ماجــد عــون.. الخـال والأب والفنــان
فريد رمضان
-1-
هو ماجد عون، خالي الذي رحل دون أن يكتب نوتة موسيقية، كان يكتب حياته في جمل وكلمات تذكرنا وتذكر كل من يسمعها بالهوية البحرينية، من ''يا شاطئ اليابور'' ''وحبيبي طار هجرك'' و''كم على كم'' وغيرها من الأغنيات ذات الصفة المحلية، والهوية العربية. كان يصقل تجاربه بتواضع الفنان الفقير المخلص لتجربته، والتي لم تخدمه الظروف لإبرازها بشكل مناسب، خارجة عن إرادته.
-2-
كانت أغانيه مثل الجرح وبلسم الحياة. حيث كنا جميعنا أبناء الخال والخالات نتجمع في البيت الكبير لننصت بوجل لأغاني فريد الأطرش التي كان يبرع في غنائها.
الغناء كان الحلم والقلب وجمال الحياة.
-3-
لم يأخذ من الحياة سوى محبة الناس.
جاء بصوته وعذوبة ألحانه في زمن كان الفن الغنائي يعيش بين مفترقين، بين زمن فن الصوت بعمالقته الذين أسسوا له من محمد بن فارس والعصر الذهبي للفنان محمد زويد، وبين جيل ستيني منفتح على الأغنية العربية الطربية، التي كانت تتخفف من الأثر المحلي وتعبر عن هوية غنائية عربية، باختلاف لهجاتها، رغم حضور وحظوة اللهجة المصرية التي تغنى بها جميع جيل الأغنية الطربية في مطلع الستينات.
جاء ماجد عون ليقف على خشبة المسرح، متخففاً من اللباس الخليجي، مرتديا بدلته الإفرنجية البيضاء، مصفف الشعر على الموضة، ليصدح بكلمات غنائية وألحان جديدة، ليشكل مع جيل جديد رافقه، هوية للأغنية البحرينية الحديثة.
-4-
صرنا نرتب السهرة عن طريق الأشرطة الغنائية التي كانت أمي تحرص على تسجيلها دائما، هناك حيث تركت أثر صوتك عليها برفقة العود. صوتك يتسلل إلينا بكثير من الحزن، فنستعيد الذكريات بكل قسوتها وأفراحها. نرى في حوش البيت طولك الفارع وحضورك البهي الذي لن يفارق المكان والقلب.
أنت احتمالاتنا في الحب..
أنت احتمالات العائلة،
سردها الأخير
-5-
كان بالنسبة لنا الخال، والأب والصديق، الذي يخفف عن أخته وأبنائها حزن الأيام وقسوتها.
الخال الذي كان يحكي لنا عن شظف العيش في البيت الكبير بغنائه وعذب صوته.
وداعاً خالي ماجد عون.