الفتاة التي جمعوا من أجلها أكثر من مائتي شخص سواء شيوخ أو علماء وغيرهم ولم يستطع أحد أن يطلع بنتيجة ، أو يفسر ما يحدث حتى حلت فترة مظلمة حالكة السواد على المنطقة باكملها .
تبدأ قصتنا بصراخ يشق سكون الليل بينما الجميع في البلدة نيام انطلق الأب والأم لمصدر الصوت فإذا ابنتهم فاطمة تجلس في ركن من أركان الحجرة وتصوب نظرها تجاه الحائط وحالتها فظيعة غريبة أخذ الأب والأم يحاولان فهم ما حدث لها واعتقد الاثنان أنها رأت كابوسا ولكن الفتاة كانت تصوب نظرها تجاه الحائط ، كان المنزل جديدا ونقلوا فيه منذ يومين فقط ، حاول الأب أن يهدء ابنته ولكنها قالت : حجرتكم تشتعل الآن .
جريت الأم تجاه الحجرة فإذا فعلا النار بدأت تشتعل في السرير فصرخت فأتى الأب وحاول إخماد النيران وصرخت زوجته في الشباك ففزع الناس حولهم وأتوا ليساعدوا الأسرة وبالفعل أخمدوا النار ، فدخل الأب على ابنته وسألها كيف عرفتِ ما حدث فقالت : دي رسالة فقط وإنذار كي تهربوا ولا يجلس أحد بجانبي طويلا وإلا حل عليه الغضب .
أخذ الأب يصرخ في ابنته ويقول لها : يظهر القراءة الكتير جعلتك تفقدي عقلك .
نظرت بجانب عينيها لأبيها فسقطت المروحة من السقف بجانبه ولكن جزء منها أصاب كتفه .
فأخذت الأم تصرخ هي الأخرى وتقول : فاطمة انتِ اتجننتي ؟! ورفعت يدها لتض*ربها ولكن شيء أمسك يدها وطارت باتجاه الحائط فقدت الوعي ، قال أحد الجيران الذين كانوا موجودين : البنت دي لابسها عفريت شرير ، نادوا على الشيخ عامر يرى ذلك .
وما هي إلا دقائق وحضر الشيخ عامر وحكوا له ماحدث ، ولكنه بمجرد دخوله خرج مسرعا وجلس يلهث بالخارج ويتعرق ، ولما سألوه ماذا جرى قال : أحسست أني في نار ملتهبة أو فرن مشتعل عندما تخطيت باب الحجرة ولم أستطع رؤية أي شيء ، ولكني سأخبر صديق لي في الصباح بما حدث وهو أعلم مني ، ولكني سأقرأ الرقية على الماء كي ننثره في المنزل كي يهدأ المكان ، وأحضروا له الماء ولكنه نظر له ولم يستطع أن ينطق حاول ولكن كأن شيئا ما ممسكا بلسانه ، فقام للخارج وجلس في الشارع ينظر للمنزل بذهول وبعد سويعات استطاع أن يتكلم ، وفي الصباح أخبر صديقه بما حدث فقال له : سأحضر معي بعض أساتذتنا وبعض المتخصصين لأن ما تحكيه يفوق الطبيعي وما نعرفه وأنا أصدقك طبعا .
في الصباح كانت الأسرة تنتظر بفارغ الصبر وفجأة وجدوا ابنتهم ترفع رأسها وتقول : وصل بعض الضعاف لبداية الشارع وها هم داخلون على المنزل ولكني سأقدم لهم استقبالا مناسبا وفجأة سمعوا صراخا في الشارع فإذا أنبوبة تشتعل في الشارع وتملأه نارا وانفجرت ماسورة المياه وضربت للأعلى والغريب أن المياه شكلت رجل عملاق في الجو ولحظات نزلت المياه على الأنبوبة فأطفأتها ، استغرب الجميع مما حدث وقال أحد الرجال الذين أتوا مع صديق الشيخ عامر : هذه رسالة لنا فما رأيكم ؟
اتفقوا على المضي ورؤية الفتاة ولكنهم بمجرد الدخول تم إغلاق الباب خلفهم بقوة ، بدأ الخوف يدب في قلوبهم فما حكاه الشيخ عامر بدأ يزداد سوء .
صعدوا السلم ودخلوا فإذا الحوائط تقتر دما وشكلت كلمات غريبة الشكل ولكن أحد الحاضرين قال : القوى الموجودة تفوق الخيال فأنا سأنسحب وبينما يريد الخروج سقط على الأرض ، وخرجت الفتاة وانطفا النور وأُغلقت الشبابيك ، ووجدوا صوتا يقول : أيها الضعفاء اخرجوا لا تعودوا ولكني استقبلتكم برسالة وأصريتم على المجيء ، فلن أرجعكم فراغي الوفاض .
أصبح المكان شديد العتمة ، ووجدوا أصوات غريبة حولهم كحيوانات وطيور ترفرف حولهم وبدأ الصراخ يعلو وفجأة صمت الجميع وفُتحت الشبابيك فإذا الجميع صرعى على الأرض وملابسهم ممزقة تم نقلهم جميعا للمشفى القريب ولم يستطع أحد البقاء في المنزل حتى الأب والأم بدأوا يهلعون ولكن خوفهم على ابنتهم جعلهم يصممون على البقاء وإيجاد مساعد يخرجهم مما هم فيه أو على الأقل يفسر ما عجز عنه الكثير ، وأخذ يتردد على المنزل كثير من الناس ومنهم من أتى بدافع الفضول لرؤية الحالة ، وانتشرت قصة الفتاة حتى كتب عنها الصحفي الكبير : أمين عبدالرحمن في الصحيفة التي يعمل بها ، وفي اليوم التالي كان الدكتور إبراهيم العسال يقرأ الصحيفة وقرا جميع التفاصيل فأرسل للجامعة واعتذر عن الحضور اليوم وجهز بعض الأشياء الخاصة به وحمل كتابا وذهب للمنطقة التي حدثت فيها الحادثة وكان وصوله بعد العشاء وبمجرد دخوله الشارع انقطع النور في المنكقة بأكملها وفجأة ....
أخرج الدكتور إبراهيم الكتاب الذي كان معه وفتحه فإذا صراخ فظيع داخل المنزل ، دخل الجميع في منازلهم ولم يتجرأ أحد أن يفتح الباب ، أضاء النور مرة أخرى وبدأ الدكتور يتقدم وعندما وصل لمنزل الحالة تم إغلاق الباب بقوة وبدأ المنزل في الاهتزاز وقلب الدكتور إبراهيم في صفحات الكتاب وبدأ يردد كلمات وكانت كالتالي " أيها الغرباء نعلم أنكم لستم في عالمكم ، لا يوجد ترحيب ولا تنتظروا أن تعيشوا بسلام هنا ، علمنا الشيء الذي أتيتم به وسندمره لو قاومتم ، ستعودون لعالمكم بأمان وأنا ضامن لكم ذلك ، أخطأ من أتى بكم إلى هنا وسنصحح ما حدث فلا تضطرونا لاستخدام القوة " لم يهدأ المنزل وزاد الصراخ وبدأت تظهر أشياء تطير حول المنزل وتصرخ بقوة وتضيء كأنها شُهب هابطة من السماء ، قلب الدكتور إبراهيم صفحات الكتاب وأتى بصفحتين فارغتين ووجههم ناحية الباب وبدأت تجذب هذه الأشياء داخلها وتقدم وكلما صعد دخل عدد كبير في الصفحتين حتى وصل للفتاة التي كانت تقف في الصالة ، وتنظر وكأن عيناها قطعتان من جمر ، فتوجه الدكتور ناحيتها بالكتاب وهي تصرخ وظهر ضوء شديد وصراخ أعلى وأشد حتى أن الدماء خرجت من أنف الدكتور ولكن فجأة انطفأ ذلك النور وسقطت الفتاة على الأرض، وجلس الدكتور على الأرض يلتقط أنفاسه بصعوبة ويتعرق جبينه بشدة ، وبعد فترة قام وأيقظ الفتاة التي لا تعلم ماذا حدث ولكنها قالت أنها كانت تشعر بقوى غير عادية في جسدها ولم تكن تدري بما يحدث ، حضر الأب والأم مسرعين ، سألهما الدكتور هل اشتريتم تحفة نادرة أو ماشبه ؟ أجاب الأب قائلا : نعم لقد اشتريت فاظة نادرة منذ قرنين تم استخراجها من إحدى السفن الغارقة ووضعتها في المنزل فور نقلنا إلى هنا وقامت فاطمة بإزالة الغطاء لأنه كان من الخشب وكان يحتوى زخرفة قديمة .
طلب الدكتور إحضارها مع الغطاء .
وفتح الصفحتين وقلبهم على الفاظة الفخارية وقام بإغلاقها مرة أخرى وقال : هذه الفاظة ليست منذ قرنين بل منذ آلاف السنين تم حبس قبيلة كاملة كانت متمردة داخلها وعادة كان يتم إلقاء هذه السجون داخل البحار ويبدو أن صائدي الكنوز الغارقة وجدوها وظنوا أنها قطعة أثرية غرقت مع السفينة وفور فتح ابنتك الغطاء المدون عليه تعويذه تمنع خروجهم إلا بيد إنسان وتلبسها كبيرهم وكانت القبيلة بأكملها تخطط للبقاء هنا ولم تستسلم لأنها ذاقت الحرية بعدما ذاقت مرارة السجن قرونا طويلة ، سنلقي بها في البحر مرة أخرى ولكن سنضعها في قالب خرسانة .
قال الأب وكيف عرفت كل هذا ؟
ابتسم الدكتور وقال : لا تسأل فنحن قلة نعلم أسرارا لا يعلمها سوانا ، نظهر وقت الضرورة فقط وحالة ابنتك رقم ٧٠٧ التي قابلتها منذ قرون وقام ماضيا خارج الباب ولكن الناس في الصباح وجدوا سيارته في مكانها وذهبوا لجامعته حيث وجدوا بطاقة هويته ولكن لم يجدوه فذهبوا لمنزله ولم يجدوه أيضا وقال لهم الجيران أنه كان يعيش بمفرده ولا يختلط بأحد وأتى إلى هذا السكن منذ عدة أعوام فقط ولا يعرف عنه أحد شيئا
وظن البعض أنه رجل غريب الأطوار وقال البعض أنه جندي مجهول ولكن أغلب الظنون أنه من الحراس النورانيين الذين يحاربون الشر في عالمهم ويمنعونه من المجيء لعالمنا .
الخلاصة " لا تعبث بأي شيء فلربما كان سببا في هلاكك وأحيانا الفضول يقتل صاحبه ، وكذلك ليس كل مظهر جيد داخله جيد فلربما انبهرت بالمظهر واتصدمت بالجوهر "
تمت ...
سأنشر الليلة قصتين أخرتين حصريتين على صفحتنى الليلة إن شاء الله
#الحاله_707
#أحمد_سيد_رجب