-
حين اتم شاب كان مرشح لوظيفة في شركة كبيرة اﻷختبار اﻷول..ذهب لِلقاء المُدير ﻹكمال اﻷختبار النهائي.
رأى المدير سيرته الذاتية وكانت ممتازة، حينها سأله؛هل انت تتلقى أي منحة للدراسة؟
أجاب الشاب: ﻻ بل كان والدي يتكفل بِكُل مصاريف دراستي
سأله المدير : ماذا يعمل والدك؟
أجاب الشاب؛ لديه ورشة صغيرة للصناعات اليدوية..
حينها طلب المُدير من الشاب أظهار يديه..فكشف عن كفين ناعمتين ومثاليتين.
سأله المُدير : هل سبق وإن ساعدت والدك في عمله؟
أجاب الشاب أبداً.. والدي أراد أن أتعلم واتفوق في دراستي لنيل الشهادة الجامعية وأنه يُتقن عمله أفضل مني..
طلب المُدير من الشاب عندما يعود الى البيت يقوم بغسل وتنظيف يدي والده ويرجع في صباح يوم الغد لرؤيته.
أستغرب الشاب كثيراً من طلب المُدير ! وبدأ يسأل نفسه ما علاقة ذلك وفرصة العمل؟
ثم أنهُ لم يلتقي أبيه منذ فترة ليست قصيرة رغم انهُ يعيش معه في سكن واحد.. ذلك ﻷنه غالباً ما يسهر مع اصدقائه و يعود متأخراً ليجد والده قد أخلد للنوم ثم يُبكر في خروجه إلى عمله قبل أن يراه.
قرر اﻷبن العودة مبكراً الى المنزل..
وعند رجوع أبيه من عمله طلب السماح له بتنظيف يديه..
تفاجئ اﻷب بطلب أبنه! وبدت عليه علامات الدهشة ممتزجة بمشاعر السعادة والرِضا..ولكنه التمس الترفق في تنظيفها..
بدأ اﻷبن ينظف والصدمة أذهلته وكأنه يرى ﻷول مرة يدي والده المتجعدة والمصابة بالكثير من النُدب والكدمات والجروح وكان كلما دعكها ﻻزالة السُخام المتراكم يتأوه الوالد متألماً..
أدرك الولد حينها أن تلك اليدين تحملت الكثير ودفعت ثمن باهظ ﻷجله..وأن ما وصل إليه من نجاح كان على حساب تعب متواصل وعمل شاقّ وتضحيات جسيمة قدمها لهُ أبيه..
أنفجر الشاب باكياً متأثراً وأخذ يُقبل يدي والده شاكراً له، مثمناً جُهده الكبير ﻷجل تحقيق هدفه متأسفاً لتجاهُله شقاءه وتعبه المتجسد بتلك اليد المتعبة.
نهض الشاب. مبكراً و مرّ على ورشة أبيه فلاحظ عدة العمل بأدواتها الحادة و القاسية وكيف أن والده تعامل معها على مدى سنين طويلة في مكان رطب وكئيب خلا من أبسط مقومات الراحة والترفيه وكيف أنه - الوالد يقضي ساعات طويلة يومياً منفرداً بِعمله ﻻيأنس إلا بإتمامه..فقام بتنظيم وترتيب وإعادة كُل شيئ الى مكانه وإزالة ما كان عالقّ على أدوات العمل من دهان و اوساخ وخرج لمقابلة المُدير..
وحين التقى به رأى المُدير أن الشاب ليس كما وجده يوم أمس فمسحة الحزن تترائ من عينيه وكذلك نظر إلى يديه فلاحظ بعضّ من آثار السُخام..أبىَ ان يختفي رغم مُحاولة التنظيف عدة مرات..فقال له المُدير :
كُنت أريد منك ايها الشاب عندما تستلم عملك هن