرت الكويت بعد ساعات قليلة من وصوله دون حضوره المؤتمر.
وقال التميمي: كان يجب وضعه على قائمة الممنوعين من دخول الكويت, منذ مجاهرته بتحريض الشعوب العربية على القيام بثورات الخيبة العربية، والدعوة لسفك دماء الأبرياء في مختلف البلدان العربية والإسلامية"، وتسأل التميمي: "هل أصبحت الكويت مرتعًا للإخوانجية الانقلابيين وعرابي الدم والكوارث العربية ومخططي حروب الإنابة ومقلمي أظافر الأمة العربية من أجل الكيان الصهيوني الغاصب والمستبيح للدم العربي?".
الإمارات تقود جبهة الخليج ضد الاخوان
من جهته استأنف قائد شرطة إمارة دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، الفريق ضاحي خلفان تميم، هجومه على جماعة "الإخوان المسلمين"، حيث اعتبرهم "الأخطر" على الأمن القومي العربي، وقال خلفان في تغريدة على حسابه في تويتر: "اليوم بعد سقوط إخوان مصر أصبح إخوان الخليج هم الأخطر على الأمن القومي العربي"، وأضاف، رداً على سؤال عن الخطر الذي تشكله الجماعة في اليمن، واعتبارها الخطر الحقيقي على منطقة الخليج: "إخوان في اليمن إخوان بلا مال، أما إخوان الخليج إخوان بثروة.. وهي مصدر قوة". بحسب السي ان ان.
كما نشرت وكالة اسوشيتد برس خبرا اوردت فيه انه منذ أكثر من ستة أشهر ، طلب من الدكتور محمود الجيدة الخروج من الخط حيث يعبر من خلال دبي وطنه بقطر . وقد احتجز منذ ذلك الحين في مكان غير معلوم، و لا يسمح لزيارة عائلته الا مرة كل شهر معصوب العينين.
لم تقدم السلطات الإماراتية أي تصريحات علنية بشأن هذه القضية، لكن تفهم عائلة الطبيب البالغ من العمر 52 عام سبب اعتقاله : تم القبض عليه بسبب الضغوط المتصاعدة في جميع أنحاء دول الخليج المدعومة من الغرب ضد الإخوان المسلمين الآن، و حلفائها الاسلاميين الذين يتعرضون للضرب.
وقال كريستوفر ديفيدسون ، خبير في شؤون الخليج في جامعة دورهام في بريطانيا "تشترك دول الخليج و مصر معا في اعتقاد ان جماعة الإخوان المسلمين عدوهما المشترك.. هذا تحالف قوي"، في يوليو، حذر قائد شرطة دبي ، اللواء ضاحي خلفان تميم ، من وجود " مؤامرة دولية " من قبل الإخوان لتقويض قادة الخليج و مصادرة ثروات ضخمة في المنطقة ، نشر رسالة عبر تويتر موجهة إلى الإخوان ومؤيديها : " يجب أن تعرفوا أن الجميع من المحيط الى الخليج يبغضوكم".
في الوقت نفسه ذكر المدير العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم أنه «يؤيد وجود قائمة خليجية تضم أسماء من ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، وذلك للحد من خطورتهم، ومن تناقلهم للأموال وغير ذلك من النشاطات المشبوهة». وأضاف أن «كثيراً من الناشطين في هذه الجماعة والمتضامنين معهم هم على قائمة المنع من دخول بلاده». وقال الفريق خلفان لـ«الحياة» إنه يدعو إلى «تنسيق خليجي أكبر لمنع نشاطات أفراد الجماعة، وخصوصاً بين السعودية والإمارات والكويت»، وأكد خلفان أن أفراد جماعة الإخوان لديهم فهم خاطئ للإسلام. وقال: «تنظيم القاعدة دخل مصر في ظل حكم الإخوان أخيراً، وهم الذين استعانوا به وبما له من سجل إجرامي كبير، والحقيقة أن التنظيم بدعة، وفيه من الخزعبلات الشيء الكثير، فهم فرَّقوا الأمة للأسف وهم يدعون الإسلام، وحين تدقق في أنشطتهم تجد الكذب والتدليس وجرائم القتل، ونشاطهم رفع السلاح في وجه المسلمين». وأوضح أن أفراد الجماعة في مصر «يكفرون الجيش والشرطة مع أنهم مواطنون مصريون ومسلمون، وهذا دليل على الفهم المعوج لديهم للإسلام».
قطر تضغط اقتصاديًا لإفشال الحكومة المؤقتة بمصر
من جهة أخرى علقت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية على قرار البنك المركزي المصري أمس الخميس بسداد 2 مليار دولار من المساعدات إلى قطر رغم تعثر الاقتصاد المصري، قائلة: "إن الخطوة تمثل انخفاضا جديدا في شكل العلاقات بين البلدين بعد ان وصلت إلى اعلى مستوى لها عقب ثورة يناير 2011 وتراجعت بشكل كبير جراء الإطاحة بالرئيس "محمد مرسي"، وأشارت الشبكة إلى أن الجانب القطري رفض زيادة عدد الرحلات الجوية من 28 إلى 42 عبر الخطوط الجوية القطرية في الوقت الذي انخفض عدد الركاب القادمين إلى مصر وتراجعت السياحة المصرية، في خطوات قطرية تهدف إلى الضغط على الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش وإظهار فشلها عقب الإطاحة بحكم "مرسي"- الحليف المصري لقطر، حسب وصف الشبكة، ومن جانبه، وصف "فرج عبدالفتاح"- أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة- قرار البنك المركزي المصري بأنه ذو دوافع سياسية، مضيفا: "إن هذا القرار يعكس الثقة التي تمتلكها مصر في التخلي عن مساعدات مالية ينظر إليها على انها وسيلة لدعم جماعة معينة".
دول الخليج تضع ثقلها في انجاح مصر ما بعد الاخوان
الى ذلك اعلن وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاثنين ان الدول العربية مستعدة لتعويض المساعدات الغربية في حال قطعها، وطالب الفيصل في تصريح لوكالة فرانس برس، المجتمع الدولي ب"عدم اتخاذ اي اجراءات او سياسات من شأنها عرقلة وتعطيل جهود" الحكومة المصرية، وقد تعهدت السعودية والكويت والامارات بعيد عزل الرئيس المصري محمد مرسي في الثالث من تموز/يوليو بتقديم حزمة من المساعدات لمصر بقيمة 12 مليار دولار.
وقال المحلل الكويتي عايد المناع لوكالة فرانس برس ان "دول الخليج لديها مشكلة مع التنظيمات الاسلامية وبالذات الاخوان المسلمين، وضرب هذا التيار واضعافه في مصر واثبات فشله هو لصالح هذه الدول حتى لا يكون النموذج المصري قابلا للتصدير الى المنطقة الخليجية والعربية عموما"، واكد المناع ان الدول الخليجية "ستقوم بكل تأكيد بتقديم كل الدعم للادارة المصرية الحالية المدعومة شعبيا".
وتقيم دول الخليج منذ عقود علاقات قوية مع المؤسسة العسكرية المصرية، وذلك منذ ايام الرئيس انور السادات، وكانت العلاقة قوية ايضا مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي تم اسقاطه اثر انتفاضة شعبية سببت الكثير من المخاوف للخليجيين.
اما الاخوان المسلمين، وبالرغم من احتضانهم في دول الخليج بعد طردهم من مصر في عهد جمال عبدالناصر، فقد خسروا ثقة هذه الدول منذ غزو العراق للكويت حيث اعتبرت ان موقفهم كان مؤيدا لصدام حسين، واتهمت الامارات التنظيم الاسلامي بالسعي الى الانقلاب على نظام الحكم في الدولة الاتحادية الغنية والمنفتحة. ومنذ 2012، تمت محاكمة العشرات من المنتمين الى الخلايا الاسلامية، وبالنسبة للمحلل السياسي السعودي خالد الدخيل، فان الدافع الاساسي للسعودية لدعم الادارة المصرية الحالية ووزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي هو الحرص على استقرار مصر.
وقال الدخيل لوكالة فرانس برس ان "السعوديين مرعوبون من امكانية انهيار الوضع في مصر"، وبحسب الدخيل، ستكون الرياض "مكشوفة تماما" اذا ما سقط الركن الثالث من الاعمدة الاربعة للنظام السياسي العربي التقليدي، اي العراق الذي بات "تحت التأثير الايراني"، وسوريا "التي تعصف بها حرب اهلية مدمرة"، ومصر والسعودية.
ورأى المحلل ان السعودية "اختارت ان تقف في صف المؤسسة العسكرية المصرية التي تعرفها منذ عقود والتي تعتقد انها الاصلح لارساء الاستقرار في مصر بعد فشل الاخوان في الحكم وفي ظل الانقسام الكبير في الشعب المصري"، وتاتي التغيرات الدامية في مصر والمواقف الغربية المنددة بما اعتبرته "انقلابا"، لتزيد من توجس دول الخليج ازاء سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، واتفق المحللون الذين تحدثت معهم وكالة فرانس برس على ان دول الخليج منزعجة مما تراه توددا غربيا لتيار الاخوان المسلمين المنفتح على ايران، وعدم وضوح الاستراتيجية الغربية ازاء الجار الشيعي الكبير.
وقال المحلل السياسي اللبناني المقيم في لندن عبدالوهاب بدرخان لوكالة فرانس برس ان السعودية والامارات شكلتا مجموعة ضغط او "لوبي معارض لوجهة النظر الغربية ومدافع عن ما حصل في مصر"، وهو تحرك قد يؤتي بثماره نظرا للثقل المالي والدبلوماسي الذي تملكه الدولتان، وقال ان هذا الموقف ياتي على خلفية مخاوف خليجية كثيرة ومتعددة ازاء الغرب.
واوضح "السعودية لديها موقف كبير من اهمال القضية السورية وتركها تتفكك" كما ان "هناك معاناة خليجية من عدم الوضوح الاميركي والغربي بالنسبة لما يراد من ايران" وايضا "هناك استياء من التقارب بين الاخوان المسلمين وايران"، فضلا عن "الاستياء من تسليم العراق الى ايران"، واعتبر ايضا ان لدى الخليجيين هاجسا بان "الغرب لن يتردد في عقد صفقة مع ايران"، الا ان هذا التوجه لا تشمل الدول الخليجية كلها.
فقطر، الدولة التي لعبت دورا سياسيا لافتا في السنوات الاخيرة، تبدو وحيدة ومعزولة في دعم الاخوان المسلمين، خصوصا من خلال قناة الجزيرة.
وقبل عزل مرسي، كانت قطر تعتبر الداعم المالي الاكبر لحكومته ولتيار الاخوان المسلمين، وذلك "لاسباب براغماتية اكثر منها عقائدية" بحسب الدخيلن فالتحالف مع الاخوان الذين كانوا يبدون الاكثر قدرة على استلام الحكم في دول الربيع العربي، كان بوابة قطر لمزيد من النفوذ والثقل في المنطقة، وقال الدخيل "قطر ستعاني الان من عزلة كبيرة داخل مجلس التعاون الخليجي لان سقوط الاخوان اضعف الموقف القطري كثيرا"، وخلص الى القول "لا بد للقطريين ان يعيدوا تموضعهم بعد ان وضعوا بيضهم كله في سلة الاخوان".
شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/أيلول/2013 - 19/ذو القعدة/1434