35 ألف مشاهدة للعمل خلال يومين من بثه
«مشروع مدرسي»... فيلم بحريني يحكي قصة مشاريع طلبة تُرمى في القمامة
الحاج محفوظ يحمل مشروع ابنته وهو يردد «حرام... حرام... حرام»تصغير الخطتكبير الخط
الوسط - علي الموسوي
«انظر إلى هذا ما رأيك فيه... هذا المجسم الذي تسلّفت من أجله مبلغ 10 دنانير لابنتي محفوظة، تعال وانظر إليه مع بقية المجسمات ملقىً على الأرض... فتحتُ وجهي على الناس وتسلّفت 10 دنانير من أجل هذا المجسم، وفي النهاية يُرمى في القمامة»، بهذه العبارات يختصر الحاج محفوظ مصير مشاريع مدرسية تُرمى في القمامة بعد أن يبذل الطلبة جهداً لإنجازها، وهو الأمر الذي صوّره الممثل والمخرج علي العويناتي في فيلمه القصير «مشروع مدرسي».
الفيلم الذي تصل مدته إلى 10 دقائق، وبلغ عدد مشاهديه على موقع التواصل «يوتيوب» أكثر من 35 ألف مشاهد، خلال يومين من بثه، يصوّر المعاناة التي يواجهها الآباء في توفير المبالغ المادية المطلوبة مقابل عمل مشاريع أبنائهم التي تُطلب منهم في المدرسة، إلا أن مصير هذه المشاريع «القمامة».
قصة الفيلم وهو من إنتاج «بحارنة للإنتاج الفني»، تبدأ عندما تأتي البنت إلى أمها لتخبرها أن المدرسة تطلب منها عمل مشروع، فتصرخ الأم منادية على والد البنت، وتقول له إن المدرسة تطلب من ابنتك عمل مشروع، فيبادر الأب بسؤال ابنته: ما هو المشروع المطلوب منك؟، فيأتي الجواب من البنت: مطلوب مني عمل مجسم وليس لدي الأدوات لذلك، لنذهب إلى المكتبة ونرى كلفة المجسم.
وعندما يحاول الأب الهرب من هذا الأمر لعدم امتلاكه كلفة المجسم، تزجره الأم خشية من رسوب ابنتها، وتهدده بأن تضربه بالمكواة التي في يدها، فيستسلم الأب.
ويصوّر الفيلم الأب وهو عامل نظافة، يحاور نفسه ويسألها «من الذي يمكنه إعطائي مبلغ 10 دنانير وأرجعها له مع صرف الراتب الشهري»، وبعد ذلك يسأل زميله في العمل، والذي يشاركه في تنظيف الشوارع وكنسها، فيأتي الجواب من زميله: لو انقلبت 10 دنانير لاشتريتُ بك. إلا أنه يعود ليسأله عن حاجته لهذا المبلغ، فيصارحه بأنه كلفة مجسم طلبته المدرسة من ابنته، فيقول الزميل «المبالغ التي أصرفها على المشاريع أكثر من التي أصرفها على الجامعة».
وفي مشهد آخر، يظهر الأب حاملاً المجسم في صباح يوم دراسي، وتجلس إلى جانبه الأم والبنت، وبعد أن تعطي الأم ابنتها الفواكه والأكل لتأكله في المدرسة، تأخذ المجسم وتغادر المنزل.
وبشكل مفاجئ، وبينما يقوم الأب بكنس الشارع المحاذي للمدرسة مع زميله، تلفت انتباهه مجموعة من الأوراق والمجسمات ملقاة على الأرض، والتي من بينها مجسم ابنته، فيرمي المكنسة من يده، ويمشي خطوات ثم يجلس إلى جانب المجسم الذي استدان من أجله 10 دنانير، ويتألم من ذلك.
ويأتي الزميل بعد أن ذهب لشراء وجبة الإفطار، فيرى الحاج محفوظ جالساً بين المجسمات، فيسأله: ما بك؟ هل أنت مريض؟، فيجيبه: لا... تعال وانظر إلى هذا ما رأيك فيه... هذا المجسم الذي تسلّفت من أجله مبلغ 10 دنانير لابنتي محفوظة....».
وبنبرة حسرة وألم، يقول: «فتحت وجهي على الناس، واستدنت 10 دنانير لأقوم بعمل المجسم لابنتي محفوظة، 10 دنانير تعب يومين، وفي آخر الأمر تُرمى في القمامة. لو يتم تزيين الصفوف المدرسية بهم والاستفادة منهم للعام الدراسي الجديد أفضل من رميهم». ويختتم الفيلم وهو يردد «حرام... حرام... حرام».
الأب لحظة تفاجئه بمشروع ابنته ملقىً في القمامة
البنت وهي تحمل مشروعها المدرسي استعداداً للذهاب به إلى المدرسة
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 4658 - الثلثاء 09 يونيو 2015م الموافق 22 شعبان 1436هـ