إبادة ونبش قبور وتعذيب.. جرائم كريستوفر كولومبوس ضد الهنود الحمر فى أمريكا
كتب محمد عبد الرحمن
الجمعة، 12 يونيو 2020 07:00 م
المظاهرات الأمريكية ضد العنصرية، والتى خرجت على أثر مقتل مواطن أسود يدعى جورج فلويد، على يد شرطى أمريكى، لم تتوقف عند الممارسات العنصرية من الشرطة والقادة السياسية فى البلاد، بل امتدت لكل رموز العنصرية التاريخيين، حيث تم تدمير عدة تماثيل للمستكشف الإيطالى الشهير كريستوفر كولومبوس، مكتشف القارة الأمريكية، بسبب ضلوعه فى عمليات الإبادة الجماعية ضد الهنود الحمر (السكان الأصليين للولايات المتحدة الأمريكية).
المتظاهرون الغاضبون قاموا بقطع رأس تمثال لكريستوفر كولومبوس فى بوسطن وتعرض آخر للتخريب فى ميامى فيما رمى ثالث فى بحيرة فى فيرجينيا فى إطار الحركة المناهضة للعنصرية التى تجتاح الولايات المتحدة مجددا مع وفاة جورج فلويد، بسبب جرائمه العنصرية، فما أبرز جرائم مكتشف "العالم الجديد" ضد الهنود الحمر.
وكان كولومبوس، ووصل إلى الجزر الكاريبية عبر المحيط الأطلسي فى 12 أكتوبر 1492م لكن اكتشافه لأرض القارة الأمريكية الشمالية كان فى رحلته الثانية عام 1498 م.
كما عاش الإسبان فى الأرض فسادا، نهبوا المعابد، دمروا الحضارة (حضارة الآزتيك والإنكا والمايا)، وأجبروا السكان المحليين على العمل بالسخرة فى مناجم الذهب والفضة فى ظروف قاسية دفعت الكثير منهم إلى الانتحار خلاصا من العذاب، خلال تلك الفترة تم إبادة ملايين الهنود الحمر نتيجة قسوة ظروف العمل فى المناجم، تشير التقديرات إلى أن واحدا فقط كان يخرج حيا من بين كل 8 أشخاص عملوا فى المناجم.
المستكشف الإيطالى كريستوفر كولومبوس، مكتشف القارة الأمريكية، ارتكبت جرائم ضد الإنسانية صنفه الباحثون بسببه بأنه أحد رموز العنصرية فى التاريخ، حيث أنه دخل أمريكا حرفياً على أشلاء ودماء أهلها، وسجلت كتب التاريخ فظائع ارتكبها كولومبوس وممولو رحلته الاستكشافية (الإسبان).
بحسب عدد من التقارير، فحين دخل الإسبان إلى "العالم الجديد" تحت قيادة كولومبوس للمرة الأولى، كان الهنود يخرجون لاستقبالهم عند مداخل المعابد ويشعلون ناراً ويلقون فيها الذهب، لأنهم كانوا يظنون أن المسيحيين القادمين إلى أراضيهم هم أبناء الشمس، لكن أبناء الشمس أولئك لم يحتفوا بالهنود بالطريقة ذاتها، فقد سلبوا أراضيهم وذهبهم، وحينما حاول الهنود المقاومة، أخضعهم جنود كولومبوس بقوة السلاح وقتلوا واغتصبوا آلافاً منهم.
كان على كل هندى تجاوز عمره الـ14عاماُ جمع كمية معينة من الذهب للإسبان كل 3 أشهر، وإن لم يفعل كان عليه مواجهة العذاب الذى يصل إلى بتر الأيادى وتعليقها لتتدلى من أعناقهم، ثم الموت بتركهم ينزفون حتى الرمق الأخير. وقد قتل بهذه الطريقة أكثر من 10 آلاف شخص من الهنود الحمر، وفقاً لما استعرضه كتاب Columbus: The Four Voyages للكاتب السويدى لورنس بيرجرين الذى بحث السيرة الذاتية لكولومبوس.
فظاعة جنود كريستوفر فى أمريكا فى معاملتهم لسكان القارة الأصليين لم يقف عن حد الجشع فقط، بل أنهم نبشوا قبور الموتى، وانتزعوا الذهب والزمرد من بطون الموتى؛ إذ تقضى الطقوس الدينية الخاصة بالهنود الحمر بدفنه فى بطون الموتى، كما سن كولومبوس سنته السيئة فى جنوده، سواء فى استعباد الهنود للعمل بلا مقابل أو فى أسر السبايا واغتصابهم.
ففى رحلة كولومبوس الثانية، أهدى امرأة كاريبية لطاقم السفينة كى يغتصبها، وأصبح هذا الطقس جزءاً من كل إغارة جديدة، حيث يختطف الإسبان النساء والفتيات ويغتصبونهن أو يبيعونهن للاسترقاق الجنسي، وعندما وطئت قدماه أراضى القارة الأمريكية أمر بالقبض على 6 هنود ليصبحوا خدمه الشخصي، ورأى أنهم "سيكونون خدماً جيدين طوال مدة إقامته"، وبدأ بعدها جنوده فى استرقاق بعض الهنود وبيعهم كعبيد، وفق موقع History التاريخي.
أما فى حال تمرد أحد الهنود على هذه المعاملة غير الآدمية، كان الإسبان يلجأون إلى الكلاب الشرسة لتمزيق المتمرد أمام الباقين، ثم تترك الجثث المتمزقة فى الميدان حتى تتفسخ، ليعلم الجميع ما هى عاقبة التمرد، فضلاً عن عقوبات أخرى تقضى بتقطيع الآذان والرؤوس.
هذه العنصرية لم يتحملها بعض الهنود فبدأوا فى تدمير مخازن الخبز، فلا يأكل منها المستعمرون لأراضيهم ولا حتى هم أنفسهم، فيما لجأ آخرون للانتحار الفردى أو الجماعى كسبيل للخلاص من هذا العذاب، إذ قتل البعض نفسه بالقفز من المنحدرات العالية، فيما سمم بعضهم الآخر نفسه بالأعشاب، وآخرون جوعوا أنفسهم حتى الموت، ووصلت أعداد المنتحرين إلى 50 ألفاً، وفق الكتاب الذى استعرض موقع VOX الأمريكى مقتطفات منه.
"كولومبوس" متهم أول فى عمليات الإبادة الجماعية للهنود الحمر، ويعتقد الباحثون أن جنوده، ارتكبوا أنواع مختلفة من فنون العذاب والقتل، فبعد رحلة كولومبوس الأولى بـ 56 عاماً، يقال إن عدد مَن تبقى من الهنود على قيد الحياة فى جزيرة هيسبانيولا، وهى ثانى أكبر جزر الأنتيل، وتقع شرقى كوبا، وصل إلى 500 فقط من أصل 300.000 كانوا يعيشون هناك.
AMP