لو هتسألني عن أهم صفة تزرعها في طفلك من صغره.. هقولك بقلب جامد: الثقة بالنفس.. شيء يدعو للحزن لما بصادف شاب عشرينات أو تلاتينات رغم تعدد مواهبه وقدراته لكنه في مكان أقل كتير كتير من اللي يستحقه، والسبب إما خوفه وتردده الدائم، أو قلقه من أخذ خطوه قد تصنع فارق في حياته، أو لخجله الشديد وارتكانه دائماً للـ Comfort zone ، أو لرعبه من المواجهة فالتالي بيفرط في حقه، أو لشعوره الدائم بالدونية وإنه لا يستحق الأفضل كالآخرين (ودول كتير قوي).. وفي نفس الوقت مقدرش أوصفلك كم الاشمئزاز اللي بحسه من عدد المنحطين والأغبياء اللي بقابلهم في حياتي، معدومي الموهبة والقدرات نهائياً، لكن الواحد فيهم ماشي زي الشنيور، طالع واكل نازل واكل، وبيوصل لكل اللي هو عايزه.. حتى لو لم يستحق..
الثقة بالنفس إن متزرعتش بشكل صحيح في الصِغر هيعاني صاحبها جداً جداً في الكِبر.. وغالباً مش بيكتسبها إلا بعد عدد من التجارب والصدمات المؤلمة.. وبشكل جزئي.. عشان كدة أرجوك.. اتقاءاً لكل ده.. فالبداية كأسهل ما يكون.. متزعقش لابنك وتلومه على الكبيرة والصغيرة، لأنه ده اللي بيربي عنده #القلق ويخليه يخاف ياخد أي خطوه بعد كده لتطلع في غير محلها، وحذاري من إهانته قدام الناس لأنه ده هيعزز انطوائيته وانعزاله اللي ربما بعد كده يتطور لرهاب الاجتماعيات، ولا تبالغ في مدح أطفال آخرين قدامه وإنه إزاي مش زيهم لأنه ده اللي هيحسسه بالدونية والانهزامية وإنه لا يستحق أي شيء حتى لو كان قادر يوصله، ومتكسرش بخاطره في أي حاجة بيحب يعملها أو رأي بيقوله لأنه ده بيفرمل تفكيره ويسحب رصيد اعتزازه بنفسه وبيربي عنده الانصياع الأعمى لآراء وتوجهات الآخرين.. دايماً قدَّر كلامه، وعَزِّز رأيه، وثمِّن أقواله وأفعاله، وازرع فيه إنه محدش أحسن منه، وإنه يستحق كل ما يصل إليه لأنه – فقط - يستحق ولا أكثر، شجعه على المغامرة والمواجهة والتعلم من الأخطاء، حفز إرادته ورغبته في الفوز، وخصوصاً من خلال الرياضات البدنية، ودربه على – ودي أهم أهم حاجة في الزمن ده – ألاَّ يستسلم أبداً أو يسيب حقه مهما حصل.. خليه يتعامل مع اللي قصاده مهما بلغ حجمه، بنفسية الفائز دوماً As always winner.