قصة وعبرة
- عشرون عاماً و اُمي تقول لي: "الحبّ يا ابنتي لآ يطعم الخُبز"، لگنّني عصيتُ الدرس، وقفتُ بوجه الجميع وقبِلتُ الزواج منه، أول عام من زواجنا نقص من وزني اثنا عشر كيلوغرامًا ، اختفَت خدودي ، شحب لوني، إعتدت على البرد رغم أنني لم أشعر بطعم الشتاء قبلًا في منزل والدي ... لكن لمن أشتكي ؟ لم أكن أقوى على أن أسمع من أمي جملتها التي تتحرق شوقًا لقولها: قلتُ لك وما سمعتي !
أيام قليلة مرّت، اكتشفت فيها بأنني حامل .. إنهرت حينها حين فكرت ماذا سيحلّ بطفلي القادم، كيف سنطعمه ؟ كيف سنلبسه ؟ كيف وزوجي إلى الآن لم يجد وظيفة بدوام ومرتب ثابت ؟ قررت أن أذهب ﻷمي .. لتساعدني في الإجهاض و ربما الطلاق ! فأنا تعبت، أتعبني الفقر، الحب لا يشتري شيئًا !
هرعت لمنزل والدتي فتحت لي الخادمة، منذ دخولي سمعت أصوات بكاء تأتي من غرفة الجلوس.. أنصتّ قليلًا ﻷعرف أن هذا صوت أختي، بكاء أختي الصغيرة حبيبتي! متى عادت من السفر ؟! كنت سأدخل ﻷعانقها ؟
إلّا أنّ جملتها استوقفتني حين صرخت: المال لا يشتري السعادة، لا أحبّه.. لا يحبني..تعبت يا أمي تعبت أريد الطلاق.. لا يمكنني الإستمرار.
حينها خرجت مسرعة وعدت لمنزلي، لزوجي الذي استقبلني بحفاوة ، أذكر لقاءنا كأنّه
الآن، كلانا دامع العينين يقول لديّ ما أخبرك به.. قل أولًا لا أنتِ..
ثم خرجت من أفواهنا معًا :
- أنا حامل
- حصلت على عمل..
العبرة :
”أغلى شيء في حياتك، هو ذلك الذي لا تستطيع شراءه بالمال“
واقول ايضا
المال يشتري السرير لكنه
لا يشتري النوم
المال يشتري الساعة لكنه
لا يشتري الزمن
المال يشتري الكتب و لكنه
لا يشتري المعرفة
المال يشتري الهدايا لكنه
لا يشتري الحب
المال يبني المستشفيات ويشتري الدواء لكنه
لا يشتري الصحة
هناك أناس فقيرة لاتملك إلا المال
مساء الفلكم قرن من الزمان عانت فيه أوربا من المجاعات ؟ لن تصدق !!
بالفعل عرفت أوربا المجاعات لدرجة أنها ساعدت على اشتعال حرب المائتي عام أو الحروب الصلي.بية.
قد يظن البعض أن أوربا لم تعرف المجاعات طوال تاريخها نظرا للتقدم والصعود الحضاري التي هي فيه الآن و الصحيح أن أوربا عاشت عدة قرون تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة لأسباب مختلفة ذلك إبان العصور الوسطى، وكان من بين هذه الأزمات نقص الغذاء، ومن ثَمَّ فإن نقص الإنتاج المحلي من الغذاء كان يعني ببساطة المجاعة القاتلة!
وكانت هذه المجاعات تستمر أحيانًا سنوات، مما يؤدِّي إلى فناء الناس، وكان انتشار الأمراض وقلة العلاج يساهم في موت المزيد.
كما أن في أخريات القرن الحادي عشر، وخاصةً في السنوات العشر التي سبقت الحروب الصلي.بية حدثت مجاعات قاتلة، خاصةً في شمال فرنسا وغرب ألمانيا، ولعل هذا يفسِّر خروج أكثر الجيوش من هذه المناطق للمشاركة في الحروب الصلي.بية، التي كان لا بد لها من أن تهرب إلى أي مكان به طعام وشراب، ولو كان هذا المكان على بُعد مئات وآلاف الأميال.
بل إن حالة الفقر وما ترتب عليها من مجاعات في أوربا قد أحسن البابا أوربان الثاني – مشعل الحروب الصلي.بية – استغلالها في خطابه الذي قاله لجموع الأوربيين لحثهم على المشاركة في الجيوش المتجهة لغزو فلسطين والشرق الإسلامي والتي عرفت بالحملات الصلي.بية؛ حيث لوَّح بالثراء الذي عليه بلاد الشرق، بل إنه ذكر لهم ما جاء في الإنجيل عن فلسطين؛ حيث قال: “ووهبنا هذه الأراضي التي تفيض لبنًا وعسلاً.
د.راغب السرجاني: قصة الحروب الصلي.بية