"
*
️ عجب أهل الفساد بفسادهم :*
*إن أهل الكفر والنفاق وأهل الأخلاق السيئة والصفات الرديئة وأهل المعاصي والفساد قد يصلون أحياناً إلى درجة الإعجاب بزندقتهم وأخلاقهم السيئة وموبقات أعمالهم! ويسرّون بها، ويرون أنفسهم من أصحاب الحرية الخارجة عن التقليد والمحررة من التعقيد، والبعيدة عن الخرافات، فيتصورون أن الإيمان بالله والتدين من ضعف العقل وصغره، والأخلاق الحسنة والصفات الفاضلة من ضعف النفس والمسكنة، والأعمال الحسنة والعبادات من ضعف الإدراك.*
*
هؤلاء قد استولت الصفات القبيحة على قلوبهم حتى استأنسوا بها وتصوروها كمالاً، وهذه الحالة هي التي أشار إليها الحديث الشريف:*
*"العجب درجات، منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسناً فيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعاً".*
*إشارة إلى قوله تعالى:*
*"أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًاً"*
*
وهناك عدة آيات في القرآن الكريم تشير إلى هذه الحالة مثل قوله تعالى:*
*"يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًاً".*
*وقوله تعالى:*
*" قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًاً * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا"*
*
هؤلاء هم أكثر الناس مسكنة وأسوأ الخلائق حظاً وأولئك يعجز أطباء النفوس عن علاجهم ولا تؤثر فيهم الدعوة والنصيحة بل قد تعطي أحياناً نتيجة عكسية.*
*
️ إن النفس والشيطان يهونان المعاصي في عين الإنسان حتى إذا وقع في معصية استدرجاه إلى أخرى حتى يصل إلى درجة الاستهانة بالشريعة والقانون الإلهي وتوصله يداه إلى الزندقة والكفر والإعجاب بهما!*
*
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) :*
*"يدخل رجلان المسجد،أحدهما عابد والآخر فاسق، فيخرجان من المسجد والعابد صدِّيق والعابد فاسق، وذلك أنه يدخل العابد المسجد وهو مدلٌّ بعبادته وفكره في ذلك، ويكون فكرة الفاسق في التندّم على فسقه فيستغفر الله من ذنوبه".*
•