عصر برشلونة
تصغير الخطتكبير الخط
توج فريق برشلونة مجدداً بالثلاثية التاريخية ليفتح الباب واسعاً أمام سداسية باتت في المتناول للمرة الثانية خلال ظرف 5 سنوات.
برشلونة لويس أنريكي يعيد إنتاج برشلونة التاريخي مع غوارديولا ويؤكد مجدداً أن العقد الأخير هو عقد البرشا التاريخي بقيادة الأسطورة ليونيل ميسي.
نحن بالفعل نعيش في عصر برشلونة بعد أن مثلت عقوداً ماضية عصوراً لفرق أخرى، إلا أن عصر برشلونة مختلف بإنجازات لم يسبق لها مثيل.
الفريق أعاد اكتشاف نفسه من جديد بعد ضياعه مع المدربين فيلانوفا وتاتا مارتينو ونجح مع المدرب الشاب لويس أنريكي الذي لم يصب النجاح المطلوب مع سلتا فيغو الإسباني أو روما الإيطالي ولكنه مع فريقه البارشا وضع نفسه في خريطة المدربين العالميين.
موسم واحد فقط كان كفيلاً لهذا المدرب للكشف عن إمكاناته الكبيرة كما أنه كان كفيلاً لتبيان دور الفريق في إبراز أي مدرب.
قبل بداية الموسم لم يكن أشد المتفائلين يمني النفس بالخروج ببطولة واحدة لبرشلونة فضلاً عن الفوز بالثلاثية، فالفريق عانى من تراجع جماعي وفردي عام منذ ثلاثة مواسم إثر رحيل مدربه غوارديولا.
الانتقادات صبت سريعاً على لويس أنريكي حتى بات قريباً من الإقالة قبل أن ينجح أخيراً في الوصول إلى التوليفة الناجحة التي قهر بها كل الخصوم.
أنريكي أبرز لمساته كانت في إعادة توظيف ميسي على الجهة اليمنى للفريق إلى جانب داني ألفيس بعد أن كان يلعب في السنوات الأخيرة كرأس حربة.
وجود ميسي على الجهة اليمنى منحه حرية حركة أكبر سواء في الاختراق أو صناعة الأهداف أو في التسجيل من خلال القدوم من الخلف وخصوصاً أن المجال مفتوح تماماً أمامه للتحرك بالطريقة التي تناسبه.
اللاعب نفسه أعاد استكشاف إمكانياته الكبيرة بعد أن بات محصوراً بين الدفاعات من خلال اللعب كرأس حربة ولذلك على رغم أنه بات أبعد عن المرمى إلا أنه كان أقدر على صناعة الأهداف وعلى الاختراق الذي يوهن أي دفاع، كما أنه عاد للموقع الذي بدأ فيه مع الفريق وقدمه للعالم.
أنريكي أعاد كذلك ترتيب خط الوسط بالاعتماد على الثلاثي بوسكيتس وراكيتيش وانيستا مستبعداً إكسافي ومحافظاً على التجانس بين اللاعبين الثلاثة وهو ما أثمر قوة وصلابة مع توالي المباريات.
المدرب أيضاً أعاد مسكيرانو مع بيكيه في الدفاع وحافظ على وجود ألفيس وألبا كظهيرين، كما ثبت نيمار على الجهة اليسرى ومنح الثقة للمهاجم سواريز الذي دخل في الأجواء سريعاً.
ما فعله أنريكي أنه أعاد تنظيم الفريق مجدداً لاستخراج أفضل ما لدى اللاعبين، فكانت النهاية دراماتيكية خلافاً لكل التوقعات.
الغريم ريال مدريد بدأ الموسم بطلاً لأوروبا وبصفقات كبيرة وباستقرار فني وكان مرشحاً فوق العادة للثلاثية إلا أن أنريكي كانت له الكلمة الختامية ببطولات متوالية وبأداء رائع محققاً إنجازاً شخصياً كبيراً.
أجمل ما تحقق كان أنه خلافاً للكثير من التوقعات، كما أنه تحقق عن جدارة واستحقاق وهو ما وضع المنافسين في موقف محرج لأنه بات عليهم مضاعفة الجهد إذا ما أرادوا اللحاق ببرشلونة فضلاً عن إنهاء عصره التاريخي.
اضغط لقراءة المزيد من مقالات: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4658 - الثلثاء 09 يونيو 2015م الموافق 22 شعبان 1436هـ