[١١/٩ ٩:٣٦ م] حسن: *"*
*فلسفة المحن والبلاء للشيخ حبيب الكاظمي*
*
طبيعة الدنيا..
*
*"إن رب العالمين جعل الدُنيا محدودة في إمكاناتها، لذا هُناكَ تنازع حول المال، وحول الحُكم، وحولَ الرئاسة..*
*فالإنسان لهُ مبتغيات كثيرة في هذهِ الحياة الدُنيا؛ ولكنهُ لا يحقق إلا القليل مما يحبُ ويرضى.. هُنا يأتي دور البلاء والمحن، وأئمة أهل البيت -عليهم السلام- أسوةً بجدهم المصطفى -صلى الله عليه وآله-* *تجرعوا غليظَ المحن.. فالإمام موسى بن جعفر (ع) -الذي هو ابن الإمام الصادقِ (ع) وحفيد الباقر (ع) اللذينَ ثُنيت لهما الوسادة في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وآله-..* *حيث أن مئات المُحدثين كانوا يتحلقون حول الإمامين الصادقين (ع) في مسجد النبي -صلى الله عليه وآله-، ولولا الصادقان (ع) لابتلينا بالفقر الحديثي في تراث الإمامية- هذا الإمام بدلاً من أن يكون في مسجد جدهِ رسول الله -صلى الله عليه وآله-، وبدلاً من أن يكون على كُرسي الفُتيا والعلم والتدريس كأبويه؛* *وإذا بهِ في سجون الظالمين، يُنقلُ من سجنٍ إلى سجن، إضافة إلى التعذيب الذي تعرضَ لهُ إلى أن قُتلَ مسموماً شهيداً.. هذهِ هي طبيعة الدُنيا: رب العالمين ما تركَ نبياً ولا ولياً ولا وصياً؛ إلا ابتلاه.*
*
يتبع........*
*"*
[١١/٩ ٩:٣٦ م] حسن: *"*
*فلسفة المحن والبلاء للشيخ حبيب الكاظمي*
*
أنواع البلاء..
*
*"إن المؤمن يستعد للفتن والبلاء، فالإنسان أيام شبابهِ قد يعيش شيئاً من الصحةِ والعافية، وأنس الحياة الزوجية.. ولكن مع الأفول التدريجي للصحة والعافية، وتقدم العمر؛ فإن هُناك بلاءين يحلان بالإنسان من سن الخمسين فما فوق:*
*"أولاً: ضعف القوى الشهوية.. فالإنسان المتقدم في السن، ليست لهُ لا شهية في الطعام، ولا شهيةُ النساء، كشابٍ في العشرينِ مثلاً.*
*" ثانياً: العوارض البدنية.. إن هذا البدن كأي دابة تنتابه الأعراض والأمراض.. وربما قليل ممن هم في سن الخمسين، لا يشتكون من ألمٍ في بدنهم.*
*" هذا بالإضافة إلى البلاءات الاستثنائية: في مالهِ، وفي أهلهِ، وفي ولده.. يكفي هذان العارضان؛ أي ضعف القوى من ناحية، وتوارد البلاء من ناحية.. وكُلما امتدَ بهِ العُمر، تكثر عليهِ البلاءات والفتن، إلى أن يتوفاه الله عز وجل.*
*
يتبع.......*
*"*
[١١/٩ ٩:٣٦ م] حسن: *"*
*فلسفة المحن والبلاء للشيخ حبيب الكاظمي*
*
كيف نواجه البلاء؟..
*
*"إن آية الاسترجاع التي تقراً عادةً في المصائب والمحن: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}؛ من الآيات المظلومة في القرآن كباقي القًرآن الكريم..*
*"فيوم القيامة القُرآن يشتكي، والمساجد أيضاً تشتكي من عدمِ توقيرهما حق التوقير.. هذهِ الآية لها سابقة ولها لاحقة، فالقُرآن كالحلقات المتشابكة؛ لابدَ أن تقرأ الآيات بشكل متكامل.. فالآيتان السابقتان هما:*
*"1- {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ}.. فمعنى الآية -كما في تفسير الميزان-: "-و الله أعلم- ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات، ولا تعتقدوا فيهم الفناء والبطلان كما يفيده لفظ الموت عندكم، ومقابلته مع الحياة، وكما يعين على هذا القول حواسكم، فليسوا بأموات بمعنى البطلان، بل أحياء ولكن حواسكم لا تنال ذلك ولا تشعر به"..*
*"فالذي لا يتعامل مع النبي -صلى الله عليه وآله- مُعاملة الحي؛ هذا لا يشعر ولا يفهم؛ لأنَ النبي -صلى الله عليه وآله- لم يمت، بل انتقل من مكانٍ إلى مكان.. فلو كانَ النبي ميتاً، لعاملناهُ مُعاملة الحجر والمدر.. ولكن النبي تركَ هذا البدن الأرضي، وانتقلَ إلى مقعدِ صدقٍ عندَ مليكٍ مُقتدر.*
*
يتبع.........*
*"*