: مصطفى محمود
أسطورة العلم والإيمان والخير
تساءل: «إزاى أقابل ربنا بشوية كلام؟!»
بعد إنجاز العالم الكبير نحو 70 كتابا ،وكعادته، امتلكه سؤال ظل يؤرقه،وسأل نفسه «وماذا بعد الكتب والمقالات «؟! حتى حانت اللحظة، والتقى صديقه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ودار حوار بينهما كان سببا فى طاقة الخير التى غمرت مصر، فقال الدكتور للفنان :» أنا مش عارف هاقابل ربنا ازاى بشويه كلام، دى حاجه تكسف» ،فرد عليه عبد الوهاب»وايه يعنى انت هتقابله بالكلمة ولها دور عظيم فى بناء المجتمع»، فرد عليه العالم الكبير قائلا : طيب وانت هتقابله بايه ،فقال عبد الوهاب « انا هاقابله بالفن العظيم الذى شكل اجيالا واجيالا»، فرد عليه الدكتور «هتقول لربنا ايه .. بلاش تبوسنى فى عنيه دى البوسة فى العين تفرق، ولا هتقول له الدنيا سيجارة وكاس»، وضحك مصطفى محمود ضحكته الساخرة المشهور بها ، وأضاف قائلا لعبد الوهاب» يعنى بينى وبينك يا عبد موقفك مش مضمون»!!!
ودار سجال بين الطرفين حول الفن والكلمة وأهميتهما، وأصر مصطفى محمود على موقفه ، وأردف محاولا إقناع صديقه عبد الوهاب « يعنى ممكن لعيب كورة يقابل ربنا بشويه أجوان .. إيه رأيك ،هل يكفيه، ولا واحد ملاكم يقابل ربنا بكام لوكمية،فهذا فن أيضا».
وبدأ عبد الوهاب يسأله عما يقصد فقال د. مصطفى محمود « شوف، فى فرق بين الاقوال والأعمال، فالأخيرة تعنى اطعام فقير او كسوة عريان او كفالة يتيم، أى عمل مشروع خدمى ينفع الناس، يعنى لما واحد تعبان وبيموت هتسعفه بغنوة؟!»، لكن عبد الوهاب أصر على رأيه بعظمة الفن ،وظل مصطفى محمود غير مقتنع ،وذكره بقول المولى عز وجل» يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم «، وهو ما يعنى ان القول السديد أى الحكمة او الكلام الجيد،يختلف عن العمل تماما. و عاش العالم الكبير أياما يفكر فى عمل يخدم الناس حتى يقابل الله وهو « مش مكسوف»، ووجد ضالته فى تأسيس جمعية عام 1975 ثم مسجدا باسم والده، استغرق بناؤه ثلاث سنوات، ولم يكن يملك العظيم مصطفى محمود ما يستطيع به تشييد المشروعات التى كان يحلم بها.. لكن ما إن امتدت يده للبناء حتى امتدت معه آلاف الايدى متبرعة،كل يريد المشاركة،وكانت 70 % من التبرعات من المصريينً و 30% من الأخوة العرب، والمدهش أنه وجد تيسيرات لا حصر لها لإعداد الصروح الطبية والمشروعات والخدمات الهائلة..وكان من بين المتبرعين الفنانة شادية،حيث تبرعت لجمعية محمود بشقة فى ميدان لبنان،وأقام مصطفى محمود احتفالا صغيرا لشادية،وبالطبع دعا إليه صديقه
عبد الوهاب..