صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

ظل مخفياً عن الأنظار مدة طويلة ومطوي في سجلات الأسرار التي لا يجب أن تصل لأحد ، تلك الرسائل التي كتبها فارس بك البنسناوي الذي مُحي ذكره من جميع السجلات الرسمية والتاريخية حفاظا على سره وظل مخبأ في طيات الوثائق المحفوظة في أكثر مكان ظنته السلطات آمنا وكانت لا تعتقد أن يصل إليه أحد حتى أن من خبأه مات وظلت الحراسة عليه بدون معرفة ماهية مافيه ، بدأ فارس بك التنقيب عن الأثار بداية من عام 1870 وكان مهووسا بها كونه كان مصاحبا للعديد من أشهر الباحثين والمنقبين في وقته ، وظل يبحث عن الغرائب والعجائب المدفونة وبعد بحث دام خمس سنوات وقعت يده على مطوية متوارثة في إحدى العائلات المصرية لم يُرد أن يذكرها في رسائله ، تلك المطوية التي كانت تقول أن أعظم سر على الإطلاق مدفون على بعد ألف وخمسمائة ذراع في الشمال الشرقي للأهرامات المصرية ، بدأ في البحث والتنقيب ولكن بائت محاولاته بالفشل ولكنه استطاع أن يعرف البقعة المقصودة وطلب المساعدة من الخديوي ولكن لم تكن الدولة وقتها تعطي بالا لذلك فعليك الحفر وما يخرج للدولة نسبة ولك نسبة وهذا كان المتعارف عليه وقتها ،لم يكن يملك الوسائل اللازمة لذلك فظل يبحث عامين عن أي شخص يساعدة حتى وجد صديق يعمل في الجيش المصري يُدعى سليمان باشا قدم له المساعدة اللازمة والأفراد الذين سيساعدونه والمال اللازم كذلك ، استطاع فارس بك أن يصل بالحفر إلى العمق المطلوب حتى وصل إلى نفق كان هو البداية للتأكد أنه يسير بطريقة صحيحة ، أمر فارس بك العمال بالدخول في النفق حتى وصلوا إلى حائط أمرهم بفتح فتحة صغيرة فيه لرؤية ما خلفه ، وبالفعل استطاعوا أن يفتحوا فتحة فيه وكانوا يحملون المشاعل ولكن صرخ أحدهم قائلا : عفريت . وألقى الشعلة بالداخل وخرج الجميع للخارج فسأله فارس بك عما رآه فقال له : لقد رأيت أعين مضيئة وكانت عدة أعين أضاءت في الظلام وكانت الأرضية عجيبة جدا والشعلة لم أرها عندما سقطت على الأرض فقد انطفأت بسرعة .
قرر سليمان بك أن يدخل مع العمال وأن يوسعوا الحفرة في الحائط بل وإزالته كله فانكشف أمامهم كرسي حوله مجموعة تماثيل تنظر إليه يقفون بشكل مستدير ويمسكون أيديهم ببعضهم البعض في حلقة وكان ذلك أول مرة يروا شيئا كهذا ، تقدم أحد العمال ولكنه أحس أن الأرضية تتساقط تحت قدمه فصرخ لأنه رأى عمقا رهيبا وكاد يسقط فيه لولا أن أمسك به أحد زملائه ، اختبر فارس بك الأرضية فسقطت كلها ماعدا جزء بسيط كان معلقا متصلا بالمكان الذي به الكرسي والتماثيل في منتصف الحجرة الكبيرة التي تمتلئ بالنقوش الغريبة والعجيبة ، تقدم فارس بك وكان العمال يربطونه بحبل للأمان وانحنى وعبر من تحت أيدي التماثيل ، وجلس على الكرسي ولكن فجأة بدأت التماثيل في الدوران وشعت الأضواء في كل مكان وأخذ فارس بك يصرخ بأعلى صوته والعمال أحسوا بهزة في كل مكان ...
استفاق فارس بك ووجد نفسه في نفس المكان وعلى نفس الكرسي ولكن لم يجد أحدا من الذين كانوا معه ، فنهض من على الكرسي وخرج فإذا السماء سوداء ورأى من بعيد عمائر كبيرة وعالية لم ير مثلها من قبل ولكنها مهدمة وحتى الأهرامات التي كانت قريبة من مكان الحفر تهدمت وأخذ يجري وينادي كالمجنون وكان الجو قد أوشك على أن يظلم فجلس ولا يعرف ماذا يفعل ولكنه بعد أن سرح وقتا طويلا وجد يد تخبط على كتفه وتقول : لماذا تجلس هنا ولماذا لاترتدي قناعا كما هي الأوامر ؟!! وما هذه الملابس الغريبة التي ترتديها؟!
التفت ونظر طويلا في وجه من يتحدث وإذا برجل يلبس قناعا زجاجيا على وجهه وبيده مصباحا وملابسه غريبة فقال فارس بك : أين أنا ؟! وحكى للرجل ما حدث له ، تعجب الرجل جدا وقال لفارس بك : أنت من الماضي أليس كذلك ؟! وانتقلت إلى توقع من توقعات المستقبل عبر بوابة الزمن الفرعونية !!
تعجب فارس بك من كلام الرجل ولكنه قال : توقع ؟! وبوابة زمن! لماذا تقول هذا وما بوابة الزمن الفرعونية ؟
جلس الرجل وأطفأ المصباح وقال : بوابة الزمن هذه مما قرأته حيث أنه قيل فيما مضى أن شخصا ما عثر على أكبر سر من أسرار الفراعنة وهو بوابة الزمن حيث تنقل الشخص إلى توقعات عديدة في المستقبل وبناء على أفعال البشر يتحدد المستقبل وهذه البوابة يمكن أن تنتقل بالشخص إلى أكثر من توقع ولكن أصبح مكانها غير معلوم غير في الكتب بعدما تم نشر كيفية العثور عليها بعد أن ظل سرا مخبأ طيلة قرن ونصف من الزمن ولكن بعد قيام الحرب الكبرى تم نشر كل شيء وقرأت عن ذلك ؟!
فكر فارس بك وقال في نفسه : يبدو أن الرجل لم يلق بالا أني أنا من اكتشف تلك البوابة ولو قلت له فقد يستغل ذلك فيجب أن أجاريه في الكلام حتى أعرف ماذا أفعل .
نظر الرجل إلى فارس بك وقال : لماذا سكت فجأة أيها الرجل الغريب !!
قال فارس بك معذرة : فإني وجدت ذلك الثياب ولبسته وأخرج ساعته وسأل الرجل عن التاريخ حتى يضبط ساعته ، تعجب الرجل من شكل الساعة وقال : يبدو أنك وجدت مع اللبس الأثري هذا تلك الساعة الخاصة به أيضا ولكن الآن لم يعد للأثار ثمن فالكل مشغول بلقمة العيش ، على العموم اليوم هو الحادي عشر من يناير عام 2043 م
سمع فارس بك الكلام فاندهش جدا وقال: ماذا قلت !!قال الرجل : ألم تسمع ؟ بدأت أخشاك وأخاف من مظهرك وأسئلتك فقلما أعثر على أحد في هذه الأماكن وبمظهرك أصبحت تثير فضولي يا فارس بك !!
سمع فارس بك هذه الكلام فانصدم ولم يستطع أن ينطق بكلمة ، فنظر إليه الرجل وقال : لقد رأيتك فعرفتك لأنني قارئ وقرأت كل شيء عنك لأنه في عام 2022 قام كاتب يُدعى أحمد سيد رجب بنشر قصتك مما دفع فضول الجميع وبحثوا عنك ولكن لم يعثر أحد لك على أثر في السجلات ولكن بعد أن تعرض العالم لحرب كبرى عام 2025 تم الإفراج عن جميع الأسرار لأنها أصبحت بلا قيمة ولا حارس عرفنا كل شيء عنك ، نظر إليه فارس بك وتعجب وقال وماذا حدث في هذه الحرب للعرب ؟قال الرجل :لقد اتحد العرب مع أمريكا وأوربا وهزمنا بنى أسيا من الروس والصينيين ولكن بعد ذلك نُقض العهد بيننا وبين أوربا وأمريكا واستطعنا هزيمتهم أخيرا وقد أصبحنا نعيش الآن في عصر مختلف عما كان .
خيم السكوت على فارس بك ولكن الرجل قال له : أعرف أنك متعجب من ذلك ولكن لامحالة من الحرب فقد أحبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن عصرك بعيد جدا فافعل الصواب ولا تخبر أحدا عن تلك البوابة التي وجدتها واترك الحياة تسير كما هي . وعليك أن تنهض وتترك المكان لأن الحراس على وشك مسح المكان والقبض على أي أحد في المكان فهذا المكان محظور فقد انتقلنا للعيش في أماكن أخرى أفضل وأكثر رقيا وتقدما .
نهض فارس بك ودخل المكان وجلس فإذا بالتماثيل تتحرك وعاد فوجد العمال ملقين على الأرض فأيقظهم وأمرهم ببناء الحائط مرة أخرى وعدم إخبار أحد عما حدث . وسجل ذلك في رسائل سرية وظلت تنتقل من يد ليد حتى وصلت للحكومة وأخفتها عن الانظار .

حديث الرسول عن الحرب الكبرى " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق، فيخرج إليهم جلب من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلو بيننا وبين الذين سُبُوا منا نقاتلهم. فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبداً، ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله عز وجل، ويصبح ثلث لا يفتنون أبداً، فيبلغون القسطنطينية فيفتحون، فبينما هم يقسمون غنائمهم وقد علقوا سلاحهم بالزيتون إذ صاح الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم."

#السر_الخفي_الأكبر
#أحمد_سيد_رجب