Share on TwitterShare on WhatsAppالتعليقاتأزمة كورونا[size=39]باحثون في MIT يحذرون من عواقب "كارثية" لتخفيف إجراءات مكافحة كورونا[/size]
18 أبريل 2020
مهندسون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يبتكرون نموذجا تنبأ بعدد الإصابات بالفيروس في الولايات المتحدة
تنبأ الذكاء الاصطناعي بتراجع حالات الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة وإيطاليا الأسبوع المقبل، لكنه حذر من نتائج "كارثية" في حال التراخي في تطبيق إجراءات العزل الصحي الحالية.
واستخدم مهندسون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT تقنية "تعلم الآلة" لقياس مدى تأثير إجراءات العزل على انتشار الفيروس في عدد من الدول، من بينها الولايات المتحدة.
وتوصلوا إلى نموذج يعتمد "للمرة الأولى على معلومات حول الفيروس ذاته" وليس النماذج الأخرى التي تعتمد على دراسات سابقة تخص فيروسات أخرى مثل سارس وميرس، بحسب طالب الدكتوراه راج دانديكار المشارك في البحث.
ويعتمد هذا النموذج على تحديد الأشخاص المصابين بالفيروس وتم وضعهم في الحجر الصحي، وبالتالي منعهم من نقل العدوى للآخرين.
ووجد النموذج أن كوريا الجنوبية استطاعت احتواء الفيروس، مع تطبيقها إجراءات حجر صحي صارمة، أما في الأماكن التي شهدت "بطئا" في التدخل الحكومي مثل إيطاليا والولايات المتحدة، زادت فرصة انتشار المرض، إذ كان ما يعرف باسم "معدل التكاثر الأساسي" للمرض أكبر من رقم 1، ما يعني أن الفيروس استمر في الانتشار بشكل كبير.
ويشير هذا الرقم إلى عدد الأشخاص الذين يمكن للمصاب بالمرض أن ينقل إليهم العدوى في المتوسط.
وبعد أن قام الباحثون بتدريب "شبكة عصبية" على تعليم نفسها كيفية التنبؤ بأنماط انتشار العدوى، توصلت النتائج إلى وجود علاقة مباشرة بين إجراءات الحجر الصحي وانخفاض "معدل التكاثر الأساسي".
وتنبأ هذا النموذج بأنه سيحدث نوع من الاستقرار في عدد الحالات، لكل من إيطاليا والولايات المتحدة في الفترة بين 15 و20 أبريل.
جورج بارباستيس، أستاذ الهندسة الميكانيكية، الذي شارك في البحث قال إن هذا يعني أننا سنبدأ ما يعرف باسم "تسوية للمنحنى" أي أن الحالات ستبدأ في التراجع.
ومن أجل ضمان أن النموذج كان قادرًا على تحقيق نتائج دقيقة، قام الفريق بتدريبه على بيانات عن الفيروس في الفترة من يناير حتى أوائل مارس، ثم قام بمطابقة توقعاته لشهر أبريل بالإحصاءات الموجودة الفعلية.
واتضح أن النموذج كان قادرا على التنبؤ بدقة بالمنحنى في جميع البلدان التي تم دراستها.
وتوقع النموذج حدوث تراجع في عدد الحالات المصابة بالولايات المتحدة بين 15 أبريل و20 أبريل، وتوقع أيضا أن يبلغ عدد الإصابات نحو 600 ألف إصابة قبل حدوث هذا التراجع.
لكن الباحثين أكدوا ضرورة عدم تخفيف تدابير الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي الحالية، لأن ذلك من شأنه حدوث "انفجار" في عدد الحالات المصابة.
بارباستيس قال: "هذه لحظة حاسمة من الزمن... إذا خففنا في إجراءات الحجر الصحي، قد يؤدي ذلك إلى كارثة"، داعيا إلى النظر في تجربة سنغافورة لمعرفة مخاطر تخفيف تدابير الحجر الصحي بشكل متسرع.
وتحارب سنغافورة الآن موجة ثانية من الإصابات، بعد أن خففت من إجراءات الحجر، وهو ما أجبر الحكومة هذه المرة على اللجوء لاتخاذ إجراءات صارمة، بما في ذلك إغلاق معظم أماكن العمل.
وتؤكد هذه الموجة الثانية من العدوى في سنغافورة على ما توصل إليه الباحثون في هذا النموذج بشأن هذه العلاقة بين تدابير الحجر الصحي ومعدلات الإصابة.
ويضيف بارباستيس: "إذا اتبعت الولايات المتحدة نفس سياسة تخفيف إجراءات الحجر الصحي قريبا، نتوقع أن تكون العواقب أكثر كارثية".
وكان رئيس اللجنة العلمية التي تقدم المشورة للسلطات الفرنسية جان فرانسوا دلفريسي قد اقترح "اللجوء ولفترة طويلة لتدابير التخفيف من الحجر ثم التشديد، ثم الانفتاح والعودة إلى التشديد".
وهذا أيضا ما خلصت إليه دراسة أميركية نُشرت هذا الأسبوع في مجلة "ساينس"، افترضت التبديل بين فترات الحجر والتخفيف حتى عام 2022، أي الوقت اللازم لاكتشاف علاجات فعالة وربما لقاح ضد الفيروس المستجد.