❞ لقد كتبت حتى الآن عشرات الكتب وثلاث مسرحيات ومئات البرامج الإذاعية، ومقالات تكفي عشرة دكاكين تبيع فيها اللب وإلى عدة قرون. ولكن أمنيتي التي لا أزال أرجو تحقيقها هي العثور على قطعة أرض في بلدنا، فدان أقيم عليه بيتا وأطلق فيه عدة أسراب من الوز والحمام وفصائل من الأرانب، وأزرع حوله عيدان الملوخية، وأضع على سطحه عشرة بلاليص فيها جبنة قديمة ومخلل. وأرتدي جلبابا أبيض وطاقية فوق رأسي، وأمشي حافي القدمين وأستحم إذا شئت في ماء الترعة، ويكون لي عشرون ولدا نصفهم ذكور والنصف الآخر من الإناث، على أن أقيم إلى جوار البيت قبرا لشخصي، فأنا أخاف النوم في المقابر البعيدة، أخشى بعد الموت أن ينهشني ذئب جائع أو ضبع صايع. وأخاف الحياة مع الموتى، أريد الموت إلى جانب الأحياء. لكي أظل معهم، أتفرج على الأجيال الجديدة السعيدة التي ستملأ الحياة فنا ووردا ورقصا وموسيقى.❝
- عمنا محمود السعدني، مذكرات الولد الشقي