تهيئة 40 مدرسة حكومية لأطفال «متلازمة داون».. التربية:
تأهيل 300 اختصاصي لإنجاح مشروع دمج المعاقين بالمدارس
كتب - حسين الصباغ:
كشفت وزارة التربية والتعليم عن رصدها 303 من التربويين المختصين بهدف إنجاح مشروع الوزارة لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب صعوبات التعلم في المدارس الحكومية ومجتمعاتها التعليمية، ونوهت إلى أن الوزارة هيأت 40 مدرسة حكومية من النواحي الإدارية والخدمية والأكاديمية لاستقبال طلبة متلازمة داون وطلبة التخلف العقلي البسيط، نصفها مدارس بنين والنصف الآخر مدارس إناث، فيما تستقبل أكثر من 85 مدرسة حكومية طلبة صعوبات التعلم والإعاقات المختلفة، والذين يزيد عددهم عن 8 آلاف طالب وطالبة.
وأوضحت إدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة التربية في تصريح خاص إلى «الأيام» بأن جميع الاختصاصين والمعلمين المعنيين برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة أمسوا على درجة عالية من الكفاءة والخبرة في التعامل مع تلك الفئة، خاصة وأن معيار وزارة التربية والتعليم في توظيف العاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة تأهيلهم التربوي في مجال التربية الخاصة قبل الخدمة، فضلا عن قيام الوزارة وبصورة مستمرة بتطوير مهارات وقدرات العاملين مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف مجالات التأهيل الاجتماعية والنفسية والتربوية، حيث وضعت أسس ومعايير دور معلم التربية الخاصة في دمج طلبة متلازمة داون والتخلف العقلي البسيط على هذا الأساس.
واشارت إلى أن الوزارة توكل إلى 3 معلمات رعاية 5 طلبة ضمن برنامج التوحد، فيما توفر معلمين وعامل إضافي لطلبة متلازمة داون المتواجدين في الصف الواحد، على أن لا يزيد عددهم عن 10 طلاب. ونوهت إلى أن الوزارة وبناء على توجيهات الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم تمكنت من دمج 222 حالة من القابلين للتعلم للعام الدراسي الحالي 2010- 2011م بالإضافة إلى الطلبة المدموجين سابقا، حيث تم إعداد خطة بخصوص استيعاب 222 طالبا وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الحكومية من خلال نشرات في وسائل الإعلام المختلفة وزيارات ميدانية للمراكز والمعاهد التأهيلية، كما تم حصر الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة القابلين للتعلم مع اقرانهم من أصحاب الإعاقات ( الذهنية؛ الجسدية؛ السمعية والبصرية؛ والتوحد)، بالإضافة إلى تحديد المدارس المناسبة لاحتضان هذه الفئة من الطلبة، وزيارتها ميدانيا للوقوف على احتياجاتها الفعلية لفتح صف لذوي الاحتياجات الخاصة أو ضم طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في الصفوف العادية.
وقالت إدارة العلاقات العامة بأن الوزارة قد قامت بتنفيذ عدة دورات تدريبية للكادر الإداري والتعليمي الذي يعمل مع هذه الفئة من الطلبة بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، حيث وصلت فصول دمج طلبة متلازمة داون إلى 40 مدرسة منها 20 مدرسة للبنين و20 مدرسة للبنات موزعة على المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مختلف محافظات المملكة.
ونوهت إلى أن الوزارة قامت بإعداد البنية التحتية للمدارس التي تطبق برنامج الدمج من حيث توفير التجهيزات الملائمة لعملية الدمج، وتعديل الأبنية المدرسية الحالية ومرافقها المختلفة لتلبي احتياجات طلبة الاحتياجات الخاصة وذلك وفق مواصفات فنية خاصة بهم، لضمان حرية الحركة والوصول إلى جميع مرافق البناء المدرسي واستخدامها، وتهيئة الطلاب العاديين في المدارس الحكومية، وإزالة العوائق التي يمكن أن تحول دون مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة المدرسية، وتهيئة الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة للدمج، او لاختيار المناسب للعاملين من ذوي الاحتياجات الخاصة من أخصائيين ومعلمين الأنشطة اللا صفية ( تربية فنية، معلم تربية رياضية، موسيقى، حاسوب، تصميم وتقانة)، ووضع الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصول المناسبة، وتوفير الوسائل المعينة ووسائل الأمن والسلامة، بالإضافة إلى إيجاد قناة اتصال بين أولياء أمور طلبة الاحتياجات الخاصة والمدرسة.
وأكدت العلاقات العامة أن الوزارة تبنت تجربة دمج أطفال متلازمة داون والتخلف العقلي البسيط القابلين للتعلم في المدارس الحكومية من خلال إلحاقهم بصفوف للتربية الخاصة حيث توفر لهم مختلف برامج الرعاية وتزودهم بما يحتاجون إليه من مهارات اجتماعية وتربوية مع استمرارية دمجهم في بعض الأنشطة المدرسية.
ويواجه المعلمون والاختصاصيون أثناء تطبيقهم سياسات الدمج عدة تحديات، أبرزها: محدودية تفهم وتعاون بعض أولياء الأمور مع المشروع و متطلباته، وعدم وضوح الرؤية الكاملة حول البرنامج لعدد منهم، بالإضافة إلى كبر سن بعض الطلبة المنتفعين من البرنامج إذ تبلغ أعمارهم من 14- 16 عاما، مما يسهم في ظهور مشاكل سلوكية لدى بعض الطلبة، وكذلك تباين المستويات التعليمية و الخبرات الأكاديمية للطلاب، ووجود عدد كبير من الحالات التي تعاني من عدم التفاعل اللفظي.
الجدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم كانت قد استحدثت منذ عام 1979-1980 باستحداث وحدة فنية في إدارة التعليم العام باسم مجموعة رعاية المعوقين، وأسندت إليها مهمة تحديد حالات الإعاقة بالمدارس والإشراف على الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس والطلبة الدارسين بالمعاهد الخاصة خارج البلاد، فيما تبنت الوزارة في العام 1992 تجربة دمج جزئي للطلبة بطيئي التعلم وطلبة التأخر الدراسي وصعوبات التعلم في إطار المدرسة العادية إلى جانب أقرانهم من الطلبة وبالتعاون مع اليونسكو، حيث تم عقد ورشة تدريبية للمعلمين المختارين آنذاك لتطبيق التجربة ولتزويدهم بالمهارات اللازمة التي تضمن تعاملهم بكفاءة و اقتدار مع هذه الفئة.