على المرئ أن يحتقر نفسه بسبب ميزاجيتهُ الدائمة ،و سوء أستمرارهِ على شاكلة واحدة،فتارة يكون سعيد و يضحك و لا يسع عالمه مدى فرحته و سعادته ، و فجأة و بدون أي مُقدِماتْ نفس ذلك المرئ يحضر حزنه و يقلب بشريط حياتهِ عبر الذكريات ؛التي مِنْ المستحيلات السبع إعادتها مجددًا ،و ذلك الحزن لا يغادر ذلك المرئ إلا عندما يتأكد أنه حل عليه الثقم ،فيغادر حزنهُ سريعًا ليحل عليه أكتأبه و من ثم إكتأبه الحاد .
ليأتي نفس ذلك المرئ و هو جالسًا على الشرفة يلتقط أنفاسه قائلًا :لعل هواء الطبيعة قادرًا على تنقية ما بداخلي
ليأتي شريط الذكريات من جديد محاولًا تعكير مزاجه فيتدخل هواء الطبيعة و تشتعل منافسة شرسة بين الطرفين فأيهما يفوز يا ترى ؟
و بعد عناء طويل بين الطرفين يحمل ذلك المرئ نفسه ليستريح من حلبة رأسه ،ليصطدم في طريقة بصديق عمره. .
فتغلب الطبيعة الطرف الثاني و تتأرجح كفتها
فيتذكز ذلك المرئ أجمل أوقاته مع صديقه مهرولًا نحوه بحماسة و سعادة مفرطة معانقًا صديقه و يهمس قائلًا له :"لا مِنْ كلمات تصف ما أشعر به الآن ، لقد جعلتني أحي مِن جديد "
و يبقى وجه ذلك المرئ مبتسمًا لساعات ..أيام...و أسبوع ..
و كل هذا لآن صديقه معه شخصه معه..
ما أجمل أن تزور أمكانك المفضلة و تمارس عاداتك المحببة و لو كانت نكرة لكنها تسعدك بجانب من تحب .
فتتدخل الطبيعة فجأة بدون تلميحات و تدق عليك الباب فتقول بصوت خافت:'لا تليق بك السعادة الدائمة"
فتسرق ذلك الشخص منك شخصك سرقته منك مجددًا
و تقول لك في نهاية المطاف هاا أنا أترك لك المكان و أشيائك أستمتع بها
لكن كيف للمرئ منا بأن يستمتع و يحى بهدوء و كل شيء غير مكتمل .
هكذا فطر القلب للمرة الثانية لا بل الثالثة ..لقد تعبت من العد..فلم أعظ أدرك .أيها السادة
فلا من جديد لكن ما بداخله أشد من الحنظل مرارة .
لتحل شخصية فائقة الكبرياء و الجمال(الميزاجية).
يضحك تارة..يبكي تارة..يصرخ تارة..يتحدث تارة ..يضعف تارة..يجفف دموعه تارة ..
يشق اللوحات تارة..و يصلحها تارة..
يغني نارة ..
الميزاجية حينها تشكل عنوان مستقل و تعم صفح عالمه المهيب ذاك.
فإنها قد أحتلت شكالته الخارجية قبل الداخلية على الرغم من عمق الداخلية ألا أنها كتومة
و على الرغم من وضوح الخارجية ألا أنها شرسة للغاية و شديدة الإنفعال
تقلبات ميزاجية مفاجأة رهيبة
فأنه يتعامل بميزاجية مع بيئته المحيطة
لكن ماذا عساه أن يفعل إذا كانت الطبيعة هي من فرضت ذاك.
لذا فعلى المرئ أن يحتقر نفسه بسبب ميزاجيته الدائمة التي تفطر القلوب و تهدم الطموح الشامخة
كما حدث مع الميزاجيون المتأثرون بالطبيعة
18/3/2023
2MA